أكد أنه جعله الهدف الأول لخطط التنمية

علي المنصوري: زايد وضع الإنسان الإماراتي عنواناً للمستقبل

صورة

أكد المواطن علي محمد جابر المنصوري أن ما قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لوطنه، يفوق التوقع، فقد حقق طموحات كانت تبدو مستحيلة، واستطاع أن يجتاز معوقات بالغة الصعوبة، وحفّز شعبه على الاستمرار في التطور والارتقاء، وعدم التوقف عند حد، كما نهض بالصحة والتعليم، ساعياً من وراء ذلك كله إلى النهوض بالإنسان.

عاصر المنصوري، البالغ 78 عاماً، الشيخ زايد، رحمه الله، في مرحلة مبكرة من عمره، فشهد تطور إمارة أبوظبي على يديه، كما شهد تطور الدولة منذ أن كان الاتحاد وليداً جديداً. وهو يعزو كل ما تحقق إلى ما كان يتمتع به الشيخ زايد من بعد نظر، وقدرة على استشراف المستقبل وقراءة ملامحه.

ويضيف: «وضع الشيخ زايد محوراً أساسياً لخطط التنمية، هو الإنسان، فسعى، منذ نشوء دولة الاتحاد، إلى تمهيد السبل كافة أمامه ليكون عنوان المستقبل، وهدفه، وأداته معاً، الأمر الذي أتاح للإمارات لاحقاً الانتقال من إنجاز إلى آخر، على المستويات كافة».

عن لقائه الأول بالشيخ زايد، يقول المنصوري: «بعد تولي الشيخ زايد الحكم في أبوظبي، انطلقنا من منطقة ليوا مع أعيان قبيلة المناصير، متجهين إلى أبوظبي، وتحديداً قصر الحكم (قصر الحصن حالياً) للسلام عليه، وتهنئته بتوليه الحكم. ومازلت أتذكر كيف استقبل الشيخ زايد المهنئين، وحرص على مصافحتهم والتحدث معهم».

وأضاف: «كنت أزور الشيخ زايد مع أعيان القبيلة كل ستة أشهر تقريباً للسلام عليه، والجلوس معه، فقد كان - رحمه الله - يحب أهل وطنه، ويحرص على التواصل معهم حيثما كانوا، كما كان يأتي إلى المنطقة الغربية (الظفرة حالياً) للقاء أبنائها، ومجالستهم والإصغاء إليهم، ومعرفة احتياجاتهم. وكانت زيارته خيراً لكل فرد من أفراد المنطقة، فالكل يستبشر خيراً حين يأتي زايد، لأنه كان كريماً جداً، لا يضاهيه في ذلك أحد».

وأضاف: «كنت في تلك الفترة عاملاً في مصنع الخرسانة (البلت الكنكري) الموجود في مطار أبوظبي القديم، وكان المطار تحت إدارة شركة بولينغ. وفي فجر أحد الأيام، قدم الشيخ زايد - رحمه الله - في سيارة لاندروفر، فنزل من سيارته، وعندما رآني سلم عليّ، وأخذ يسألني عن اسمي وقبيلتي ويطمئن على أحوالي، وكان لمصافحته أثر إيجابي كبير في نفسي، لأنها أكدت لي أن المواطن يحتل المرتبة الأعلى عند زايد».

وأوضح أن «المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كانت له نظرة ثاقبة إلى المستقبل، أثارت دهشة الخبراء ممن كانوا يديرون كثيراً من المؤسسات آنذاك، من أهل الخبرة والعلم. وعلى سبيل المثال، فقد أمر بتوصيل الكهرباء والماء مجاناً إلى مناطق المواطنين ومنازلهم، فاستغرب المهندسون الأجانب من ذلك، وكان رد الشيخ زايد - رحمه الله - أنه ينظر إلى المواطنين بوصفهم أبناءه، وأنه يحرص على تيسير سبل الحياة أمامهم».

وقال مخاطباً المهندسين: «أليس لديكم أبناء تربونهم؟ هؤلاء هم عيالي. ومسؤوليتي هي مساعدتهم على تخطي مصاعب الحياة، إلى أن يصبحوا قادرين على الإبحار في المستقبل بأنفسهم».

وتابع المنصوري: «حين بدأ الشيخ زايد بإنشاء المدارس في المنطقة الغربية، وجد أن كثيراً من الأهالي يرفضون تدريس أبنائهم، وكانوا يعتبرون أنهم لا يحتاجون إلى التعليم، وأن البادية هي ما سيصقل مهاراتهم. وزاد من صعوبة الأمر مشقة انتقال الأبناء من مواقع سكنهم إلى مبنى المدرسة، فأقنعهم الشيخ زايد بأهمية التعليم، وبأن المستقبل رهن بقدرة الأجيال القادمة على اكتساب العلم وتحصيل الشهادات. كما قرر - رحمه الله - منح مكافأة مالية قدرها 8000 درهم لكل مالك سيارة في المنطقة الغربية ينقل الطلاب إلى المدارس، فضلاً عن صرف 30 ألف درهم شهرياً لكل من لديه صهريج ماء، ويوصله إلى المدارس آنذاك».

وقال المنصوري إن «الشيخ زايد كان يحفز أبناء وطنه على التطور والارتقاء والنهوض بالدولة، ويصر على تحقيق ذلك بسواعد أبناء الإمارات أنفسهم. وقد انطلقت رحلة البناء وتشييد المساكن في بدع زايد (مدينة زايد) في المنطقة الغربية، أولاً، ثم منطقة غياثي، وتبعتهما المناطق الأخرى من السلع وليوا إلى حدود أبوظبي».

وأضاف: «كان حلم زايد أن يحول الصحراء إلى واحة خضراء، تنبت فيها كل أنواع النباتات والأشجار، وجاء بالمهندسين وأصحاب الخبرة، وقالوا للشيخ زايد إن المنطقة الغربية لا تصلح للزراعة، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها، ولكنه لم ييأس، رحمه الله، بل أمر بجلب التربة الصالحة للزراعة وتسوية الأراضي. وبفضل حكمته وإصراره أصبحت المنطقة الغربية واحة غناء، تشع بنور البساتين وواحات النخيل.وعندما أمر الشيخ زايد بتوزيع مزارع على المواطنين في المنطقة الغربية، قال إن عدد أشجار النخيل في كل مزرعة يجب ألا يقل عن 200 شجرة، حتى يحث المواطنين على الاهتمام بالزراعة والعمل والإنتاج. واليوم تنتج المزارع من سبعة إلى 10 أطنان من التمور».


علي المنصوري:

«مصافحة زايد تركت أثراً إيجابياً كبيراً في نفسي وأكدت لي أن المواطن يحتل المرتبة الأعلى عنده».

«نظرة زايد الثاقبة إلى المستقبل أثارت دهشة الخبراء ممن كانوا يديرون كثيراً من المؤسسات آنذاك».

ابشروا بالخير

قال المواطن علي المنصوري إن الشيخ زايد كان حريصاً على تحفيز المواطنين، وبث الأمل في نفوسهم، مردداً «ابشروا بالخير»، الأمر الذي ساعدهم على تخطي كثير من العوائق في مرحلة البناء.

وأضاف: «كان حريصاً على بث المشاعر الإيجابية في نفوس المواطنين، مشيراً إلى أن المستقبل سيحمل لهم في طياته كل ما يتوقون إليه من الرفاه والرخاء».

تويتر