رئيس الدولة يستقبل محمد بن زايد في قصر البطين

خليفة: الحفاظ على روح الاتحاد يظل دوماً هدفنا الاستراتيجي الأسمى

صورة

استقبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أمس، في قصر البطين بأبوظبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي هنّأ سموه باليوم الوطني الـ47 للدولة، متمنياً أن يعيد الله تعالى هذه المناسبة على سموه وعلى دولة الإمارات وشعبها بالأمن والأمان والرخاء في ظل قيادته.

حضر اللقاء سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، والشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، أحمد جمعة الزعابي.

إلى ذلك، أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في كلمة وجهها سموه عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني الـ47، أن الثاني من ديسمبر يوم خالد، ومناسبة مجيدة، نستلهم منها العبر، ونستمد منها القوة، ونستحضر السيرة العطرة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين، الذين أقاموا هذه الدولة على قواعد متينة من العدل والمساواة، ونذروا النفس لما فيه صالح العباد ومصلحة البلاد، ووضعوا الدعائم الأساسية لدولة عصرية ناجحة، ينعم الجميع فيها بالرفاهية والأمن والسعادة، حتى أصبحت بإنجازاتها الباهرة وسمعتها الطيبة مثالاً يحتذى حول العالم.

وقال سموه: «نحتفل اليوم بذكرى عزيزة وغالية هي الذكرى الـ47 لإعلان اتحادنا، وتأسيس دولتنا، بعدما كانت حلماً في الصدور، وأملاً في الضمائر، ثم أصبحت واقعاً مضيئاً لمواطنينا ولمنطقتنا ولأمتنا، بل وللعالم بأكمله».

وأضاف سموه أنه «بفضل من الله، والرؤى الحكيمة للآباء، والقرارات الرشيدة للقيادة، والجهود المخلصة لأبناء الوطن، تعيش بلادنا اليوم واحدةً من أعظم لحظاتها التاريخية، إذ تحظى بحكومة رشيدة تُشرِك المواطنين في صنع قراراتها ورسم سياساتها، وتملك بنى تحتية متطورة وخدمات صحية وتعليمية وسكنية عالية الجودة، ومؤسسات عدلية وأمنية ودفاعية عالية الكفاءة والجاهزية، وأسست لمجتمع منفتح حريص على تمكين المرأة وتعزيز دور القيادات الشابة».

وقال سموه: «في هذه المناسبة، نتقدم، باسمكم، بأسمى عبارات التهاني لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وهم يقودون المسيرة الاتحادية نحو غاياتها، لإقامة دولة العدل والأمن والأمان، ولترسيخ قيم المساواة وتكافؤ الفرص، ونتقدم بخالص التهاني لأبناء وبنات وطننا، والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، والتحية لقادة وضباط وجنود قواتنا المسلحة، والأجهزة الأمنية المختلفة، لما يؤدون من واجب مقدس، دفاعاً عن الوطن وذوداً عن حدوده وحماية لمكتسباته».

وأضاف سموه: «نتوجه، في هذه المناسبة العطرة، بخالص التحية والإجلال لشهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات خالدة في سجل البطولة والفداء، داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع فضله ورحمته، جزاءً لهم على تضحياتهم بأرواحهم الطاهرة دفاعاً عن وطنهم وأمتهم، مجددين لهم العهد بأننا لن ننسى من يضحي من أجل وطننا الغالي، وأنهم سيظلون نماذج نفخر بها، وستبقى أسماؤهم محفورة في تاريخ دولتنا، وأن أبناءهم وعائلاتهم هم في رعايتنا وعهدتنا، حرصاً منا على تقديم كل أشكال الدعم والرعاية لهم، فيما يعكس إيماننا الراسخ بأن التقدير والتكريم لتضحيات من افتدوا الوطن بدمائهم وأرواحهم سيبقى دائماً بلا حدود».

وقال سموه، إن «دولتنا تخوض تحولاً نوعياً، يتطلب رصداً مبكراً للفرص والتحديات، وما يستلزمه ذلك من تطوير سريع للسياسات والتشريعات والمؤسسات، مع تشجيع وإطلاق روح المبادرة والابتكار والإبداع، فضلاً عن ضمان تكافؤ الفرص وتحفيز مشاركة المرأة والشباب، بما يؤسس لبنية اجتماعية وثقافية حاضنة وداعمة للتقدم، وبما يمهد لإنجازات نوعية توفر كل أسباب جودة الحياة للأجيال الراهنة والمقبلة».

وأكد سموه: «على الرغم من التحديات الناجمة عن حالة عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد العالمي، إلا أننا مطمئنون لقوة واستقرار وجاذبية البيئة الاستثمارية لاقتصادنا، فهي بيئة ترتكز على استقرار سياسي، واطمئنان أمني، وتدفقات استثمارية، وقدرة عالية على التكيّف مع الأزمات، وإنفاق حكومي سخي على مشروعات البنية التحتية والتعليم والصحة والدعم الاجتماعي، مع آليات اقتصادية مرنة وحزم تحفيز اقتصادي غير مسبوقة أقرتها الحكومة الاتحادية».

وقال سموه إنه «في هذا الإطار، أصدرنا خلال العام عدداً من التشريعات التي تحفز الاستثمار الأجنبي المباشر، مع تشديد العقوبات على جرائم غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، وكلها تشريعات وسياسات تسرع من عمليات الإنتاج والنمو، وتعزز من جاذبية واستدامة الاقتصاد الوطني، وتوسع من إسهامات القطاعات غير النفطية، وننظر للقطاع الخاص باعتباره عصب النشاط الاقتصادي والمحرك الرئيس له، والمساهم الأكبر في الناتج المحلي الإجمالي، ونحن على ثقة بقدرته العالية على توفير فرص عمل جديدة للشباب في كل المجالات».

كما أكد سموه أن «الدولة الآمنة المطمئنة لا تعيش في عزلة عن محيطها الخارجي، فإن حكومتنا أطلقت عشرات المبادرات الخارجية الهادفة، عبر مئات البرامج، إلى تحسين حياة الإنسان، عبر الإسهام في تطوير قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب والطاقة المتجددة ومكافحة الفقر والجوع والمرض والأمية، وتطوير البنى التحتية والتنمية الحضرية، وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي في الدول الشقيقة، كما احتضنت أبوظبي مركز الشباب العربي الرامي لخلق كوادر شابة قادرة على خدمة مجتمعاتها بنشر ثقافة الأمل والإسهام في قيادة التغيير وصناعة المستقبل».

وأضاف سموه: «نحن حريصون على تنويع وتوسيع علاقاتنا الخارجية، سعياً إلى بناء شبكة قوية من التفاهمات والشراكات مع الدول الكبرى والنامية، بما يحقق مصالحنا الوطنية، وبما يدعم سياساتنا ومبادراتنا وجهودنا في كل المجالات»، مشيراً سموه إلى أن ترسيخ قيم التسامح والحوار، وبناء جسور التواصل والتعاون، والتوافق على رؤية استراتيجية عربية تحقق لشعوبنا التنمية والأمن والاستقرار هي أحد أهم مرتكزات سياستنا الخارجية، وضمن هذا، يأتي اصطفافنا القوي إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ضد كل ما يهدّد وحدتها أو يمس سيادتها أو ينال من مكانتها أو يسيء لقيادتها ولشعبها، فالمملكة الشقيقة، تحت قيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، هي مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وحامية الحرمين الشريفين، صمام أمان خليجنا العربي، وركيزة السلام والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي، وأي مساس بها هو مساس بدولتنا، وضمن هذا يأتي أيضاً وقوفنا القوي إلى جانب اليمن الشقيق دعماً للشرعية، ولإعادة الأمل لمواطنيه، عبر العمل على إنهاء الانقلاب الحوثي وتوفير الاحتياجات الإنسانية والإغاثية لليمنيين وإعمار المناطق المحررة، سعياً إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع اليمن.

والتزاماً بالمرتكزات ذاتها التي تأسست عليها السياسة الخارجية لدولتنا، يأتي تضامننا الكامل مع الأشقاء في مملكة البحرين وليبيا والعراق وسورية ولبنان، ودعمنا المطلق لجهود التصدي لما يستهدف أمنهم وينال من وحدتهم. وفي السياق ذاته، نُشيدُ بما أدته دبلوماسيتنا من دورٍ مشهود في جهود تحقيق السلام بين اثيوبيا وإريتريا بعد 20 عاماً من النزاعات والحروب. فدولتنا المسالمة لا تدخر جهداً في تسوية الصراعات وصنع السلام الإقليمي، متى ما وجدت لذلك سبيلاً، إيماناً منّا بأن الأمن الإقليمي والعالمي كلٌ لا يتجزأ، وبأن إنهاء الصراعات وتسوية الأزمات وإرساء السلام هو المدخل الجوهري لحماية الشعوب من ويلات الحروب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة للجميع.


رئيس الدولة:

«السعودية صمام أمان خليجنا العربي وركيزة السلام والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي».

«دولتنا تخوض تحولاً نوعياً يتطلب رصداً مبكراً للفرص والتحديات وتطويراً سريعاً للسياسات والتشريعات».

«خالص التحية والإجلال لشهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات خالدة في سجل البطولة والفداء».

«على الرغم من تحديات حالة عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد العالمي، إلا أننا مطمئنون لقوة واستقرار وجاذبية اقتصادنا».

رئيس الدولة ونائبه ومحمد بن زايد يتلقون تهاني رؤساء وملوك العالم باليوم الوطني

تلقى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، برقيات تهنئة بمناسبة اليوم الوطني الـ47 للدولة من ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة. كما تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برقيات تهنئة مماثلة بمناسبة اليوم الوطني الـ47.

تويتر