رئيس كوريا الجنوبية: «براكة» يؤسس لمرحلة جديدة من الاعتماد على الطاقة النظيفة

انطلقت في دبي أمس، أعمال «منتدى الأعمال الإماراتي الكوري»، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، أمس، بحضور رئيس كوريا الجنوبية، مون جي إن، الذي دعا المستثمرين الإماراتيين إلى الاستفادة من الخبرات الكورية وفرص الأعمال المتنوعة في كوريا الجنوبية، معتبراً دولة الإمارات الشريك الاستراتيجي لبلاده في الشرق الأوسط.

وأكد الرئيس الكوري أن مشروع «براكة» للطاقة النووية السلمية، يؤسس لمرحلة جديدة من الاعتماد على الطاقة النظيفة.

شراكة طويلة

وتفصيلاً، قال رئيس كوريا الجنوبية، مون جي إن، إن مشروع «براكة» الذي يعد الأول من نوعه عالمياً، سيشكل نواة لمزيد من التعاون والشراكة طويلة المدى مع دولة الإمارات، كما أنه يؤسس لمرحلة جديدة من الاعتماد على الطاقة النظيفة، مؤكداً أهمية أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التعاون، لاسيما في مجال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.

ودعا الرئيس الكوري، خلال كلمة له في افتتاح «منتدى الأعمال الإماراتي الكوري» الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، أمس، المستثمرين الإماراتيين، إلى الاستفادة من الخبرات الكورية في قطاعات اقتصادية رئيسة، وفرص الأعمال المتنوعة في كوريا الجنوبية، معتبراً دولة الإمارات الشريك الاستراتيجي لبلاده في الشرق الأوسط.

وأكد أن دولة الإمارات، بفضل رؤيتها الطموحة، أصبحت منارة للشرق الأوسط، ومركزاً عالمياً في جميع المجالات، كما تمكنت بفضل موقعها الاستراتيجي وما تمتلكه من إمكانات من أن تشكل حلقة وصل بين دول العالم.

وأضاف أن هناك مجالات تعاون كثيرة بين الدولتين، لافتاً إلى أن «الطاقة» من أهم القطاعات التي تشهد تعاوناً وثيقاً بين البلدين. وقال إن «إكسبو 2020 دبي» يشكل فرصة مهمة لكوريا الجنوبية، لمشاركة رؤيتها مع زواره والمشاركين فيه من دول العالم.

شريك تجاري

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة دبي، ماجد سيف الغرير، أن كوريا الجنوبية تحتل المرتبة 15 على لائحة الشركاء التجاريين لدبي، إذ بلغ التبادل التجاري غير النفطي بين الجانبين خلال عام 2016 نحو 25.3 مليار درهم، بنسبة نمو بلغت 34% مقارنة بعام 2010، الذي بلغت فيه قيمة التجارة البينية نحو 18.9 مليار درهم.

ولفت إلى أن تجارة دبي غير النفطية مع كوريا الجنوبية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2017 بلغت نحو 21.2 مليار درهم.

وأكد الغرير أن كوريا رائدة في قطاع الخدمات وتقنية المعلومات والصناعة بمختلف فئاتها، في وقت تعتبر دبي بوابة للصناعات والمنتجات والخبرات الكورية إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها إلى الأسواق الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.

وقال إن دبي تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خطت خطوات مهمة نحو المستقبل المبني على اقتصاد قوي قائم على المعرفة والاستدامة والخدمات الذكية.

قواسم مشتركة

من جانبه، أشار المدير العام لـ«غرفة دبي»، حمد بوعميم، إلى وجود قواسم مشتركة يمكن البناء عليها بين دبي وكوريا الجنوبية، يمكن أن تعزز التعاون المشترك، أبرزها الموقع الاستراتيجي التجاري لدبي بين الشرق والغرب، وجودة الصادرات الكورية، خصوصاً في مجال تقنية المعلومات والأجهزة الإلكترونية والكهربائية.

وأضاف بوعميم أن هناك تشابهاً كبيراً في اقتصاد البلدين، الذي يعتمد على الابتكار، فضلاً عن وجود إمكانات لاستكشاف فرص لتعاون تجاري في مجالات كثيرة، أهمها تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، وفرص إقامة مشروعات مشتركة تتعلق بإنتاج السفن والخدمات اللوجستية متعددة الوسائط، وقطاع البناء.

وذكر أن كوريا الجنوبية سوق مصدر رئيس للمنتجات الكهربائية والإلكترونية والآلات التي يتم إعادة تصديرها من خلال دبي إلى أسواق أخرى في المنطقة يأتي في مقدمتها السوق السعودية.

فرص للمستثمرين

في السياق نفسه، قال مدير إدارة التعاون الدولي في معهد التجارة والاقتصاد الصناعي بكوريا الجنوبية، جو دونغ جو، إن كوريا الجنوبية تزخر بالفرص للمستثمرين الأفراد أو للصناديق السيادية الخليجية، بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متقدمة للغاية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وتوافر كوادر بشرية مؤهلة ومتدربة.

أما رئيسة مجموعة كوريا الجنوبية لدى شركة «التميمي ومشاركوه»، لي جونج يون، فقالت إن الشركات الكورية ترى في دولة الإمارات الموقع المثالي والبيئة المناسبة للعمل والانطلاق نحو أسواق المنطقة للتوسع وفتح أسواق جديدة لها.

وأكدت أن الاهتمام الكوري الكبير بالمشاركة في «إكسبو 2020 دبي» يعكس مدى حرص الحكومة الكورية على إنجاح الحدث الضخم الذي تستضيفه دبي.