97% من المياه الجوفية في الإمارة مالحة وشبه مالحة

1.3 مليار متر مكعب فاقداً سنوياً بمخزون المياه في أبوظبي

«بيئة أبوظبي» ستطلق أطلساً للمياه الجوفية في الإمارة. تصوير: نجيب محمد

كشفت هيئة البيئة في أبوظبي، أن مخزون المياه الجوفية في الإمارة، يبلغ 600 مليار متر مكعب، وينقسم إلى 3% مياهاً عذبة (18 مليار متر مكعب)، و97% شبه مالحة ومالحة، منها 53% شبه مالحة يمكن استخدام جزء منها حسب نسبة الملوحة، وتقدر بـ318 مليار متر مكعب، و44% مياهاً مالحة غير صالحة للاستخدام، وتقدر بـ264 مليار متر مكعب، مشيرة إلى أنها ستطلق أطلس المياه الجوفية لإمارة أبوظبي، مزوداً بالخرائط والصور التي تحدد أماكن آبار المياه الجوفية في الإمارة وحالتها الراهنة، والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وذلك على هامش مشاركتها في الدورة الثانية عشرة للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2019.

واستعرضت الهيئة، في جناحها بالقمة العالمية للطاقة، نتائج مبادرة تقييم أوضاع المياه الجوفية، من خلال مشروع حصر آبار المياه ومسح ملوحة التربة في إمارة أبوظبي، الذي تم تنفيذه في الفترة من 2015 وحتى 2018، وأسهم فيه العشرات من الخبراء والمهندسين والإحصائيين والفنيين، لحصر جميع الآبار وتوثيق بياناتها، مشيرة إلى أن الميزانية المائية للمياه الجوفية في الإمارة، أظهرت أن كميات المياه الجوفية، التي يتم سحبها سنوياً تبلغ 2.2 مليار متر مكعب، وتبلغ كميات التغذية السنوية من مختلف المصادر لمخزون المياه الجوفية 837 مليون متر مكعب، ما نتج عنه وجود فاقد سنوي في مخزون المياه يبلغ 1.3 مليار متر مكعب، نتيجة عمليات السحب الكبيرة، حيث تشكل الزراعة والغابات أكبر عناصر استهلاك المياه في الإمارة، حيث تستهلك الزراعة 1.756 مليار متر مكعب سنوياً، وري الغابات 248 مليون متر مكعب.

وأوضحت الهيئة أن كل بئر شملتها عملية الحصر قام الفنيون بتوثيق موقعها، وحالتها وطريقة استخدامها، وعمقها، ومعدل الضخ وملوحة ومناسيب المياه، وتم تثبيت لوحة تعريفية على كل بئر، بالإضافة إلى قيام فرق المسح الميدانية بتحليل التربة في المزارع والغابات، سعياً لدراسة أثر ملوحة مياه الري في نوعية التربة، مشيرة إلى أن التطور الحضري، وتطور تقنيات الحفر، أديا إلى الاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية، مشيرة إلى أن المياه الجوفية، الآن، تستخرج بمعدلات تفوق معدلات التغذية الطبيعية.

وأفادت الهيئة بأن نتائج مبادرة تقييم أوضاع المياه الجوفية، شهدت جمع أكثر من مليون وحدة بيانات، وتم حصر 117 ألفاً و859 بئراً، منهم 53 ألفاً و281 بئراً منتجة، مقابل 11 ألفاً و264 مهجورة، و53 ألفاً و314 غير مستخدمة لأسباب وعوائق فنية، وتثبيت 89 ألف لوحة تعريفية على كل الآبار غير المرقمة، بالإضافة إلى حصر 1156 وحدة تحلية صغيرة الحجم خاصة بالاستخدامات الزراعية، وأشارت النتائج إلى أن المياه الجوفية 65% من استهلاك أبوظبي للمياه، وأن 95% من المياه الجوفية تستخدم في أغراض الري، ما يشكل خطراً على مخزون المياه الجوفية، يهدد بنضوبه خلال 50 عاماً.

وأشارت الهيئة إلى قيامها بمسح 4000 مزرعة، خلال 24 شهراً، وجمع 16 ألف عينة تربة، تم أخذها باستخدام آلات حفر يدوية، وإجراء فحوص مخبرية وميدانية لقياس ملوحة التربة، أظهرت أن 80% من الأراضي الزراعية في الدولة متأثرة بالملوحة، الأمر الذي لا يستهان به، لافتة إلى أن 80% من الآبار تستخدم في المزارع، و7% في الغابات، و7% في حقول آبار، و2% في العزب، و1% لاستخدامات أخرى.


حصر الآبار

أكدت هيئة البيئة أبوظبي أن مشروع حصر الآبار الجوفية الموجودة بالإمارة، والتي تستخدم في كل القطاعات، مثل القطاع الزراعي والغابات والأعمال الترفيهية، وأي أغراض أخرى، تهدف إلى حصر هذه الآبار، والإسهام في الحفاظ على المياه الجوفية من الهدر وتقنين استعمالاتها، بهدف رفع كفاءة استخدامها، لضمان استدامتها للأجيال القادمة، والحفاظ على الاستثمارات الحكومية والخاصة، التي تعتمد على المياه الجوفية كمصدر مائي. وستسهم المعلومات التي سيتم جمعها من خلال هذه المبادرة، في مساعدة الجهات المعنية بوضع الخطط اللازمة للإدارة المتكاملة لموارد المياه الجوفية، ومساعدة أصحاب المزارع في تقليل الهدر في الموارد المالية المستخدمة في حفر الآبار غير المنتجة، ورفع كفاءة مزارعهم، وتعظيم الاستفادة من المياه الجوفية المستخدمة في الري.

600

مليار متر مكعب، حجم مخزون المياه الجوفية في أبوظبي.

تويتر