«النظرة الشرعية» لطالبي الزواج تكشف مخالفتها للواقع

فلاتر الـ «سناب».. «صور مغشوشة» تعرّض للمساءلة القانونية

صورة

وصف أشخاص تقنية «الفلتر»، التي تعدل ملامح وألوان الوجه عند تصوير بعض الأشخاص، بـ«الخادعة»، موضحين أنها تعطي تقييماً يختلف بدرجة أو أخرى عن الواقع، ما قد يعرضهم للوقوع في مواقف محرجة، لاسيما الشباب الذين يعتزمون الزواج، وتجذبهم صور زوجات المستقبل على مواقع التواصل، إذ يكتشف كثيرون منهم - بعد النظرة الشرعية - أن الواقع يختلف عما هو موجود في هذه الصور.

وفيما تؤكد شابات أن الهدف من استخدام هذه التقنية، التي توفرها «السناب شات»، هو إعطاء صورة أفضل عن الذات من خلال تصفية الوجه من الآثار وتعديل الملامح نسبياً، بما يتفق مع المعايير الجمالية الشائعة، أفاد قانوني بأن تغيير الملامح قد يعرّض صاحبه للمساءلة القانونية في حال كان التصوير لغرض معين وتبين أن الصورة تنطوي على شيء من الخداع أو التزييف.

وتفصيلاً، قال شاب من إمارة الفجيرة، فضل عدم ذكر اسمه، إنه تقدم للزواج بفتاة أعجب بصورتها بعد تعارفهما عن طريق «السناب شات»، إلا أنه فوجئ - بعد توجهه إلى منزل ذويها من أجل النظرة الشرعية - بأن صورتها في الواقع مختلفة تماماً عن الصورة التي عرفها من خلالها، على الرغم من أن القسمات هي نفسها.

وشرح أنه فوجئ بوجود خطوط وتشوهات في وجهها لم تظهرها صورتها، مرجحاً أن تكون الصورة التي عرضتها عليه قديمة، أو أن تكون لجأت إلى الفلتر لتصفية وجهها.

وأكد عبدالله أحمد أن «الفلترة» باتت سلوكاً عاماً لدى غالبية الفتيات، لافتاً إلى أن «إخفاء العيوب بالمساحيق أو باستخدام التقنيات الحديثة، أو حتى باللجوء إلى عمليات التجميل، يعكس فقدان الثقة بالذات إلى جانب أنه نوع من الغش، ويؤكد أن الشكل الخارجي أصبح اليوم صاحب الكلمة العليا في العلاقات الإنسانية».

وتابع أنه تعرّض أكثر من مرة لما وصفه بـ«عمليات خداع» من هذا النوع، «ولكن انتشار التقنية على نطاق واسع جعل الجميع يرون أن الصور لا تعكس الواقع بالضرورة».

وقالت مريم خميس إنها تستخدم الفلاتر من باب التسلية فقط، «ولكن لا يحق لأحد أن يوهم طرفاً آخر بأن له ملامح تختلف عن ملامحه الأصلية، لأن تكبير الأعين وتصغير الأنف أمر غير حقيقي، ويبدو الشخص كأنه بهيئة مختلفة عن حقيقته».

ولفتت ابتسام علي، من الفجيرة، إلى أن «الفلاتر تجعل الفتاة أجمل مما هي في الواقع، لكن إذا دخلت المسألة في أمور الزواج فستكون خداعاً، لأن بعض العائلات تعتمد على الصور عند اختيار الفتاة المناسبة لابنها، ووجود هيئة في الواقع مختلفة عما ظهر في الصورة يعرّض الفتاة وأسرة الشاب لإحراج شديد».

واعتبرت حنان عبدالناصر، أن «الفتاة أصبحت مضطرة لاستخدام الفلاتر، لأن وجود أنف ضخم في وجهها لا يقلل فرص زواجها فقط، بل يقف حائلاً دون حصولها على عمل أيضاً».

وأكد عضو المجلس الوطني الاتحادي والمحامي، جاسم عبدالله النقبي، أن استخدام الفلاتر في تصفية الوجه من الآثار وتعديل الملامح، مثل توحيد اللون وتكبير الأعين وتصغير حجم الأنف، هو سلوك شخصي، يعود للشخص نفسه، سواء كان الغرض منه البحث عن شريك للزواج أو غيره، وتالياً لا يمكن محاسبته عليه، لكن تغيير ملامح الصور يصبح سلوكاً خطيراً، وقد يعرض صاحبه للمساءلة في حال كان الهدف من الصورة إثبات أمر معين، إذ ينطوي ذلك على خداع.

وتابع أن الأشخاص الذين يجرون عمليات تجميل ملزمون بإبلاغ شركائهم في الزواج قبل أن يباشروا في إجراءات الارتباط، حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة لاحقاً، في حال قدم الشريك شكوى قضائية تتعلق بتعرضه للخداع.


تغيير ملامح الصور يعرّض صاحبه للمساءلة، حال كان الهدف إثبات أمر معين.

حنان عبدالناصر:

«الفتاة مضطرة إلى استخدام الفلاتر، لأن وجود أنف ضخم في وجهها، سيقلل من فرص زواجها والعمل».

تويتر