أكد أن حياته كانت ميداناً حياً لإبراز خصال القائد الفذ

حمد ملهوف الكتبي: مجلـس «زايد»..كان مدرسـة للرجال

صورة

أكد المواطن حمد ملهوف الكتبي أن مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والمجالس التي كان يقصدها، كانت بمثابة مدارس يتعلم منها الرجال كثيراً من أمور الحياة، مثل معاني الرجولة والحزم والكرم والإخاء، مستفيدين من الحِكَم التي يستخلصونها من القصص التي كان يرويها لهم، والمواقف التي تجسد رأيه وحكمته.

حمد ملهوف الكتبي:

- «لا توجد كلمات كافية لوصف زايد الخير، فقد امتدت أياديه إلى المحتاجين في كل مكان من عالمنا».

- «الأفعال عند (زايد) كانت تسبق الأقوال، والمواطن كان هدفه الأول في كل ما كان يقوله وما يفعله».


- زايد كان ابناً باراً وأباً رحيماً ومتواضعاً، وحكيماً يمنحك الدروس والعبر في كل موقف تمرّ به.

ويقول الكتبي لـ«الإمارات اليوم»: «لا توجد كلمات كافية لوصف زايد الخير والعطاء، فقد امتدت أياديه البيضاء إلى المحتاجين في كل مكان من عالمنا، ولم يتردد - رحمه الله - في تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، بغض النظر عن أي فوارق عرقية أو ثقافية، وإذا كان هذا حاله مع أبناء الشعوب الأخرى، فكيف تكون الحال مع أبناء شعبه؟ في زايد.. ما في حجي».

ويضيف شارحاً أن «الأفعال عند زايد كانت تسبق الأقوال، والمواطن كان هدفه الأول في كل ما كان يقوله وما يفعله، فهو تصدّر أجندته اليومية التي كان يشرع في تنفيذها من الغبشة (أول طلوع الفجر) حتى آخر ساعات النهار، وعليه تحولت الصحراء المترامية إلى واحة خضراء، يقصدها العالم من كل الجهات طلباً للعيش والإقامة والعمل».

ويؤكد الكتبي، الذي رافق الشيخ زايد خلال فترة من فترات حياته، أن «خُوَّة الشيخ زايد (الأخوة، الصحبة) ما تنلقى»، موضحاً أنه «يندر أن ترافق من يمنحك الدروس والعبر في كل موقف تمر به»، مضيفاً أن حياة الشيخ زايد، رحمه الله، كانت ميداناً حياً لإبراز خصال وصفات القائد الفذ.

وعلى الرغم من أن المدة التي خدم فيها، ضمن القوى المرافقة للمغفور له الشيخ زايد، كانت قصيرة نسبياً، إلا أنه حظي بفرصة كافية لمعرفته عن كثب، كما يقول، فوجده ابناً باراً وأباً رحيماً ومتواضعاً، ويتابع أن «الشيخ زايد كان يُبقي الحبال موصولة مع الجميع، وكان يتفقد احتياجاتهم ويسأل عنهم، وخلال الفترة التي عملت فيها قربه، لاحظت حرصه الشديد على زيارة والدته، المغفور لها الشيخة سلامة بنت بطي، فقد كان يزورها كل ليلة، ويجلس معها ساعات، ويطمئن على صحتها، ويتبادل معها الأحاديث».

وتابع «زايد الأب المؤسس يتفرد بصفات متميزة، كالزعامة والقيادة والشجاعة والكرم، والعدالة والمساواة وحب الخير للجميع، وقد أظهر المغفور له شغفاً كبيراً بكل ما يرتبط بتراث العرب، كالصيد بالصقور وركوب الهجن والخيل وإتقان الرماية».

وقال: «زايد شخصية نادرة، يتشرف بها شعبه والشعوب العربية جمعاء، فهو من الشخصيات التي يصعب تكرارها في التاريخ، ومازالت مواقفه الإنسانية مع كثير من الشعوب التي عانت ظروفاً قاسية بسبب الحروب، أو الظروف الطبيعية، تمثل برهاناً على المدى الذي بلغته إنسانيته».

واستعرض الكتبي ما اعتبره أجمل وأبرز الخصال التي لمسها في شخصية الشيخ زايد، خلال مرافقته له، مشيراً إلى التواضع والطيبة، «فقد كان، رحمه الله، طيباً حنوناً يعطف على الصغير والكبير، وفي أحد الأيام رأى أطفالاً خارجين من المدرسة حاملين على ظهورهم حقائبهم، فأنزل مرافقيه من السيارة وطلب من الأطفال أن يركبوا معه حتى يوصلهم إلى منازلهم».

وأضاف الكتبي: «الشيخ زايد قرر زيارة مناطق الدولة لمعرفة احتياجات المواطنين، واستغرقت زيارته شهراً ونصف الشهر، تم خلالها تلبية الاحتياجات كافة، ولذلك (محد ينسى زايد)، وفي وفاته حزن عليه العرب كلهم، صغاراً وكباراً، لكنه قدر رب العالمين، والحمد لله الخليج محظوظ بأن أعطاه الله زايد وراشد بن سعيد، وأبناؤهما مثلهما في العمل والعطاء والحرص على تلبية احتياجات المواطنين، وبذل كل ما يحتاج إليه مستقبل الوطن من جهود».

وأشار الكتبي، الذي عمل في أكثر من محطة بالعمل العسكري، إلى أن الشهادات التي وثقها البريطانيون، الذين حظوا بفرصة التعرف مبكراً إلى زايد ولقائه، خير دليل على مسيرته الحافلة بالعمل.

وتابع الكتبي أن الممثل السياسي البريطاني في أبوظبي، العقيد هيو بوستيد، كتب، بعد زيارة له إلى العين ولقائه الشيخ زايد، رحمه الله، أنه كان لطيف الكلام مع الجميع، وكان سخياً جداً بماله، ووصف ولفرد ثيسيجر، الرحالة البريطاني الشهير، أسلوب الشيخ زايد في الحكم بكتابه «الرمال العربية»، بأنه «يتصرف مع أبناء شعبه كربّ أسرة كبيرة، إذ يجلس للإنصات لمشكلات الناس ويحلها، فيخرج المتخاصمون من عنده بهدوء، وكلهم رضا عن أحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل».

وكذلك الحال بالنسبة للباحث البريطاني، كلارنس مان، الذي حضر مجالس الشيخ زايد، إذ قال في كتابه «أبوظبي: ولادة مشيخة نفطية»، إن «الشيخ زايد بن سلطان كرّس المال القليل الذي توافر لديه، للقيام بإصلاحات في منطقة البريمي».

حمد ملهوف الكتبي.. وأيام زمان

 

يذكر حمد ملهوف الكتبي عن أيام زمان، التي أثرت كثيراً في حياته ومازال يتغنى بتفاصيلها الجميلة، أن والده كان يوقظه في الصباح الباكر لمساعدته في كثير من الأعمال، «كان يكفي أن يطلب مني الأمر مرة واحدة، أو ينظر لي بعينه فأفهم ما يريد، وأقوم على الفور بتنفيذه دون مناقشة أو جدال، على خلاف أبناء الجيل الحالي، الذين لا يبالون بمثل هذه الأمور».

ويقول إن الأطفال كانوا في السابق يتحملون المسؤولية مبكراً، ويُعتمد عليهم كالرجال في المجالس والضيافة، فكان يُحسن ضيافة «الخطار»، وهم الضيوف، حيث يضيفهم «السِح» (التمر)، ويُعِد لهم القهوة ويُجالسهم ويسمع «سوالفهم» (قصصهم)، ويتعلم منها، وعليه كان المجلس هو مدرستهم الأولى.

ويضيف «عملنا في تربية الإبل منذ الصغر، وكنا نبيعها بـ30 روبية، وأول عمل رسمي التحقت به كنت في عمر الـ14، كعسكري في مطار الشارقة الذي كان يسمى المحطة».

تويتر