الإقامة في «جناح ملكي» بديكورات خاصة.. وخواتم وسبائك ذهبية هدايا للزوار

«غيرة نساء» ترفع ميزانيات حفلات استقبال المــواليد إلى 80 ألف درهم

صورة

80 ألف درهم، وربما أكثر، ميزانية ترصدها أسر مواطنة لاستقبال المواليد الجدد، وتشمل استئجار جناح ملكي في مستشفى خاص، ووضع ديكورات فيه، كالورد والإضاءة، إضافة إلى طلب تصوير، كما يتم تخصيص هدايا ثمينة للزائرات، تتمثل أحياناً في سبائك ذهبية صغيرة أو متوسطة الحجم، حسب مواطنات متخصصات في تنظيم هذه المناسبات، اعتبرن ذلك بذخاً يرجع إلى الغيرة والمنافسة بين النساء.

الجناح الملكي

قال أخصائي حديثي الولادة والأطفال بمستشفى خاص، الدكتور جمال حلمي محمود، إن قسم الولادة بالمستشفى مجهز بشكل كامل من حيث الحاضنات والتوليد والعمليات القيصرية والغرف الخاصة بإقامة الأم بعد ولادتها، موضحاً أن كلفة الولادة في غرفة خاصة بالمستشفى مع رسوم الولادة العادية، دون إجراء عملية قيصرية، مع البقاء يومين في المستشفى، تصل إلى 15 ألف درهم، وتختلف هذه القيمة بزيادة 5000 درهم عن كل يوم في حال طلب غرفة «ديلوكس»، أما الجناح الملكي فإن إجمالي الإقامة فيه يزيد 8000 درهم لكل يوم على قيمة الإقامة في الغرفة العادية، أي بكلفة إجمالية تصل إلى 31 ألف درهم، تشمل مرافق عدة، مثل استراحة، ومطبخ صغير، وصالة.

سبيكة «عُملة إنجليزية»

أكد محمد اليافعي، وهو صاحب محل بيع مصوغات ذهبية بالشارقة، أن أكثر ما يطلب من هدايا لحفلات استقبال المواليد الجدد سبائك من الذهب، تكون على شكل «عُملة إنجليزية» عيار 24، وزنة خمسة غرامات، والتي عادة لا يقل سعرها عن 900 درهم لكل قطعة، وأحياناً تطلب الزبونات سبائك بزنة ثمانية غرامات، والتي يزيد سعرها على 1650 درهماً للقطعة الواحدة، مشيراً إلى أن الزبونات يفضلن هذه السبائك على المشغولات الذهبية، نظراً لانخفاض أسعارها، وليست عليها عمولة تصنيع.

المواطنة بدرية عبدالحميد الهاشمي، رأت أن المبالغة والمباهاة أصبحتا سمة مناسبات استقبال المواليد في المستشفيات، كونها تتطلب «إتكيت» خاصاً، وتحضيراً يستلزم الاهتمام بأدق التفاصيل وأحدثها، مثل ديكور غرفة الولادة، والهدايا التي تقدم للزائرات، وأخرى للأطفال المصاحبين لأمهاتهم، والحرص على أن تكون لافتة للانتباه، وذات قيمة مادية، إذ أضحت بعض النساء يوزعن هدايا قيمة، مثل خواتم أو سبائك ذهبية صغيرة الحجم، منقوش عليها اسم المولود الجديد، توزع على الزائرات، اللواتي عادة يكن من صديقات وقريبات أم المولود.

«تجهيزات وصول المواليد الجدد، غالباً تبدأ بعد الشهر الخامس من الحمل»، حسب المتخصصة في تنظيم المناسبات، المواطنة روضة علي، التي أكدت أنّ الأمهات المتعاملات معها يطلبن منها تجهيزات غرفة كبار الشخصيات في أحد المستشفيات الخاصة، التي يطلق عليها الجناح الملكي، وتزيين الغرفة التي يتم فيها استقبل المهنئين بباقات من الورود والمفارش وغطاء السرير، وزينة الجدران، والإضاءة التي يستلزم أن تكون ألوانها متناسقة مع الديكور العام للغرفة، إضافة إلى أنها تجهز ملابس لهن خاصة باستقبال الزائرات بعد الولادة، وتحضير أجود أنواع الشوكولاتة، وهدايا للزوار.

فالتجهيزات أضحت أمراً أساسياً ودارجاً لدى النساء المقبلات على الولادة، وقد يتجاوز الأمر مجرد التعبير عن الفرحة بقدوم المولود الجديد، لاسيما عند رصد ميزانيات مالية كبيرة للتجهيزات، إذ غالباً يكون الدافع الغيرة بين النساء، والرغبة في التباهي بين الصديقات والزائرات.

وتزيد كلفة تجهيزات الاحتفالات بالمواليد الجدد على 80 ألف درهم، وتشمل الملابس المصممة للأم، وإيجار غرفة في مستشفى خاص، وأحياناً يتم استئجار جناح كامل مكون من غرفتين، مع صالة توفرها بعض المستشفيات، بقيمة لا تقل عن 35 ألف درهم، لمدة يومين أو ثلاثة أيام، إضافة إلى خدمات تصوير وإعداد ألبوم صور خاص بالمولود الجديد بقيمة 10 آلاف درهم، وأيضاً طلب خدمات من شركات خاصة لتوفير عاملات توزيع الحلويات والمشروبات الساخنة والباردة على الزائرات، وتصل قيمة هذه الخدمة إلى 7000 درهم، وأيضاً الاستعانة بمتخصصات في تزيين غرفة الولادة بالمفارش والكراسي الفخمة المنجدة بأقمشة منقوشة بأسماء تجارية عالمية، والتي تصل قيمة إيجار الواحد منها إلى 2800 درهم لكل يوم، علاوة على هدايا توزع على الزوار، وكؤوس للمشروبات، وأطباق للمأكولات، وجميعها تحمل شعارات موحدة لعلامات تجارية عالمية، أو باسم المولود.

أما موزة الكتبي، وهي صاحبة مشروع «ضيافة» لتجهيز المناسبات المختلفة وهدايا حفلات المواليد، فقالت: «تتنوع الهدايا بناءً على ذوق الزبون، أو بالأحرى الزبونات، لأن عنصر النساء من أكثر الزبائن اللاتي يهتممن بهذه الأمور، والمعروف عن النساء حبهن للتميز، لذا فهن يفضلن أن يقدمن هدايا مبتكرة لم يكن أحد سبقهن إليها، وأصبحت هذه الهدايا تتخذ أشكالاً وألواناً مختلفة، مثل زجاجات عطور بأحجام صغيرة، أو مجموعة شوكولاتة من نوع فاخر، وبعض الأمهات اتجهن أخيراً إلى طلب هدايا من سبائك ذهبية ذات وزن ثمانية و10 غرامات، توزع على الضيوف من كبار الشخصيات، إلى جانب الهدايا الأخرى»، موضحة أنها تتولى، بناء على طلب المتعاملات معها، توفير مشروبات ساخنة وباردة وعاملات لتوزيعها، وأيضاً توزيع البخور والعطور على زوار المستشفى، وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذه الخدمات 15 ألف درهم، تحسب قيمتها بنظام الساعات، الذي يبدأ من العاشرة صباحاً وحتى 11 مساء، ويتم من خلالها توفير قائمتين للمشروبات الساخنة والباردة، التي تشمل الشاي والقهوة بأنواعهما، والعصائر بنكهاتها المختلفة، بقيمة 70 درهماً لكل أربعة أكواب.

وتابعت الكتبي «نوفر أيضاً أطقماً فاخرة من الكؤوس للمشروبات الساخنة، بقيمة إيجار يومي تصل إلى 250 درهماً لليوم الواحد، إضافة إلى توفير عاملات ضيافة لتقديم المشروبات والوجبات للزائرات، تحسب أجورهن بنظام 70 درهماً في الساعة الواحدة، في حال كانت الخدمة المطلوبة أكثر من ثلاث ساعات، أما في حال كان طلب توفير عاملات للضيافة لأقل من ثلاث ساعات، فإن قيمة الخدمة للساعة الواحدة تصل إلى 250 درهماً لكل عاملة، غير شاملة المواصلات، ومعظم الزبونات يطلبن توفير أكثر من ثلاث عاملات للضيافة لمدة يومين، كما أن بعضهن تطلب (فلتر) مخصصاً لتطبيق (سناب شات)، يحمل اسم المولود والمناسبة، بقيمة 200 درهم».

«أم مانع» صاحبة متجر إلكتروني لتجهيز واستقبال المواليد، ذكرت أن استقبال المواليد كان سابقاً يقتصر على التجهيزات البسيطة، المتمثلة في المفارش، وتحضير ملابس الطفل والسرير الخاص به، وبعض الورد، ومصاحف صغيرة، وبعض المجسمات التي يكتب عليها اسم المولود، أما اليوم فإن الأمر اختلف تماماً، إذ أضحت النساء يبحثن عن كل ما هو حديث ومبتكر في تجهيز غرفة المواليد الجدد وهدايا الزوار، مضيفة: «في حال قدمت فكرة تجهيز جديدة لإحدى الزبونات، تنفذ لأول مرة، فإنها تدفع مبلغاً إضافياً مقابل ذلك، وبعض الأمهات يفضلن شراء جميع قطع ديكورات الغرفة التي ستمكث فيها بعد الولادة في المستشفى، وملابس الاستقبال، وتجهيزات الضيافة، كتلبيس الدلة الخاصة بالقهوة والشاي، وتلبيس الصواني، ومفارش طاولات، بل إنّ بعضاً منهن يطلبن تزيين الأكواب وفناجين القهوة والشاي، وملاعق السكر».

تويتر