طالبوا باعتماد «التدريب التحويلي» لتأهيل الموظفين لمهام أخرى

خبراء: التحوّل الذكي للحكومات يفرض استراتيجيات بديلة لإعداد الكادر البشري

أفاد مسؤولو موارد بشرية بأن تحول الحكومات لتصبح ذكية يفرض عليها تبني نهج «التدريب التحويلي»، ووضع استراتيجيات جديدة لإعادة تأهيل الأعداد الكبيرة من الموظفين الذين شغلت الروبوتات والتطبيقات الذكية وظائفهم الخدمية من أجل تمكينهم من القيام بمهام أخرى.

وتفصيلاً، أكد مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، الدكتور عبدالرحمن العور، أن الموارد البشرية في المؤسسات مطالبة بتطوير ذاتها، وتبني خطط تدريب نوعية ومستمرة، لمواجهة التسارع نحو الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات، مشدداً على ضرورة تعزيز فرص العمل والتعلم المستمر للموظفين، ووضع الخطط والاستراتيجيات لتنمية قدراتهم وتحقيق تطلعاتهم، والتركيز على تطوير المهارات السلوكية والمهنية.

وطالب وكيل ديوان الخدمة المدنية في الكويت، محمد الرومي، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر الدولي الثامن للموارد البشرية، الذي اختتم فعالياته أول من أمس في دبي، الحكومات بتأهيل أصحاب الوظائف التي تشهد انقراضاً في سوق العمل، بسبب استحواذ الذكاء الاصطناعي عليها، لإكسابهم مهارات جديدة تمكنهم من شغل وظائف أخرى.

وقال إن تغلغل الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، بتخصصاته كافة لن يقضي على وجود العنصر البشري، لأن الإنسان هو الأساس، ولا تستطيع التكنولوجيا أن تعمل بمعزل عنه.

من جهته، أكد المدير العام لمعهد الإدارة العامة في البحرين الدكتور رائد بن شمس، أن الحكومات مطالبة بالعمل على خلق بيئة عمل محفزة، تمكن الموظفين من الإبداع والابتكار، لينعكس ذلك على الإنتاجية في النهاية. كما طالب باستغلال شغف الشباب تجاه بعض التخصصات، ودعم مواهبهم وميولهم، والاستفادة منهم في العمل الحكومي، ليقودوا بدورهم صناعة التغيير، لافتاً إلى أن دور الحكومات لم يعد مقتصراً على توظيف الشباب والخريجين، بل بات عليها فتح آفاق جديدة لهم.

وقال وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون الخدمة المدنية في سلطنة عمان، أحمد الندابي، إن التحول إلى الحكومة الذكية يمثل تحدياً للحكومات، «فخريجو التعليم العالي في عُمان أصبحوا يشكلون 80% من الباحثين عن عمل، والتوظيف الحكومي شبه متوقف».

وأضاف أن الحلول تكمن في تمكين القطاع الخاص من استيعاب مخرجات التعليم العالي، لافتاً إلى أن سلطنة عمان تضم أكثر من مليون مقيم، منهم 90% من دول آسيا، مقابل نحو ثلاثة ملايين مواطن.

ولفت الندابي إلى «تخصصات لا يوجد لها وظائف، ووظائف لا يوجد لها خريجون، ومن النوع الأول التخصصات الإنسانية والاجتماعية، فلا وظائف لها، لأن الجهات أصبحت تميل أكثر إلى الوظائف التخصصية».

وعن الاستفادة من الكوادر التي أوشكت على التقاعد، أوضح الندابي أن التدريب التحويلي في حق هذه الفئة يمكن أن يكون بالنسبة لصغار السن فيهم، أما كبار السن، فالأفضل التقاعد المبكر لهم، وضخ دماء جديدة، والاستفادة من ذوي الخبرة صغار السن عن طريق ابتعاثهم إلى الخارج وإكسابهم المهارات المطلوبة.

وكشف الندابي أن الوظائف التي يمكن أن تظهر بعد 20 عاماً ستكون في تقنية المعلومات والأنظمة الذكية والذكاء الاصطناعي والمهن الفنية والمهنية، وفي المقابل ستتلاشى الوظائف الاكاديمية والإنسانية والاجتماعية.

بدوره، أكد رئيس ديوان الخدمة المدنية في مملكة البحرين، أحمد الزايد، أن تحقيق رضا المواطنين والمقيمين هو الطريق لرقي المجتمعات والحضارات، وأن السنوات المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة ومتسارعة في أسواق العمل في دول مجلس التعاون، وتحديداً من خلال ظهور وظائف جديدة ومستحدثة، إضافة إلى غياب أو قلة الإقبال على وظائف أخرى.

تويتر