توقع تهدئة الصراع في اليمن وليبيا

بريمر يستبعد إعلان حرب تجارية بين أميركا والصين

صورة

قال رئيس ومؤسس مجموعة يورو آسيا، المتخصصة في أبحاث السياسة الدولية، الدكتور إيان بريمر، إنه لا مبرر للتشاؤم في 2019 رغم كل التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وفي مقدمتها ارتفاع مخاطر الهجمات الإلكترونية، وحرب الجيل الخامس للتكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وتواصل النزاع الأميركي الصيني، وتنامي الشعبوية في البرلمان الأوروبي، وتداعيات اتفاق «بريكست».

ورجَّح بريمر تراجع حدة التوتر في ما بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي عام 2019، مستشهداً بحضور قطر قمة المجلس أخيراً في الرياض، وتوقع أن تتجه الحرب اليمنية نحو التهدئة، وأن تمثّل التدابير التدريجية لبناء الثقة معبراً لضمان بروز حل لهذه القضية، مثل مفاوضات استوكهولم التي استضافتها السويد أخيراً.

وقال خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية عشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي الذي تستضيفه دبي، تحت عنوان «أحداث رئيسة تؤثر على العالم في 2019»، إن التغييرات الجيوسياسية رغم جسامتها ليست بذلك التأثير السلبي الذي يتم الحديث عنه، معتبراً أن الاقتصاد العالمي رغم كل تلك التغييرات يبقى متماسكاً.

وتوقع بريمر أن تكلف الهجمات الإلكترونية مليارات الدولارات، إذ يواجه العالم مزيداً منها، معطياً ثلاثة أمثلة عن تنامي الهجمات الإلكترونية عالمياً لتكلف مليارات في مقابل رسوخ البنى الاقتصادية في التعامل معها، أولها التعامل السريع مع قرصنة كوريا الشمالية لملايين الحسابات المصرفية، الذي حصر الأضرار الناجمة عنها. فيما قرصنت الحكومة الصينية حسابات وبيانات لعملاء فنادق لا لأسباب أمنية بل تجارية، لكن تم تدارك الأمر، فيما استخدمت الحكومة الروسية برنامجاً لاختراق أوكرانيا مؤثرة في 1% من الدخل الإجمالي لأوكرانيا.

وحول العلاقات الأميركية الصينية، استبعد بريمر أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرباً تجارية على الصين خلال الربع الأول من 2019، نافياً أن تكون لديه القدرة على اتخاذ مزيد من الإجراءات التصعيدية في هذا الشأن، مؤكداً أنه لا يتوقع تأثر العلاقات الأميركية الروسية كثيراً بإلغاء لقاء الرئيس فلاديمير بوتين وترامب في قمة العشرين، رغم الحملات الإعلامية الروسية الأخيرة على الرئيس ترامب عقب إلغاء اللقاء.

ورأى بريمر أنه ورغم أن معظم المؤشرات الجيوسياسية سلبية، مثل مفاوضات البريكست الكارثية التي توقع معها رحيل تيريزا ماي بحلول يناير 2019، وأزمات مثل السترات الصفراء، إلا أن الأسواق لاتزال عقلانية ولاتزال تواصل عملها، لكنه توقع أن يواجه العالم مشكلات أكبر في التعامل مع أزمة اقتصادية عالمية جديدة إذا ما حدثت، وهو ما استبعده خلال 2019.

وبيّن بريمر أن الأزمة المالية عام 2008 شهدت تعاون الجميع في العالم ودول مجموعة العشرين لتتصدى للأزمة، لكن العالم السياسي، كما هو عليه اليوم، لن يكون متأهباً كما يجب لإدارة الأزمة بشكل فعّال لأسباب عدّة، وستبدأ لعبة تبادل اللوم بين الدول في ما بينها، لكنه استطرد قائلاً إن الاقتصاد العالمي في حالة مستقرة، لكنها تحتاج إلى ضمان الاستدامة.

وركّز بريمر على أن الحرب الإلكترونية الصينية الأميركية سيتوّجها في عام 2019 طرح الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات التي تدعم المدن الذكية وإنترنت الأشياء. فالصين لها نظام مختلف عن نظام الجيل الخامس الذي تطبقه الولايات المتحدة الأميركية، وتحاول تعميمه على دول العالم، وهو ما سيجعل الأسواق تشعر بالتفكك والاستقطاب.

وأكد قوة المؤسسات الأميركية، متوقعاً أن تحافظ على مسار السياسة الأميركية في العالم، معتبراً أنه حتى بعد عامين من رئاسة ترامب، تبقى المؤسسات الأميركية قوية، وليس للرئاسة الأميركية التأُثير عليها في قضايا التحقيقات الجارية والهجرة ومنع دخول رعايا بعض الدول.

وفي الشرق الأوسط، رأى بريمر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد لا يعلن عما يعرف بصفقة القرن قريباً، والتي أراد لها أن تجسد رؤيته للسلام في الشرق الأوسط خلال الانتخابات الرئاسية. وأشار بريمر إلى أن السياسة الأميركية تتجه على المدى البعيد إلى تخفيف التدخل في الشرق الأوسط.

الشعبوية الأوروبية

توقّع بريمر أن تشهد الانتخابات البرلمانية الأوروبية في مايو 2019 صعود الشعبوية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، نظراً لتنامي التباين بين المؤيدين والمنتقدين للاتحاد بشكل أكثر حدّة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتوقع أن تواصل الصين جهودها لتوسيع حضورها في المنطقة، فيما رأى أن الروس لديهم مصالح محدودة في المنطقة.

تويتر