شرطة دبي طالبت الأسر بمتابعة الأبناء.. وتدريب 900 طالب سفراء للتوعية

70 نوعاً جديداً من المخدرات غير التقليدية تغزو العالم

المري: شرطة دبي ابتكرت برامج وقائية للتوعية بمخاطر المخدرات. من المصدر

أكد القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، ظهور ما يقارب من 70 نوعاً جديداً من المخدرات غير التقليدية في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة على أجهزة المكافحة في الدول كافة، وليس في الإمارات فقط، لافتاً إلى أن شرطة دبي ابتكرت برامج وقائية للتوعية بمخاطر هذه السموم، والوصول إلى أكبر شريحة من الطلبة والآباء.

وأضاف المري لـ«الإمارات اليوم»، على هامش فعاليات الدورة الـ14 من ملتقى «حماية» الدولي، التي انطلقت، أمس، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وحضور الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن شرطة دبي وحدت الجهود تحت مظلة مركز «حماية»، واستطاعت تدريب وتأهيل نحو 900 طالب من جنسيات مختلفة ليكونوا سفراء توعية لزملائهم، مؤكداً أن «الوقاية من خلال التوعية إحدى أهم الأذرع لحماية الأبناء والمجتمع من مخاطر المخدرات، خصوصاً في ظل انتشار أساليب وأنواع جديدة من هذه السموم».

وأشار إلى أن «العالم في حرب مستمرة مع تجار ومروجي السموم، الذين يستهدفون الشباب بشكل مركز، لذا تحرص شرطة دبي على توعية الآباء بضرورة تحمل مسؤولياتهم من خلال متابعة أبنائهم، والتعرف إلى أصدقائهم وأماكن خروجهم، ورصد سلوكياتهم، حتى يتسنى لهم التدخل في الوقت المناسب، حال الاشتباه في وقوع أحدهم بفخ التعاطي».

من جهته، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش الملتقى، إن «ثقافة الآباء تغيرت إلى حد ما في الآونة الأخيرة، بعد تكثيف جرعة التوعية بالمادة 43 من قانون مكافحة المخدرات، التي تتيح للآباء والأشقاء، بل والأصدقاء في بعض الحالات، الإبلاغ عن المتعاطي، ليخضع للعلاج وفق هذه المادة دون مساءلته قانونياً»، لافتاً إلى أن الأسر كانت تتجنب الإبلاغ سابقاً، لأسباب مرتبطة بالسمعة، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وانخراط الابن أكثر في الإدمان. وأضاف أن شرطة دبي وفرت قنوات عدة للتواصل معها في هذا الجانب، منها منصة استشارة على تطبيقها الذكي، ومجالس الأحياء التابعة لمراكز الشرطة، فضلاً عن الخط الساخن المجاني، والموقع الإلكتروني، مؤكداً أن «إبلاغ الأسرة عن الابن المتعاطي يتيح فرصة علاجه تحت إشراف شرطة دبي من خلال برنامج الفحص الدوري، ما يزيد احتمالات تعافيه وإعادة اندماجه في المجتمع».

وأشار إلى خطة أشرف عليها القائد العام لشرطة دبي لتعزيز برامج الوقاية، مضيفاً أن ملتقى «حماية» يضم عدداً كبيراً من الخبراء القادرين على الخروج بنتائج تعزز فرص مكافحة المخدرات والعلاج منها، في ظل قيامهم بتبادل الخبرات والتجارب.

وانطلقت، أمس، فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ14 لملتقى حماية الدولي، لمناقشة «دور المؤسسات الأمنية والتعليمية والبحثية في مواجهة المخدرات والمؤثرات العقلية، بين تحديات الواقع واستشراف المستقبل»، تحت شعار «نتعلم.. لنحمي»، بتنظيم من شرطة دبي و«اندكس للمؤتمرات والمعارض»، عضو في «اندكس القابضة».

وقال رئيس «اندكس القابضة»، الدكتور عبدالسلام المدني، إن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بمكافحة آفة المخدرات، وتضع استراتيجيات وسياسات لمواجهة التحديات المتوقعة لتنامي هذه الظاهرة، من خلال التعاون والتنسيق بين الكيانات والمؤسسات العاملة في مجال المكافحة، بهدف بناء مستقبل واعد وجيل واع بالمخاطر الناجمة عن هذه الآفة، والعمل على التصدي لها. بدوره، أكد مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، أحمد جلفار، أن مواجهة الإدمان مسؤولية مجتمعية متكاملة، تبدأ من الحماية، ثم دعم المدمنين لتجاوز ما مر بهم، والتعافي بشكلٍ كامل، ثم دمجهم بشكلٍ كامل وطبيعي في أسرهم ومحيطهم ومجتمعهم. وقال جلفار إن «انتشار المواد المخدرة قضية عالمية، ولا يمكن التغافل عنها أو تحجيمها بعزل المدمنين أو إلغائهم من المجتمع، وعلى الرغم من أن الوقاية في هذا المجال تظل المحور الأهم والأنجح، كما هي في جميع الأمراض المعدية، فإن التعافي من الإدمان والعودة إلى الحياة بشكلٍ أفضل وأكثر استقراراً ليسا حلماً ولا أمراً يصعب الوصول إليه، طالما توافرت العوامل الضرورية لذلك».

وأضاف: «يوفر مركز (عونك) التابع للهيئة خدمات الرعاية اللاحقة للمتعافين، سواء أثناء فترة قضاء محكوميتهم أو بعد الخروج من المؤسسات العقابية، وتشكل الرعاية اللاحقة المرحلة الأكثر حساسية في رحلة التعافي، وتتسع فيها الأدوار لتشمل الأسرة والمجتمع، لأن الدمج والتمكين والدعم أمور جوهرية لا يمكن تحقيق التعافي الكامل إلا بتوافرها». إلى ذلك، قال أستاذ علم الجريمة، في قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة جنوب ويلز - البريطانية، الدكتور علي وردك، إنه «لا يمكن لأي دولة بمفردها التعامل بفعالية مع هذا التحدي متعدد الأبعاد، فمشكلة تعاطي المخدرات والإدمان لا تدور حول تطبيق القانون فحسب، بل هي جريمة عالمية، تديرها شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، لذا يتعين على الجهات المعنية التفكير من منظور عالمي، وتوحيد استراتيجياتهم في مكافحة المخدرات على المستوى الدولي».


تطبيق ذكي لمكافحة المخدرات

أطلقت القيادة العامة لشرطة دبي تطبيق «حماية» الذكي للتوعية بالمخدرات ومخاطرها. وقال مدير مركز حماية الدولي في شرطة دبي، العقيد عبدالله الخياط، إن التطبيق يمثل منصة متكاملة مؤتمتة، تدعم خاصية الذكاء الاصطناعي في الرد على كل الاستفسارات المتعلقة بمخاطر المخدرات ومكافحتها وتمييز المتعاطين، والتعريف بالإدمان ومدمني المخدرات، ومراكز التأهيل والعلاج، والتعافي من الإدمان، ودور الأسرة والآباء في تعريف أبنائهم بمخاطر المخدرات، والاستشارات المتخصصة، مشيراً إلى الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المنصة، التي تستهدف مجتمع الإمارات ككل، ومنها التوعية عن بعد، والمساعد الافتراضي «آمنة»، وخدمة البرامج الطلابية، وخدمة البرامج المجتمعية، ومكتبة حماية، والخدمات الإحصائية، وخدمة شاركنا إبداعاتك، وملتقى حماية الدولي.

وأكد العقيد الخياط أن شرطة دبي تبذل جهوداً حثيثة لتعزيز الأمن في الإمارة، وتكثف جهودها مع المنظمات والهيئات والجهات المعنية بمكافحة هذه الآفة الخطرة، التي تدمر مستقبل أبنائنا، لذا جاءت فكرة تصميم تطبيق ذكي لأنظمة الهواتف التي غدت في متناول كل الشباب، ويسهل تحميلها على هواتفهم، ليتيح لهم التعرف إلى أضرار المخدرات والإدمان، وقنوات التواصل للإبلاغ عن المروجين أو طلب للمساعدة، وكل الاستفسارات المتعلقة بالمخدرات للأبناء والآباء على حدٍ سواء.

ماجستير ودبلوم عال في «الإدمان»

أطلق مركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي، بالتعاون مع كلية دبي الطبية، برنامج الماجستير، وبرنامج الدبلوم العالي في علوم الإدمان، الأولين من نوعهما في الشرق الأوسط، والمعتمدين من وزارة التربية والتعليم، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده المركز على هامش ملتقى حماية الدولي في دورته الـ14 في مركز المؤتمرات في مدينة جميرا دبي، بحضور رئيس مجلس إدارة مركز إرادة للعلاج والتأهيل، الدكتور عبدالقادر الخياط، وعميد كلية دبي الطبية، الدكتور محمد جلال الدين، بهدف تطوير مسيرة التعليم العالي، وخلق وظائف جديدة متخصصة في علاج مرض الإدمان، نظراً لندرة التخصصات المحلية التي تعنى بمجال علاج الإدمان في الدولة، ولتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في علاج هذا المرض.

ويشترط في المتقدم إلى البرنامجين أن يكون حاصلاً على البكالوريوس في الطب والجراحة، أو بكالوريوس العلوم أو الصيدلة، أو البكالوريوس في التخصصات ذات الصلة، مع حد أدنى من الدرجة C.

إبلاغ الأسرة عن الابن المتعاطي يتيح فرصة علاجه تحت إشراف شرطة دبي.

تويتر