البواردي: أسلحة المستقبل أدوات لحفظ السلام

«أيدكس» و«نافدكس» ينطلـقان اليوم بمشاركة 1310 شركات محلية وعالمية

صورة

تنطلق، صباح اليوم، في أبوظبي، فعاليات معرضي الدفاع الدولي (أيدكس 2019)، والدفاع البحري (نافدكس 2019)، التي تستمر حتى 21 من الشهر الجاري، حيث تعرض 1310 شركات محلية وعالمية أحدث ما توصل إليه قطاع الصناعات الدفاعية من تكنولوجيا ومعدات متطورة، وكذلك عقد شراكات ضخمة بين مختلف الجهات المشاركة، وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في القطاع.

ويشهد المعرض تنظيم عدد من العروض الدفاعية الحيّة التي تحاكي سيناريوهات مختلفة باستخدام مختلف صنوف الأسلحة والمعدات، إضافة إلى توفير الشركات العارضة عدداً من المنصات التفاعلية التي تمكن الزوار من توظيف التقنيات الحديثة لتجربة العديد من المعدات والعروض ثلاثية الأبعاد وغيرها.

واختتمت، أمس، أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2019، حيث ألقى وزير دولة لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي، كلمة دعا خلالها إلى العمل الجماعي، لجعل أسلحة المستقبل المتطورة أدوات لحفظ السلام، وقدرات لردع المارقين الذين يسعون للهيمنة، ويهددون أمن وتطور البشرية، ويقفون عثرة أمام تعاونها وتقدمها وازدهارها.

وتفصيلاً، يسجل معرضا الدفاع الدولي (أيدكس 2019) والدفاع البحري (نافدكس 2019)، هذا العام مشاركة عدد كبير من الشركات العالمية، بما في ذلك لوكهيد مارتن ورايثيون وبوينغ وروستك وتاليس، إلى جانب نخبة من الشركاء المحليين، مثل شركة الإمارات للصناعات العسكرية، وشركة توازن القابضة، وشركة أبوظبي لبناء السفن، إضافة إلى مشاركة طيف واسع من صناع القرار والخبراء والمتخصصين في قطاع الصناعات الدفاعية.

ويأتي تنظيم المعرض في ظل الظروف غير المستقرة التي يشهدها العالم اليوم، ما يتطلب من القائمين على هذا القطاع تطوير تقنيات تساعد على الحد من المخاطر المحتملة، ومواجهة التحديات المتغيرة التي يشهدها العالم، من خلال توحيد الجهود المبذولة من مختلف القطاعات الحيوية الضالعة، بهدف تطوير استراتيجيات أمنية ودفاعية، تسهم في تحقيق وإرساء السلام العالمي المنشود.

وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي أيدكس ونافدكس، اللواء الركن طيار، فارس خلف المزروعي، أهمية الدورة الحالية لمعرض الدفاع الدولي (أيدكس)، كونها تحتفل باليوبيل الفضي لانطلاقتها كواحدة من أكبر المعارض المتخصصة في مجال الصناعات الدفاعية، ومنصة يلتقي فيها صنّاع القرار وأهم الخبراء والمتخصصين في القطاع.

وسيركز المعرض في نسختة الـ14 على استعراض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، نظراً للدور المحوري الذي تلعبه في النهوض بهذا القطاع الحيوي، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة المحاكاة والتقنيات المتطورة لتخزين وتحليل المعلومات، ما يسهم في تعزيز أمن واستقرار الأفراد والدول، كونها تتجاوز كل ما هو بشري، وتقلل من نسبة الأخطاء المحتملة، وتوفر الحلول المثلى لكل السيناريوهات المحتملة.

وينطلق المعرض لهذا العام بمشاركة 1310 من العارضين المحليين والدوليين، مقارنة بـ1235 في النسخة السابقة، إلى جانب ارتفاع المساحة الكلية للعروض لتصل إلى 168 ألف متربع مربع، مقارنة مع 133 ألف متر مربع في عام 2017، ما يجعلها النسخة الكبرى من المعرض منذ انطلاقه عام 1993.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) ومجموعة الشركات التابعة لها، حميد مطر الظاهري، الحرص على توفير كل وسائل الدعم للمشاركين الدوليين في المعرض، إذ «وصلت نسبة الشركات الأجنبية إلى 85%، وهي نسبة تعد الأعلى في قطاع صناعة المعارض الدولية الدفاعية، إلى جانب كوكبة من الشركات المحلية التي وصلت نسبة مشاركتها إلى 15% من مجموع الشركات، ما يسهم في تحقيق رؤية إمارة أبوظبي لتطوير قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية في الدولة، والذي يعد أحد أبرز القطاعات التي ركزت عليها خطة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية لعام 2030». وأشار الظاهري إلى العوامل التي تقف وراء النجاح الكبير الذي حققته شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) في تنظيمها معرض أيدكس، والتي تتمثل في دعم القيادة المستمر، والمكانة المرموقة التي تتمتع بها الإمارات، وكذلك التعاون الوثيق مع القوات المسلحة وكل الشركاء المحليين، إضافة إلى القدرات الكبيرة التي يتميز بها الشباب المواطن، التي أهلته لقيادة فرق العمل المنظمة لهذا الحدث المهم، ناهيك عن المرافق المتطورة التي يتميز بها مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وقال إن المعرض سيشهد تنظيم عدد من العروض الدفاعية الحيّة التي تحاكي سيناريوهات مختلفة باستخدام مختلف صنوف الأسلحة والمعدات، إضافة إلى توفير الشركات العارضة عدداً من المنصات التفاعلية، التي تمكن الزوار من توظيف التقنيات الحديثة لتجربة العديد من المعدات والعروض ثلاثية الأبعاد وغيرها.

من جانب آخر، أكد وزير دولة لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي، في ختام أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2019، أمس، المكانة المتقدمة التي تتبوأها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة العالمية، من خلال استضافة أهم اللقاءات والمعارض العالمية على مدى أكثر من ربع قرن، وآخرها القمة العالمية للحكومات في دبي، الأسبوع الماضي، التي رسمت خط البداية لتشكيل حكومات المستقبل.

ودعا إلى العمل الجماعي من أجل بناء مستقبل مشترك، عنوانه تعزيز الأمن والازدهار من خلال القدرة على الابتكار، مشيراً إلى أن العلم والمعرفة أصبحا رأس المال الفكري والمؤثر الأكبر في حياة المجتمعات والمحدد الرئيس للنمو الاقتصادي والإنتاج والقيمة الحقيقية للاقتصاد العالمي. وشدد على أهمية الاستناد إلى المعرفة والابتكار في إدارة الاقتصاد، وتحديد أنواع المنتجات واستخداماتها وكمياتها، بغرض تصويب الإنتاج وترشيد الإنفاق، إضافة إلى حماية البيئة، ولتصبح بذلك المعرفة والابتكار عنوان التنمية المستدامة. وتطرق إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتطور الأسلحة الإلكترونية والروبوتية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وما ظهر معها من حروب الجيل الخامس، وحروب إلكترونية ومعلوماتية وسيبرانية وهجينة. كما أكد أن عجلة التطور تنبئنا بأن المنتصر في حروب المستقبل من يمتلك الأسلحة الذكية التي تتميز بالسرعة الفائقة والدقة المتناهية، ولديه قدرات دفاعية وهجومية متطورة، ومقاتلوه جنود إلكترونيون، ومنصاته القتالية عربات مأهولة تعمل ذاتياً وتحمل ذخائر فتاكة، وليس المنتصر بالضرورة من يملك قوات وأسلحة تقليدية أكثر عدداً وأكبر حجماً.

من جانبه، أشار وزير الطاقة والصناعة سهيل بن محمد المزروعي، إلى أهمية وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة في دعم اقتصادات دول العالم، مبيناً أن هذه الشركات تمثل ما نسبته 95% من الشركات الموجودة في دولة الإمارات، وتشكل نحو 86% من القطاع الخاص، وتسهم بنسبة 60% من إجمالي الدخل القومي للدولة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمتلك تشريعات وقوانين محفزة تتميز بسهولة ممارسة الأعمال فيها، إذ تم تصنيفها في المرتبة 11 عالمياً وفقاً للمؤشر العالمي الخاص بسهولة ممارسة الأعمال.

وتطرق إلى أهمية إيجاد نظام متكامل يحتضن الشركات الصغيرة والمتوسطة، لتسلك طريقها نحو التقدم والازدهار، مشدداً على أهمية تشجيع المؤسسات المالية والبنوك في الدولة على تسهيل اتفاقيات إقراض هذه الشركات. بدورها، تحدثت وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، سارة بنت يوسف الأميري، حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار في ظل الثورة الصناعية الرابعة، مشيرةً إلى أن دولة الإمارات خطت خطوات متقدمة في هذا الإطار، خصوصاً في مجال إدارة المواهب البشرية، ومهدت الطريق لجذب وتنمية الأفراد ورأس المال البشري في مجال الابتكار وغيره من المجالات، مضيفة أن الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار يعد بمثابة محرك رئيس للنمو المستدام، ولتحقيق اقتصاد قائم على المعرفة.


«المعرض يركز على استعراض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في ظل الثورة الصناعية الرابعة».

85 %

نسبة الشركات الأجنبية المشاركة.. وهي النسبة الأعلى في قطاع صناعة المعارض الدولية الدفاعية.

تويتر