تباين الآراء في ما يتعلق بـ «صفقة القرن»

«أبوظبي الاستراتيجي»: نهاية خرافة قوة إيران أصبحت وشيكة

جانب من جلسة تناولت ملف «صفقة القرن وتفكيك شيفرتها». من المصدر

اتفق المشاركون في فعاليات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس، على أن نهاية ما وصفوها بـ«خرافة القوة الإيرانية» أصبحت وشيكة للغاية، مؤكدين أن طهران تقترب من حافة الهاوية، خصوصاً في ظل المشكلات التي تعانيها حالياً.

فيما شهدت إحدى جلسات الملتقى، على مدى اليومين الماضيين، تبايناً في الآراء في ما يتعلق بـ«صفقة القرن»، حيث أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أنها لا تُشكّل صفقة بأي حال من الأحوال، لكونها تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، وتستبعد قضية القدس من التفاوض، فيما دعا المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دينيس روس، إلى ضرورة عدم الحكم على هذه الصفقة قبل الكشف عنها.

وتفصيلاً، اختتمت، أمس، فعاليات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى.

وتناولت أولى جلسات اليوم الثاني للملتقى ملف «صفقة القرن وتفكيك شيفرتها»، بعيداً عن التهويل والتقليل، في محاولة لفهم إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد، حيث أكد خلالها المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دينيس روس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى نفسه مختلفاً عن الرؤساء الأميركيين السابقين، وأنه قادر على التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحاً أنه ظهر في الفترة الأخيرة اقتناع لدى إسرائيل ودول عربية بضرورة بناء علاقات استراتيجية بين الطرفين، لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة النابعة من إيران والإرهاب.

وقال روس: «مثّل هذا الأمر حافزاً لإدارة ترامب للتوصل إلى صفقة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تُحمّل الدول العربية مسؤوليتها في هذا الشأن، لذلك من الخطأ الحكم على هذه الصفقة قبل الكشف عنها، لاسيما أنه لم يرَ أحد خطة صفقة القرن بعد، وأعتقد أن هذه الصفقة لن تُطرح قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة».

وأضاف: «يجب أن تمنح هذه الصفقة شيئاً للعرب، يُتيح لهم توفير غطاء للقيادة الفلسطينية، كما يجب أن تُقدّم خطياً إلى القادة العرب المعنيين بمحاولة الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

وشدد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، على أن القضية الفلسطينية لاتزال حية لدى الشعوب والدول العربية، مدللاً على ذلك بإجماع العرب، قيادات وشعوباً، على رفض قرار إدارة ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وقال: «صفقة القرن لا تُشكّل صفقة بأي حال من الأحوال، لأنها في ما يبدو تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، فهي استبعدت قضية القدس من التفاوض»، مشدداً على أن الأردن ومصر والفلسطينيين لن يقبلوا ذلك.

وخصص الملتقى جلسة لمناقشة «نهاية خرافة القوة الإيرانية»، أوضح خلالها المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة جنوب فلوريدا، الدكتور محسن ميلاني، أن طهران تواجه ثلاث مشكلات داخلية: الأولى اقتصادية، يرتبط جزء منها بالعقوبات الأميركية، لكن الجزء الأكبر - بحسب ميلاني - يرتبط بالفساد والهدر.

وقال: «المشكلة الثانية تتعلق بعامل الديموغرافيا، فعدد السكان كبير في إيران ما يخلق تحديات في التنمية، فضلاً عن أن الشعب الإيراني متعلم، وجزء كبير منه يعارض أفكار (المرشد الأعلى علي) خامنئي وسياساته، بينما المشكلة الثالثة هي الغموض بخصوص خليفة خامنئي».

وأضاف «إيران موجودة في لبنان وسورية والعراق واليمن، وهذا الوجود يستنزفها اقتصادياً، خصوصاً إثر فرض حزمتي العقوبات الأميركية، لكن مع ذلك أعتقد أن انهيار النظام في طهران هو أسوأ سيناريو للمنطقة».

بدوره، أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة أبوظبي، الدكتور سلطان النعيمي، أن النظام الإيراني يعاني إشكالية تراجع الشرعية الداخلية، واشتداد القبضة الأمنية، مؤكداً أن احتضار الاقتصاد الإيراني لا يرجع إلى العقوبات وحدها، بل أيضاً بسبب الفساد الداخلي وسوء الإدارة.

«العالم العربي.. المشي على الماء»

تحت عنوان «العالم العربي.. المشي على الماء»، ناقشت ثانية جلسات اليوم الختامي للملتقى التحديات التي تواجه العالم العربي داخلياً وإقليمياً، مثل الحرب في سورية، والوضع في اليمن وليبيا، إذ أكد رئيس الوزراء اليمني السابق، خالد بحّاح، أن البحث عن الدولة الوطنية لايزال هو التحدي الأكبر في اليمن ودول عربية عدة، لافتاً إلى أهمية الولوج إلى الحلول في اليمن بشكل جاد، من قبل الإقليم العربي، والمجتمع الدولي.

فيما قال رئيس مجلس الوزراء الليبي السابق، محمود جبريل، إن «العالم العربي، حتى في حالة الضعف التي يمر بها، لديه الكثير من عناصر القوة، وإن دواعي التغيير لم تعد خياراً، وإنما مسألة حتّمتها الظروف الموضوعية»، مشدداً على أن القضية العربية أصبحت إما أن تُغيّر أو أنك ستتغير.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية المصري السابق، نبيل فهمي، أن الثورات العربية، التي بدأت في 2011، كانعكاس لرغبة التحرر الوطني، أُسيئت إدارتها، رافضاً مبدأ التغيير بالمطلق.

تويتر