تلقي الضوء على محطات مفصلية في تاريخها

رواندا تستعرض تجربتها في القمة العالمية للحكومات

بين الصراع والتنمية فوارق واسعة، ومسافة تتجاوز أحياناً الحدود، لكن كلمة السر في التحول من الصراع المدمر إلى التنمية تبدو معروفة لدى رواندا، التي تعد حالياً إحدى أفضل دول القارة الإفريقية في الكثير من المجالات، رغم ما عانته من حرب أهلية بدايات تسعينات القرن الماضي.

تَحِلُ رواندا ضيف شرف على القمة العالمية للحكومات 2019 في دورتها السابعة، التي تعقد في دبي من 10 - 12 فبراير الجاري، لتستعرض تجربتها الحكومية والإنسانية المتميزة، أمام مشاركين من 140 دولة حول العالم، ولتلقي الضوء على محطات مفصلية في تاريخ هذه الدولة، التي شهدت واحدة من أبشع حروب الإبادة الجماعية، التي راح ضحيتها ما يقارب من المليون نسمة في تسعينات القرن الماضي، وتطويق آثار الحرب الأهلية، وإرساء حالة من التقدم الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة.

ويترأس رئيس جمهورية رواندا، بول كاجامي، وفد بلاده ضيف شرف القمة العالمية للحكومات، حيث يسلط الضوء على تجربة بلاده الملهمة في النهوض والتنمية، ويكشف كلمة سر التجربة الرواندية لتحقيق الإنجازات في مختلف القطاعات الحيوية.

وحققت رواندا إنجازات نوعية سبقت فيها العديد من الدول، نتيجة استراتيجيات وسياسات استطاعت من خلالها تبني فكر استشراف المستقبل، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي فيها عام 2018 نحو 7.2%، حسب إحصاءات صندوق النقد الدولي، وتقلص الوقت اللازم لإنشاء نشاط تجاري فيها من 43 يوماً إلى أربعة أيام فقط، وتصدرت عام 2016 الدول الإفريقية في استقطاب رجال الأعمال، وفقاً لتقرير السوق الإفريقية المشتركة.

وتحتل رواندا موقع الريادة على مستوى القارة الإفريقية في مجال الثورة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ توفر الإنترنت مجاناً داخل منظومة المواصلات العامة وسيارات الأجرة، وفي مؤسسات القطاع الصحي، وضمن معظم المباني التجارية والخدمية، كما أنها من الدول الرائدة في توظيف التكنولوجيا الحديثة في المجال الاقتصادي على مستوى إفريقيا، وقد أعادت بناء البنية التحتية لتدعم نمو القطاع الخاص، وترسخ ثقافة ريادة الأعمال، وتشجّع انطلاق الأفكار المبتكرة والمشروعات الناشئة، وتعزز من مكانة المرأة.

وبفضل خطط التنمية الشاملة التي وضعتها رواندا لمختلف القطاعات، بما فيها القطاع السياحي الذي وفرت له الكوادر المهنية المدرّبة، وطورت البنية التحتية المناسبة، استطاعت أن تصل بأعداد السياح عام 2018 إلى أكثر من مليون سائح، حسب «المجلس العالمي للسفر والسياحة»، ما عزز الفرص الاقتصادية، وحول رواندا إلى وجهة عالمية جديدة تستقطب الزوار والسيّاح من أنحاء العالم.

وتمضي رواندا قدماً نحو استخدام التقنيات المالية لتعزيز الاقتصاد الذكي اللا نقدي، ونجح البرنامج الوطني لتنظيم حيازة الأراضي بتحسين إجراءات تسجيل الأراضي.

وكان كاجامي شارك في الدورة الرابعة للقمة العالمية للحكومات، حيث استعرض تجربة إنقاذ مليون مواطن في بلاده من الفقر، في حوار سلط الضوء على قدرة الدول النامية على النهوض من أزماتها، والتعافي من الصراعات والنزاعات التي أصابتها في مرحلة من المراحل، ووضع الحرب الأهلية وراءها، والانطلاق من جديد بشعوبها نحو مستقبل أفضل.


اهتمت رواندا بتنويع الاقتصاد واستدامته من خلال استشراف مستقبل القطاعات والفرص الاقتصادية الناشئة.

كاجامي استعرض تجربة إنقاذ مليون مواطن في بلاده من الفقر خلال الدورة الرابعة للقمة. رواندا ضيف شرف على القمة العالمية للحكومات 2019.

تويتر