تسهم في الانفتاح على مختلف ثقافات العالم

مبادرتان وجائزة لترسيخ قيم التسامح بين الأجيال الجديدة

شهدت الفترة الماضية إطلاق مبادرتين وجائزة، بهدف ترسيخ قيم التسامح بين الأجيال الجديدة، والإسهام في الانفتاح على مختلف ثقافات شعوب العالم، فقد أطلق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس اللجنة الوطنية العليا لـ«عام التسامح»، جائزة «جامعة الإمارات للتسامح»، خلال زيارة قام بها للجامعة.

وأشاد سموه، خلال إطلاقه الجائزة ولقائه مع عدد من الطلبة الدوليين الدارسين في الجامعة، الذين ينتمون إلى أكثر من 60 جنسية، بحرص جامعة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق جائزة للتسامح في «عام التسامح»، مثمناً دور الجامعة الرائد منارة للعلم والمعرفة. من جانبه، أكد الرئيس الأعلى للجامعة، سعيد أحمد غباش، أن الجائزة تأتي ضمن مبادرات الجامعة، وهي «الجامعة الوطنية الأم» في «عام التسامح»، بهدف تكريس وتعزيز وترسيخ ثقافة ومفاهيم ومبادئ وقيم التسامح والتعايش والحوار، واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر، والإسهام الإيجابي في جعل قيمة التسامح عملاً مؤسسياً مستداماً، ونبذ العنف والكراهية والتعصب والتمييز، مشيراً إلى أن التسامح قيمة أساسية ضمن رسالة الجامعة للمجتمع، مشدداً على أن مجتمع الجامعة بأطيافه كافة يؤمن بالقيم العريقة بشأن قبول الآخر والاحترام المتبادل مع الجميع. وقال إن إطلاق الجائزة انعكاس للتنوع المجتمعي الذي تحتضنه جامعة الإمارات، كونها تضم بين جنباتها جنسيات من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى نخبة متميزة من الهيئة التدريسية متعددة الثقافات.

وترتكز الجائزة على ثلاثة محاور رئيسة، هي: تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح. وتشمل الجائزة أربع فئات، هي: المجال الأكاديمي، ويدور حول البعد العلمي للتسامح. والمجال الطلابي، بعنوان «شباب اليوم، مستقبل الغد». والمجال الوظيفي، ويدور حول «التسامح الوظيفي». والمجال المجتمعي بعنوان «وطن متسامح، شعب سعيد».

ويمكن للمرشحين المشاركة في الجائزة عبر الموقع الإلكتروني للجامعة.كما أطلق الأرشيف الوطني، بالتعاون مع قطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم، المبادرة القرائية «حكاياتنا الملهمة»، في إطار التنشئة الوطنية لأجيال الطلبة، وأهمية تعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته في نفوسهم، وتعميق قيم التسامح. وتتطلع المبادرة إلى توجيه طاقات الطلاب نحو برامج وطنية إبداعية موجهة ومدروسة، تسهم في تنمية المجتمع، وتعزيز قيمة التسامح، وبناء شخصية الطالب، وتعزيزها وتأصيل القيم الأخلاقية والمبادئ الوطنية لديه. كما أطلقت بلدية الفجيرة مبادرة «شجرة التسامح»، وتضمنت زراعة 70 شجرة في محطة فرز النفايات في منطقة الحيل الصناعية، بمشاركة 25 شخصاً من الجاليات المقيمة في الإمارة. وقال مدير عام البلدية، المهندس محمد سيف الأفخم، إن البلدية تعتزم إطلاق العديد من المبادرات والفعاليات الخاصة بـ«عام التسامح»، باعتباره مناسبة وطنية للاحتفاء بجهود الدولة، التي عملت على مدى العقود لتكون أرضاً للتسامح والانفتاح على مختلف الشعوب وثقافات العالم، وفق خطة متكاملة تضم عدداً من الأنشطة والبرامج، التي تهدف إلى تعزيز الدور الذي تلعبه البلدية في نشر قيم التسامح والمحبة بين مختلف الجنسيات، وتعميق شعور الانتماء لأرض الإمارات.

«حكاياتنا الملهمة»

يحتضن الأرشيف الوطني مبادرة «حكاياتنا الملهمة»، ضمن مشروع نادي المؤرخين الطلابي في دورته السادسة، ويستهدف مع وزارة التربية والتعليم من هذه المبادرة غرس القيم الوطنية والمعارف الأخلاقية بين أجيال الطلبة، وتعميق مبدأ التسامح لديهم بتسليط الضوء على سيرة الآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإنجازات وطموحات القيادة. وتعمّق المبادرة، التي أطلقت في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2019، قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، بالتركيز على غرس قيم التسامح لدى الأجيال الجديدة، من خلال إبراز جهود الدولة في نشر مفاهيم وقيم التسامح والتعايش والسلام والمحبة، وتعريفها بالإرث الحضاري والثقافي للدولة، كما أنها ترسخ مفاهيم البحث العلمي، ومنهجياته وآلياته، وتشجع على العمل التطوعي، لما له من أهمية في تعزيز التنمية المستدامة.

وتقدم المبادرة فرصة للطلبة للمشاركة في أنشطة وفعاليات قرائية تكمل العملية التعليمية، وتسهم في تعزيز القراءة الاختيارية والهوية الوطنية، والتعرف إلى تاريخ الدولة.

تويتر