خلال محاضرة في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

نايف عبيد: أمن الخليج العربي حظي باهتمام كبير من زايد

صورة

أكد الباحث في مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، الدكتور نايف علي عبيد، أن رؤية المغفور له الشيخ زايد لأمن الخليج قامت على عناصر عدَّة، أبرزها رفض إقامة قواعد عسكرية أجنبية في المنطقة، وأن أمن منطقة الخليج هو مسؤولية أبنائها، وأن استقرار الخليج وأمنه ينعكسان على أمن العالم واستقراره، وأخيراً أن أمن الخليج من أمن الدول العربية، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من المنطقة العربية.

جاء ذلك في محاضرته «أمن الخليج في فكر الشيخ زايد»، التي ألقاها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الأربعاء الماضي، بحضور مدير عام المركز، الدكتور جمال سند السويدي، ونخبة من الكتاب والباحثين والمفكرين والصحافيين.

وتحدث عبيد عن الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمنطقة الخليج، وسياسات القوى الإقليمية تجاه المنطقة، موضحاً أنه عقب إعلان بريطانيا، في أواخر الستينات من القرن الـ20، عزمها إنهاء وجودها العسكري شرق السويس، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية «مبدأ نيكسون»، الذي يقوم على اعتماد واشنطن على الدول الحليفة (إيران والسعودية)، لحماية أمن منطقة الخليج بدلاً من التدخل المباشر، فيما ركزت السياسة السوفييتية على تجنُّب الانزلاق إلى المواجهة العسكرية المسلحة مع الغرب في المنطقة، إذ أدركت موسكو أن هذه المنطقة بمنزلة «خط أحمر» بالنسبة إليها. من جهتها، ركزت السياسات الأوروبية على ضمان وصول النفط إلى أوروبا بأسعار معقولة.

وتحدث المحاضر عن رؤية المغفور له الشيخ زايد للعلاقات مع بعض دول الجوار، حيث رأى أن «توقيع اتفاق الحدود بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في 21 أغسطس 1974، إنجاز عظيم؛ تحقق بفضل النيات المخلصة والعزم الصادق على تصفية أي خلاف بين الأشقاء».

كما رأى الشيخ زايد - يضيف المحاضر - أن قضية الجزر الإماراتية الثلاث، التي تحتلها إيران، قضية عربية بالدرجة الأولى، لا تخص دول الخليج العربية وحدها. وينبغي تسوية القضية بالتفاهم من دون اللجوء إلى أي شيء يضر بمصالح البلدين. كما رأى أن الوحدة الخليجية حقيقة واقعة لا مجرد مجاملات شكلية، لكن التحقيق الفعلي لها يتطلب مناقشات هادئة ومتأنية، بحيث يطمئن مواطنو دول الخليج إلى أن هذه الوحدة في مصلحتهم.

وعرض المحاضر لمواقف دولة الإمارات من بعض القضايا العربية خلال عهد الشيخ زايد، حيث دعا إلى إيقاف الحرب العراقية - الإيرانية، وحتى مع تعرُّض المنشآت النفطية الإماراتية في حقل «أبوالبخوش» البحري لقصف جوي في 25 نوفمبر 1986، فإنه تحلى بضبط النفس إزاء هذا العمل الاستفزازي؛ لكي يبقى بعيداً عن الصراع الدائر.

وبعد غزو العراق لدولة الكويت، حاول الشيخ زايد تطويق الخلاف العراقي - الكويتي، لكن مع تعنت العراق أيد الشيخ زايد قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإدانة الغزو. وبعد رفض صدام حسين الانسحاب من الكويت، شاركت القوات الإماراتية مع قوات التحالف في تحرير الكويت.

وسلّط المحاضر الضوء على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من احتلال العراق عام 2003، مشيراً إلى أن الشيخ زايد أعلن رفضه استهداف العراق وضربه. وفي محاولة لتجنب الحرب عليه، طرح مبادرة تركزت في أربع نقاط، تمثلت في تخلي القيادة العراقية عن السلطة، ومغادرة العراق خلال أسبوعين من تاريخ قبول المبادرة، وتقديم ضمانات قانونية ملزمة محلياً ودولياً بعدم التعرض لها، أو ملاحقتها بأي صورة من الصور، وإصدار عفو عام وشامل عن كل العراقيين داخل العراق وخارجه، وتولي جامعة الدول العربية، بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، الإشراف على الوضع في العراق لفترة انتقالية.

وختم المحاضر محاضرته مؤكداً أن أمن الخليج العربي حظي باهتمام كبير من الشيخ زايد، وهو ما تجلى في سعيه إلى تسوية الخلافات، وتعزيز التعاون.

تويتر