افتتح ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات»

سيف بن زايد: الإمارات عزّزت شراكاتها مع الهيئات الدينية لبثّ روح التآخي

سيف بن زايد يتوسط الحضور خلال ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي». من المصدر

قال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إن «غالبية الدول والمنظمات والهيئات تعمل لتحفظ الحقوق وتحمي النفوس، لكن هذا لن يكتمل إلا بوقفة من ممثلي الأديان والعقائد ونهج الإنسانية، في حمل المهمة، والدفاع عن قيم الحق، وبثّ روح الإيجابية، ولقد عزّزت الإمارات شراكاتها مع الهيئات الدينية والقامات الثقافية، بهدف تعزيز الروح الإيجابية وبثّ روح التآخي والعمل الصالح في سبيل الإنسانية فقط، ولا شيء سوى الإنسانية، وفق منهج الحق والعدل والتسامح».

جاء ذلك خلال افتتاح سموه فعاليات الدورة الأولى من ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي»، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تستضيفه الإمارات، تقديراً لدورها الريادي وسمعتها في تعزيز الحوار، وترسيخ قيم الاعتدال والتعايش السلمي بين شعوب العالم.

وقال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في كلمته الافتتاحية: «نجتمع هنا، على نهج أسلافنا، ومقتدين بأعز بني البشر، الأنبياء والرسل والصالحين، الذين جاؤوا للبشرية بلغة السلام والتعايش والمحبة، فكانوا قدوتنا ومناراتنا وهدينا للطريق والصراط المبين، فاجتمعتم اليوم، مهتدين بنهجهم لما فيه خير البشرية جمعاء، ويقف اليوم معكم، كل محبي الخير في العالم، كل محبي الصلاح والفلاح، الذين يحرصون على بث الروح الإيجابية في مواجهة السلبية».

وأضاف سموه، «لقد حبانا الله في هذه المنطقة من أرض الله الواسعة، بقيادة أسس قيمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فسار على نهج حب الخير والإنسانية، لأنه، طيّب الله ثراه، اقتدى بروح ونهج الأنبياء، وتعلّم من أخلاق سيدنا الرسول العربي محمد عليه الصلاة والتسليم، ومن أنبياء الله جميعاً الذين يحملون رسالة الله على الأرض، من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا عيسى وسيدنا موسى وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف، عليهم أفضل الصلوات والتسليم، وسار أبناؤه في الإمارات على هذا النهج تحت راية التسامح والتلاقي».

وأكد سموه أن «هذه القيم والأخلاقيات أورثها إلينا، طيّب الله ثراه، فحمل محبة الأديان والاقتداء بها لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين عملوا على ترسيخ هذه الأخلاقيات، وبث قيم المحبة والتسامح والعدالة». وكان المؤتمر استهلّ فعالياته بكلمة من فاطمة الكعبي، أصغر مخترعة في دولة الإمارات بعمر 17 عاماً، بوصفها ممثلة عن صوت الطفولة والأطفال، والتي أشارت فيها إلى أن «الملايين من الأطفال حول العالم يعيشون في مناطق خطرة، ويعانون فيها إما الحرمان أو هم عرضة لمخاطر العالم الرقمي»، موضحة أن «الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحظى بإقبال واسع من جميع الأطفال حول العالم، وهي التي قد يجري استغلالها كوسيلة لتدمير الطفولة».

وقالت الكعبي إن الأطفال أبرياء ويثقون بغيرهم بسرعة، وبالتالي فهم بحاجة إلى دعم المجتمعات الدينية ورجال الدين، فهم غالباً أقرب الشخصيات لهم في حياتهم ويعملون بوصفهم مرشدين لهم.

من جانبه، أشار رئيس مجلس الإفتاء الشرعي الشيخ عبدالله بن بيه، إلى «أهمية انعقاد المؤتمر في (عام زايد)، الذي كان مستقبل الأطفال أمراً قريباً إلى قلبه»، مؤكداً ضرورة الاهتمام بالأطفال وحقوقهم لأنهم أجيال الغد.

وأكد أن حقوق حماية ورعاية الطفل هي من أهم الحقوق التي جاءت في مختلف الشرائع والأديان، وهي واجب على والديه أو على المجتمع أو الدولة، ويتمثل دور المؤسسات الشرعية في رعاية الطفل وحمايته، ليكون إنسان صالحاً، ويقوم بدوره الإيجابي في هذا العالم.

ويشارك في ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي»، 450 من قادة الأديان، بهدف إثراء الحوار ومواجهة ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطرة، إضافة إلى تعزيز جهود قادة الأديان، والعمل على الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات، وخصوصاً النشء من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.

ويحظى الملتقى بدعم من الأزهر الشريف، فيما ينطلق بالشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات والمنظمات الدينية العالمية، من بينها «تحالف كرامة الطفل»، ومنظمة «أرغيتو» الدولية غير الحكومية، والشبكة العالمية للأديان من أجل الطفل.


جلسات اليوم الأول

تطرقت نقاشات الجلسة الأولى من الملتقى، الذي يختتم اليوم، إلى المخاطر التي يواجهها الأطفال في العالم الرقمي، وناقشت جلسة أخرى أثر التعرض للاعتداء والاستغلال الجنسي في العالم الرقمي على الأطفال، وشملت فعاليات الملتقى جلسة خاصة عن دور صنّاع السياسات في مجال حماية الأطفال من الإساءات والعنف في العالم الرقمي.

تويتر