قيادات دينية نسائية يطالبن بنشر ثقافة التسامح عالمياً

طالبت قيادات سياسية ودينية خلال مشاركتهن في جلسات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، بنشر ثقافة التآخي واحترام الآخر بين المجتمعات، وسد الثغرات أمام تيارات التفرقة والتشتت.

وعقدت جلسة نسائية حملت عنوان "منطلقات الأخوة الإنسانية"، ترأستها وزير الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، وشارك فيها كل من وزير الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج من جمهورية مصر العربية الدكتورة نبيلة مكرم، والمديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان، ورئيسة المركز الإسلامي في هامبورغ سابقا الدكتورة تشونغ أوك لي، إلى جانب رئيس منظمة كوسي كاي من اليابان الكاهنة" كوشو نيوانو"،  وراعي الكنيسة المثيودية الاتحادية الكاهنة "ماري سول فيلافون.

وأكدت المشاركات في الجلسة على أهمية غرس ثقافة التسامح وقبول الآخر في المجتمع، إذ قالت وزير الثقافة وتنمية المعرفة الدكتورة نورة الكعبي إن الهدف من النقاشات اليوم هو إطلاق مشروع إعادة بناء الجسر الإنساني الحقيقي حتى يسود الحب والسلام والوئام والحكمة، مشددة على أهمية التعامل مع القضايا الخلافية بشكل شمولي كونه سيساعدنا في بناء عالم يسوده الحب والسلام مؤمناً بالأخوة الانسانية.

وتحدثت وزير الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتورة  نبيلة مكرم عن أهمية بناء مجتمعات آمنة قائمة على التسامح والأخوة الإنسانية، من خلال سن قوانين ترسخ قيمة الترابط والتعاضد بين الجميع، وتضع حداً للتجاوزات التي تطال البشر لاعتبارات دينية وعرقية مستذكرة دور المرحوم له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إرساء قواعد التسامح والمحبة.

كما تطرقت إلى دور المجتمع في نشر مفهوم التسامح بدءاً من الأطفال في المدارس عبر غرس فكرة قبول الآخر ونشر ثقافة التآخي واحترام وحب الأخرين من مختلف الثقافات والديانات، مؤكدة على دور كل من القيادات السياسية والدينية والإعلامية والفكرية في ترسيخ قيم التسامح وإحلال ثقافة التعايش والسلام بين الجميع.

بدورها أشارت المدير العام لمنظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان، إلى أهمية دور المرأة في لجم التطرف الناتج عن الاضطرابات والصراعات التي تعصف بالمنطقة بشكل عام، حيث أكدت على أهمية الأسرة في نشر ثقافة التسامح والتفاهم، داعيةً في الوقت نفسه إلى تمكين المرأة عبر توفير التعليم والرعاية الصحية والحماية القانونية التي من شأنها أن تساهم في إعادة التوازن للمجتمع وللمرأة جنباً إلى جنب مع شريكها الرجل لتعزيز الاخوة الإنسانية.

وأشادت بأهمية زيارة قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الى دولة الامارات العربية المتحدة موضحة أن هذه الزيارة تعد مناسبة مثالية لتستعيد الأديان السماوية دورها الحقيقي في القيادة المعنوية للعالم، عبر تسليط الضوء على القيم الأخلاقية في هذه الأديان ولعب دور مشترك يساهم في محاربة التطرف وتعزيز أواصر الاخوة بين البشر.

من جانبها أكدت رئيسة مؤسسة ون البوذية الدولية من جمهورية كوريا تشونغ أوك لي، على أهمية تعزيز القيم الروحية بين أفراد العائلة والبشر بشكل عام والعمل على تطويرها وممارستها على مستوى الافراد والجماعات وصولاً الى عالم يتسع للجميع، مضيفةً أن القيم الروحية يجب أن تغرس في الأطفال بالإضافة لحثهم على أن الأشياء المادية سعادتها مؤقتة والسعادة الحقيقة هي السعادة الروحية.

وبدورها، قالت راعي الكنيسة المثيودية الاتحادية ماري سول فيلافون إن الحب والتسامح والسلام متجذر في شخصية المرأة فهي الأم التي تعلم قيم الحب والسلام والمشاركة واحترام الاخرين، مؤكدة أن النساء في مختلف أنحاء العالم مثال يحتذى به في جمع الناس وتقريبهم وسط أجواء يسودها المحبة والوئام.

وأكدت أيضا على أهمية تمكين المرأة واعطائها حقوقها من التعليم والصحة والعدالة من أجل المحافظة على نشر السلام وتجذير ثقافة التسامح، مشيدة بالدور المتميز الذي تلعبه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في إعطاء المرأة الإماراتية فرصة حقيقية لكي تنمو وتصبح من القادة المشاركين في بناء المجتمع وغد أفضل للجميع.

وتحدثت رئيس منظمة كوسي كاي الكاهنة " كوشو نيوانو" حول أهمية منح الأطفال الفرصة لكي يتشربوا فكرة الأخوة بين الجميع، مشيرةً إلى الحملة التي نفذتها مؤخراً تحت عنوان "حملة الحلم" حيث قام طلاب المدارس بتجهيز حقائب ونقلها الى الدول التي تشهد صراعات ونزاعات وحروب لمساعدة الأطفال المحرومين، مؤكدة على أن هذه النشاطات تصب في تعزيز التواصل الإنساني وأواصر الصداقة مشددة في الوقت ذاته على دور الأهل في غرس مفهوم فكرة الأخوة الانسانية.

 

تويتر