تسلّم نسختين من وثيقة «الأخوة الإنسانية» وودّع بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر

محمد بن زايد: الإمارات ستظــــل منارة المحبة والتسامح ومركز التقاء الثقافات وشعـــــاع أمل للسلام

صورة

تسلّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نسختين من وثيقة الأخوة الإنسانية، من قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وأكد سموه أن الإمارات ستظل منارة المحبة والتسامح، ومركز التقاء الثقافات والحضارات، وشعاع أمل للسلام والتعايش الإنساني.

وودّع سموه، أمس، ضيفي البلاد، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، معرباً عن أمله في أن تشكل زيارتهما إلى الإمارات حجر أساس في تنمية العلاقات الإنسانية، والتحاور بين الشعوب والثقافات.

وقال سموه: «كلنا شركاء في تعزيز قيم التسامح والمحبة وبث الأمل والتفاؤل والتآلف بين شعوب العالم».

وكان قداسة البابا فرنسيس قام، في اليوم الختامي لزيارته إلى الدولة، بإحياء قداس بابوي في مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، بحضور 180 ألفاً من المقيمين في الإمارات وخارجها، في أجواء من التسامح والمحبة والسلام، تعبر عن مبادئ الأخوة الإنسانية التي تتبناها دولة الإمارات.

ويعد القداس الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، والأكثر تنوعاً من حيث عدد الجنسيات، إذ يعكس التنوع الحضاري والثقافي الذي تتميز به الدولة باحتضانها مقيمين من 200 جنسية.

ونفذت الجهات المنظمة خطة شاملة لتأمين سهولة وصول نحو 180 ألف شخص إلى مقر انعقاد القداس التاريخي، عبر توفير حافلات مجانية، بلغ عددها نحو 2000 حافلة من نقاط تجمع محددة، بالتعاون مع النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية.

وتحمل إقامة القداس على أرض الإمارات دلالات مهمة، إذ يعكس نهجها والتزامها بمبدأ التسامح، للتأكيد أن المعتقدات الدينية يمكنها أن تزدهر في بلد يعتنق التنوع الديني، ويشجع التعايش ما بين الأديان المختلفة.

ويتمتع المسيحيون المقيمون في الإمارات بحرية كاملة في ممارسة شعائرهم الدينية، وسط جو من التسامح والعيش المشترك وحرية العبادة.

وتوجد في الإمارات مختلف الكنائس المسيحية، الكاثوليكية والبروتستانتية، والكنائس الشرقية كالأرثوذكسية والقبطية.

وتقع كاتدرائية القديس يوسف الكاثوليكية، في مدينة أبوظبي، وقد بنيت عام 1962 على قطعة أرض منحها الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي آنذاك.

وتؤدى الصلوات فيها بلغات مختلفة، تشمل العربية والإنجليزية والتغالوغ (الفلبينية) والمالايالامية والسنهالية والأوردية والكونكانية والتاميلية والفرنسية.

وعبّر مسيحيون مقيمون في الدولة، وزائرون قدموا من دول عدة، عن امتنانهم للإمارات، على استضافة أول قداس في منطقة الخليج، الذي أقامه بابا الكنيسة الكاثوليكية، في مدينة زايد الرياضية.

وقال مراد موريس، وفريال صبحي، وجورجيت خلف، وسامر الحاج، إنه ليس بغريب على الإمارات، التي تمثل واحة التسامح والتآخي بين البشر، أن تنظم حدثاً عالمياً، وتستضيف أكبر شخصية دينية مسيحية، وتسعد جميع المسيحيين المقيمين على أرضها من خلال هذا القداس.

وأضافوا أن القداس سيظل محفوراً في وجدانهم مدى الحياة، لافتين إلى أن الإمارات باتت رمزاً عالمياً للسلام والمحبة والتسامح. واعتبروا أن القداس رسالة عالمية لتعزيز روح التعاون، ومكافحة كل أشكال التعصب الديني والتمييز والتحريض على العنف، مؤكدين ضرورة التعايش وقبول الآخر.

وأكدوا أن أبوظبي هي رمز للتسامح الديني، والحث على السلام ونبذ العنف والإرهاب، وقالوا إن وجود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، يعتبر ترجمة حقيقية لدعم جهود الإمارات لنشر السلام في العالم.

وغادر قداسة البابا فرنسيس البلاد، أمس، مختتماً زيارته إلى الدولة، التي استغرقت ثلاثة أيام.

وكان في وداعه لدى مغادرته مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقد أعرب سموه عن جزيل شكره وتقديره للبابا فرنسيس، على هذه الزيارة الاستثنائية، ومشاركته المفعمة بالمحبة في مختلف الفعاليات والمبادرات التي رافقت «لقاء الأخوة الإنسانية» الذي استضافته الدولة، مشيداً بدوره في تعزيز قيم التسامح والسلام العالمي، والتواصل الإنساني الحضاري لدى الشعوب، الذي تحث عليه كل الأديان.

وأشاد سموه بدوره في إطلاق «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها قداسة البابا فرنسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بهدف تعزيز العلاقات الإنسانية، ومد جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب.

كما غادر البلاد، أمس، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وكان في وداعه لدى مغادرته مطار الرئاسة بأبوظبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقد أعرب سموه عن شكره وتقديره إلى فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، مشيداً بما بذله فضيلته من جهود حثيثة مخلصة، من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار، وتحقيق التقارب والتعاون بين الشعوب من مختلف الديانات والثقافات.

وثمّن سموه دوره في إنجاز «وثيقة الأخوة الإنسانية»، والهادفة إلى تعزيز العلاقات الإنسانية، وبناء جسور التواصل والتآلف والتعايش بين شعوب العالم، وفتح أبواب الأمل لمرحلة جديدة، تجتمع فيها قوى الخير والمحبة لخدمة الإنسانية جمعاء، مشيراً سموه إلى مواقفه الثابتة في ترسيخ الوسطية والاعتدال، وحرصه على تأكيد الرسالة المشتركة للأديان، التي تدعو إلى التعايش والتعاون بعيداً عن الكراهية ونبذ الآخر.

• 2000 حافلة مجانية وفّرتها الجهات المنظمة لتسهيل الوصول إلى القداس من نقاط محددة.

محمد بن زايد يأمر بتشييد «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي

أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتخصيص مساحة أرض في جزيرة السعديات، وتشييد معلم حضاري جديد يُطلق عليه اسم «بيت العائلة الإبراهيمية»، تخليداً لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة بين قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لدولة الإمارات، وإطلاقهما من أبوظبي «وثيقة الأخوة الإنسانية».

ويرمز المعلم الديني الفريد إلى حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع دولة الإمارات. كما أنه سيستقي نهجه من الوثيقة التاريخية التي وُقّعت في الدولة بين الإمام الأكبر وقداسة البابا، التي تُبشر بعهد جديد للإنسانية، تتقارب فيه الشعوب والطوائف والأديان باختلافاتها وتنوعاتها. وسيكون الصرح الجديد أحد المعالم البارزة على مستوى الدولة والعالم.

وتُدشّن «وثيقة الأخوة الإنسانية» مرحلة جديدة من التعايش والتسامح بين أتباع الأديان، حيث دعا من خلالها الرمزان العالميّان جميع المؤمنين وغير المؤمنين إلى العيش المشترك، واحترام حُريّات الاعتقاد والتعبير والممارسة، وحَضّا البشر على تقدير التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس واللغة، فتلك حكمة لمشيئة إلهية. كما تؤكد الوثيقة في أحد مبادئها أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنها أن تسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية.

ودعت الوثيقة إلى وقف دعم الحركات الإرهابية والمتطرفة بالمال أو بالسلاح، أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تُهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره.

وشهد حفل توقيع الوثيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشاركون في «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية» الذي احتضن أكثر من 500 قائد ديني وروحي من مختلف دول العالم.

قطع فريدة من مقتنيات «اللوفر»

كشف قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس، عن مجموعة من القطع الفنية تعرض لأول مرة في متحف اللوفر أبوظبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وحضر الشرح التوضيحي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووزير دولة، زكي أنور نسيبة.

واستمع قداسته والإمام الأكبر من رئيس دائرة الثقافة والسياحة، محمد خليفة المبارك، إلى شرح حول أهم المقتنيات، التي تعد جوهر مجموعة اللوفر أبوظبي الفنية، وتتضمن العديد من القطع الدينية، التي تعود إلى مختلف الأديان والمعتقدات، لتغطي تاريخ البشرية.

وشملت القطع لوحة من القرون الوسطى، تصوّر المسيح، عليه السلام، وتبين جراحه، ومجموعة من الكتب السماوية، بما فيها نسخة من القرآن الكريم، تعود إلى العهد المملوكي (1250 - 1300)، وأخرى من التوراة (1498)، وإنجيل قوطي (1250- 1280).. بجانب أربع صفحات من «المصحف الأزرق» النادر (800 - 1000) «من مجموعة متحف زايد الوطني»، إضافة إلى شرح حول محتوى قاعة عرض «الأديان العالمية»، التي تحوي قطعاً من ديانات مختلفة معروضة إلى جانب بعضها بعضاً، بهدف تعزيز التبادل الثقافي. يذكر أن هذه القطع الأثرية ستعرض أمام الجمهور والزوار ابتداء من الثلاثاء المقبل في متحف اللوفر.

قس أميركي: عهد جديد في العالم العربي

نشر موقع قناة «فوكس نيوز» الأميركية مقالاً للقس جوني مور، مفوض اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية ورئيس مؤتمر القادة المسيحيين، تعليقاً على زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات.

وجاء في المقال:

كان الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، يعرف بالضبط ما كان يفعله عندما دعا البابا فرنسيس لزيارة شبه الجزيرة العربية لافتتاح «عام التسامح» في الإمارات العربية المتحدة. والزيارة هي الأولى خلال 1400 سنة من التاريخ الإسلامي.

لم يسبق أن دعا زعيم مسلم الحبر الأعظم لزيارة شبه الجزيرة، التي تستضيف أيضاً أقدس المواقع الإسلامية في مكة والمدينة.

كل هذه الجهود لها هدف واضح: التأكيد على عهد جديد في العالم العربي لجيل جديد ضاق ذرعاً بالإساءة لدينهم من قبل المتطرفين.

نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس وزرائها، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أشار إلى هذا الهدف بعبارات أكثر أناقة، عندما قال: «نحتاج أن نتعلم التسامح ونعلمه ونمارسه، أن نرضعه لأطفالنا فكراً وقيماً وتعليماً وسلوكاً. تعلمنا ذلك من مئات آلاف من القتلى وملايين من النازحين والمنكوبين الذين رأيناهم في آخر خمس سنوات في هذه المنطقة بسبب التعصب وعدم التسامح الطائفي والفكري والثقافي والديني. لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا».

هناك كثير من الأعمال التي يجري تنفيذها، لكن ما أثار انتباهي إعلان وزيرة الثقافة، نورة الكعبي، أن الإمارات ستعيد بناء كنيستين دمرهما «داعش» في الموصل بالعراق. إن إعادة بنائهما تمثل عملاً تضامنياً عميقاً مع المجتمع المسيحي في العراق، وإظهاراً لانتصار السلام على الإرهاب الذي دمر العراق قبل سنوات.

لطالما كانت الإمارات منارة للانفتاح والحرية والتسامح في العالم الإسلامي. وقد انبثقت هذه القيم من مدينتي الأعمال والسياحة في دبي وأبوظبي. لكن أحداث هذا الأسبوع أخذت هذه الجهود إلى مستوى عالٍ. إنها أمثلة على القيادة العميقة في وقت مضطرب، وهي تستحق الاحتفاء من العالم بأسره، كما أنها تستحق انتباه لجنة نوبل.

تويتر