نفذها خبير أمن إلكتروني في مجلس محمد بن زايد الرمضاني

تجربة عملية لاختراق هاتف ذكي خلال محاضرة عن «تغير سمات الحرب»

المحاضران أكدا أن الحروب التي يشهدها العالم أصيبت بتغيرات عميقة. وام

أجرى المدير التنفيذي في الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، خبير الأمن الإلكتروني، الدكتور محمد الكويتي - خلال محاضرة ألقاها، أمس، في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرمضاني- تجربة عملية لاختراق هاتف ذكي خاص بأحد الحضور، (ضمن فريقه) إذ أرسل إليه رابطاً، ففتحه، وإذا بالدكتور الكويتي يعرض على الشاشات الموجودة داخل المجلس، بيانات الهاتف المخترق وبعض الصور الخاصة به. كما فتح الكاميرا الأمامية والخلفية للهاتف، مبيناً أنه استعان في ذلك ببرنامج متداول بين العامة، يمكن بإجراء تعديل بسيط عليه استخدامه لأغراض التجسس على هواتف الغير.

وأكد الكويتي، خلال محاضرته، التي شهدها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات، أن دولة الإمارات تتجه مستقبلاً نحو تنفيذ ما يعرف بـ«المدن الذكية أو الرقمية»، التي تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك ضمن استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها القيادة، محذراً من التهديدات السيبرانية، في ظل تزايد التوجّه نحو التكنولوجيا في كل مناحي الحياة، مشدداً على أن الدولة تعمل جاهدة على تطوير الجوانب الفنية للحماية والاستجابة، وإضفاء مزيد من الوعي بالمخاطر الناجمة عنها.

وكان المجلس استضاف، في الجزء الأول من المحاضرة، البروفيسور في كلية الدفاع الوطني، السفير جريجول مجالوبليشفيلي، الذي قدم عرضاً تصويرياً عن الحروب الهجينة، ذكر خلاله أن تعريف حلف الناتو لهذا النوع من الحروب هو أنها الاستخدام المتكامل لأنواع مختلفة من الإجراءات العسكرية وغير العسكرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الشاملة.

وقال إن الطابع المتغير للصراعات، الذي بات يطلق عليه الحرب الهجينة، يؤدي إلى تغيير جوهري في المشهد الأمني الحالي، ويثير تساؤلات عدة ليس حول طبيعة التهديدات التي نواجهها فحسب، بل بشأن قدرة المؤسسات الأمنية القائمة على مواجهتها أيضاً، موضحاً أن الحرب الهجينة شكل حديث من أشكال الحروب، يركز بصورة رئيسة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية دون اللجوء إلى صراع مادي، لا سيما في المراحل الأولى.

وأضاف أن «عدم وضوح الحدود الفاصلة بين أنماط الحرب المختلفة واستخدام الوسائل غير العسكرية كأسلحة لتقويض أسس الدولة، يعد أحد تحديات الأمن القومي الرئيسة التي نواجهها اليوم. وعلى الرغم من أن طبيعة الحروب لم تتغير أبداً، إذ لايزال البشر اليوم يحاربون للأسباب الأساسية نفسها التي ذكرها المؤرخ اليوناني ثوسيديديس منذ 2500 عام تقريباً، وهي الخوف والشرف والمصالح، إلا أن طبيعة الصراع في تطور مستمر»، موضحاً أن الصراعات في العصر الحديث، تتسم بخصائص متشابهة تشكل نموذجاً جديداً للحرب.

وذكر المحاضر أن الحرب الهجينة تتكون من دمج الأساليب القتالية التقليدية وغير التقليدية، واستخدام المعدات وفنون القتال والوسائل الإلكترونية الدفاعية في بيئة معينة، لتحقيق النتائج الاستراتيجية المرغوبة. ولا تخضع هذه الحرب لشكل معين أو قواعد ثابتة، ابتداء من القيادة وانتهاء بالعمليات الجارية على الأرض، مؤكداً أن الهدف النهائي منها هو إنزال أكبر قدر من الخسائر بالعدو وتحطيم قدراته القتالية وطرده خارج الحدود.

وأكد أن الحروب التي يشهدها العالم خلال العصر الراهن أصابتها تغيرات عميقة على مستوى خصائصها، ما ينذر بتحولات أعمق وأشمل قد تلحق الحروب المستقبلية على مدى العقود المقبلة، معتبراً أن هذا الأمر يفرض فهم البيئة السائدة مع الإقرار بوجود منطقة عدم اليقين للتكيف مع طبيعة العدو الجديد وأدواته، ومن ثم وضع التقديرات المناسبة لدفاع الدول عن نفسها في الوقت الراهن والمستقبل من خلال ما تمتلكه من مواهب وتنظيم معاً.

تويتر