إلى أم الشهيد

مناسبة عظيمة سامية للوطن الغالي وشعبه المخلص الوفي، يوم خالدٌ في تاريخ دولة الإمارات، يومٌ تسمو فيه المشاعر في «عام زايد»، زايد الخير والمحبة والعطاء، يوم 30 نوفمبر يوم تكريم وتقدير لأبطال الوطن البواسل، شهدائنا الأبرار، الذين أخلصوا وضحّوا للوطن بشجاعة وبسالة، قدموا دماءهم وأرواحهم من أجل عزة الوطن وكرامته، وحققوا البطولات والانتصارات، لهم مكانه خاصة في قلوبنا، ويومهم هذا يوم عظيم في نفوسنا، أسماء شهداء الواجب خالدة بأحرف من نور تشعّ شجاعة وولاء وتضحيات وبطولات في صفحات الذاكرة التاريخية الوطنية لدولة الإمارات.

بهذه المناسبة العظيمة نرسل رسالة للأم النبيلة أم الشهيد، صاحبة الروح السامية والنفس القوية والقلب العظيم، إليك يعود مجد الشهيد وفخر الشهادة وعز التضحية الخالدة في قلب الوطن العزيز. في كل عام تزورنا هذه الذكرى الغالية، وتجدّد فينا العزم والشجاعة والحب والفداء من جديد، ولا يسعنا في هذا اليوم الخالد إلا أن نشاركك، أيتها الأم، تلك العاطفة الجيّاشة المملوءة بالمشاعر الإنسانية.

يا له من يوم ليس كسائر الأيام! ويا لك من أم لست ككل الأمهات! اجتباك الله دون الأمهات بأن تكوني أم الشهيد، لأنه يعلم بمقدار الصبر الجميل الذي يتمتع به قلبك، وبمقدار العظمة التي تتسم بها روحك، اختارك الله لهذا الحزن الرفيع في مستواه، ليكرمك بدرجة الشهادة لفلذة كبدك، فأي محبة هذه التي خصّك بها الله؟ وأي رفعة شاءها لك الله؟!

إنك لست العزيزة عند ربك الكريم فحسب، بل إنك العزيزة عند وطنك الغالي الحبيب، لقد شاركك الحزن منذ اللحظة الأولى كل حكامنا الكرام، وساروا بكل وقار في استقبال وتشييع كل جثمان لهؤلاء الأبطال، ووجدوا بقلوبهم قبل أجسادهم في كل بيت، رغم كل مسؤولياتهم الجسيمة، ليشاطروك الأسى ويطوقوك بالحب والأمان، وليخبروك بأنك لست الفاقدة وحدك، وإنما الوطن كله معك ينعى هذا الشهيد، وجاء ذلك اليوم الفريد الذي نلت به وسام أم الشهيد.

فصبراً يا أم الشهيد، ويا بنة الشهيد، وصبراً يا زوجة الشهيد، اختارتكم حكمة الإله العظيم لهذا الشأن، لأنه يعلم في سابقة علمه أنكم تستحقون هذه الدرجة من الشرف الكبير. ويعود هذا التاريخ المبجل ليوم الشهيد، وتعود معه كل نفحات السؤدد والفخر والهيبة من جديد، فيتوجه كل ولاة أمرنا وتتوجه قيادتنا بمناسبة هذه الذكرى الخالدة، داعين المولى أن ترفرف أرواحهم في جنان الخلد والنعيم، والسلام على أرواحهم من كل فرد في هذا الوطن.

وأختتم الكلمة إلى كل أم من أمهات الشهداء: جعلك الله شجرة مباركة، أغصانها وارفة، لا تطرحين إلا الثمار النافعة في هذا الوطن الكريم، وإنها لكلمة أيضاً لكل أم أنجبت وربت وأصلحت، أن الفداء لا يقتصر على الروح، بل هو مناصرة الوطن ودعم الوطن والنهوض بالوطن وحماية الوطن، وهذا لا يتسنى إلا على أيدي الشباب ذوي الأخلاق الأصيلة، وذوي الصدق والأمانة، وهذه الأخلاق لا تصدر إلا من أم تربت على حب الوطن، وغرست هذا الحب في قلوب أبنائها.

مدير الإدارة العامة لأمن المطارات.

تويتر