بلدية الشارقة تؤكد أهمية التعاقد مع شركات مرخصة لمكافحة الحشرات

نظمت بلدية مدينة الشارقة بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة الملاريا ونواقل الأمراض بوزارة الصحة ووقاية المجتمع وبالتزامن مع اليوم العالمي للملاريا في قاعة أفريقيا صباح الاثنين، الندوة العلمية والعملية للأمراض المنقولة عن طريق الحشرات بمشاركة واسعة من بيوت الخبرة في هذا المجال ومختصين قدموا العديد من أوراق العمل المهمة، بحضور كل من مدير عام بلدية مدينة الشارقة ثابت سالم الطريفي ومساعدوه والوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور حسين الرند وعدد من الحضور.

وأكد مدير عام بلدية مدينة الشارقة ثابت سالم الطريفي اهتمام البلدية بشكل كبير بصحة الإنسان انطلاقاً من رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أولى جل اهتمامه بالعنصر البشري باعتباره الثروة الحقيقية للمجتمع وباني نهضته وتقدمه وصانع أمجاده وحضارته، ولذا فإن البلدية تحرص ضمن أهدافها واستراتيجيتها على توفير الحياة الصحية تماشياً مع الإمارة كأول مدينة صحية في الشرق الأوسط، وتعمل بجهد كبير على بث رسائل التوعية ومكافحة الحشرات بكل أنواعها لتفاضي الأمراض المنقولة عن طريقها ما ينعكس بالإيجاب على صحة الفرد والبيئة بشكل عام.

وأشار الطريفي إلى أن الشارقة خطت خطوات سباقة ضمن مساعي الدولة في القضاء على مرض الملاريا بشكل نهائي منذ أكثر من 20 عاماً ووضع استراتيجية وبرامج خاصة لفحص كل الحالات الوافدة وتقديم أفضل الأدوية والعلاجات.

من جانبه أوضح مساعد المدير العام لقطاع الزراعة والبيئة المهندس حسن التفاق أن بلدية مدينة الشارقة تقوم بأعمال المكافحة يومياً و بشكل مستمر في مناطق مدينة الشارقة عبر خطط عمل منظمة و مدروسة، حيث يتم تغطية 162 منطقة في المدينة، تشمل المناطق السكينة والتجارية والصناعية، وذلك بمعدل لا يقل عن 4 زيارات لكل منطقة في الشهر الواحد، لضمان القيام بأعمال مكافحة الآفات بشكل كلي و مستمر طيلة السنة، بالإضافة إلى تقديم أعمال المكافحة إلى المساجد في مدينة الشارقة لما لا يقل عن 700 مسجد يتم تغطيتها في الشهر الواحد، إضافةً إلى المؤسسات و الدوائر الحكومية في المدينة إذ يتم تقديم أعمال المكافحة لما لا يقل عن 100 مؤسسة شهرياً وذلك عن طريق الجداول والخطط الروتينية الشهرية أو الطلبات الرسمية.

وأشار التفاق إلى أن البلدية تشارك عبر قسم آفات الصحة العامة في العديد من اللجان التي تنعقد في الدولة فيما يخص الآفات ونواقل الأمراض والمبيدات، والتي تنظم غالبيتها عبر وزارة التغير المناخي والبيئة أو بلديات الإمارات الأخرى أو هيئات ومراكز الصحة المعنية بمكافحة الأمراض المنقولة عبر الحشرات.

من جانبه أكد الدكتور حسين الرند أن هذه الندوة تأتي ضمن أنشطة اليوم العالمي للملاريا والذي يأتي هذا العام تحت شعار "القضاء على الملاريا واجبي" كشعار يحمّل الجميع المسؤولية لتضافر الجهود في القضاء على هذا المرض وأخذ الحذر من الدول التي تمكنت بالقضاء عليه حتى لا يعاود الظهور، حيث بيّن تقرير منظمة الصحة العالمية للملاريا في 2018 توقف الانخفاض الذي تشهده حالات الإصابة بالملاريا بعد عدة سنوات من التراجع على مستوى العالم وللعام الثاني على التوالي يكشف التقرير السنوي الذي أعدته منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع أعداد المصابين بالمرض حيث يقدر عدد حالات الملاريا في 2017 219 مليون حالة.

وتناولت المحاضرة الأولى من الندوة الحديث البعوض شارك بها كل من الدكتور محمد الديب أستاذ علوم الحياة في جامعة الإمارات ومدقق بيئي في بلدية مدينة الشارقة المهندسة ميرة خالد الشامسي والمهندس مصطفى حمدان من المركز الوطني لمكافحة الملاريا، وأدراها مستشار قطاع الصحة العامة والمختبرات المركزية في بلدية مدينة الشارقة الدكتور موسى العزاوي وأكد المحاضرون أن البعوض يعتبر أحد أهم الحشرات التي تنقل الأمراض ولذا تتضافر الجهود في القضاء على هذه الحشرات منذ طورها الأول مستعرضين طرق صيدها والقضاء عليها، وعرض مجموعة من التطبيقات البيولوجية الجزيئية في مقاومة البعوض، كما استعرضت البلدية خلال المحاضرة دور قسم آفات الصحة العامة ودوره في مكافحة البعوض الناقل للأمراض.

وتناولت المحاضرة الثانية الحديث عن حشرة القراد أدارها المهندس فهمي بيدس خبير الملاريا ونواقل الأمراض استضاف خلالها الدكتور علي البكري من كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، والبروفيسور نوربيت نوونتي من كلية طب محمد بن راشد بدبي، تناولوا خلالها دور القراد في نقل الأمراض وطرق مجابهته.

وقدم المهندس فهمي بيدس محاضرة تناول خلالها الحديث عن بعوضة الأيدس باعتبارها من أهم البعوض الناقل للأمراض وأكثره خطراً على العالم فيما تناولت الدكتورة زكية الراسبي من كلية الطب بجامعة الإمارات الحديث حول مستقبل علم الطفيليات والحشرات "التحديات والفرص المبتكرة"، تناولت خلالها أنواع الطفيليات ودراستها وضرورة بناء مجتمع قائم على المعرفة وتثقيف المسافرين بأبسط السلوكيات الصحية الوقائية وفهم العوامل المحيطة بنا التي من شأنها أن تؤثر على صحتنا.

وأوصت الندوة بضرورة توعية المجتمع بأهمية مكافحة آفات الصحة والقضاء على أماكن تكاثرها من خلال اتباع سلوكيات وعادات يومية سليمة، وتشجيع أصحاب العزب وشركات الإنشاءات على التعاقد مع شركات المكافحة المتخصصة لضمان استخدام الوسائل والمواد المعتمدة في مكافحة الآفات، والعمل على تشكيل لجنة دائمة تتولى الإشراف على فريق عمل مشترك من بلديات الدولة والمركز الوطني لمكافحة الملاريا ونواقل الأمراض في وزارة التغير المناخي والبيئة تكون مهمتها الرئيسية البحث والتقصي في كل أرجاء الدولة، وعمل ندوات متخصصة بمجالات نواقل الأمراض مختلف أنواعها مستقبلاً وبصفة مستمرة.

تويتر