يقضي على بكتيريا نافعة ويُضعف مناعة الإنسان

«الاستحمام الخشن» نظافة تجلب الأمراض

صورة

«الاستحمام الخشن»، توصيف للإفراط في فرك الجلد أثناء الاستحمام، الذي يحرص عليه البعض ظناً أن ذلك يحقق مزيداً من النظافة الشخصية، وهو ما حذر منه أطباء مختصون، لأنه يقضي على أنواع من البكتيريا النافعة بجسم الإنسان، ومن ثم تضعف مناعته وتجعله عرضة لعدد من الأمراض الجلدية.

كما حذروا من ارتياد الحمامات الشعبية، التي تقوم فكرتها على فرك الجلد بشدة، وإزالة طبقة من البشرة، معتقدين أنها أوساخ يجب التخلص منها، في حين أنها من مكونات الجلد الدهنية، التي تعد من أهم وسائل الدفاع ضد الميكروبات والفيروسات الضارة.

استشاري الأمراض الجلدية في جامعة الإمارات، الدكتور إبراهيم كلداري، أوضح أن «الاستحمام الخشن» الذي يقوم على فرك البشرة بشدة أثناء الاستحمام، يفقد جلد الإنسان طبقة كاملة تحتوي على بكتيريا نافعة، إزالتها تؤدي إلى إضعاف المناعة، وتالياً يتعرض الإنسان لكثير من الأمراض الجلدية، أبرزها الحساسية التلامسية، والالتهابات الجلدية، والبقع السمراء، والتمزقات في البشرة.

وجلد الإنسان، وفق كلداري، يعتبر خط الدفاع الأول للجسم من الميكروبات والفيروسات الضارة، لاحتوائه على مليارات من البكتيريا والميكروبات والفيروسات الصديقة، التي تتولى مهمة التصدي للأنواع الضارة، وتحول دون إحداثها أي ضرر بالإنسان، ويعتبر فقدانها بسبب الإفراط في النظافة الشخصية، والفرك الزائد على الحد نافذة للإصابة بالأمراض المختلفة.

«كثير من الأفراد يذهبون إلى الحمامات الشعبية (المغربية والتركية والشامية)، ويتعرضون لأسوأ أنواع الاستحمام من خلال إزالة طبقة كاملة من الجلد، معتقدين أنها أوساخ متراكمة على بشرتهم، في حين أنها تحتوي على مواد دهنية وبكتيريا نافعة، تمثل طبقة حماية لأصحابها»، حسب كلداري، الذي شرح

أن الإنسان لا يحتاج الى أكثر من الاستحمام العادي بالمياه والصابون، دون الإفراط أو المبالغة في استخدام المنظفات الشخصية، التي تقتل بدورها مكونات البشرة النافعة، وتجعل صاحبها عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة.

أما استشاري الأمراض الجلدية رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور أنور الحمادي، فحذر من استخدام الألياف المختلفة في فرك الجلد أثناء الاستحمام، بدعوى النظافة الزائدة، كذلك كثرة استخدام الحمامات المغربية، التي تعتمد على إزالة طبقات من الجلد، وينتج عنها تهيجات وإصابات مختلفة، حسب طبيعة كل بشرة.

«البعض لديه اعتقاد أن استخدام (الليفة) في الاستحمام أمر ضروري لتجديد خلايا الجلد، في حين أن طبيعة البيئة التي نعيش فيها لا تستدعي استخدامها، وتتطلب اللطف في الاستحمام، لكن كثيراً من الناس يعانون هوس النظافة، الذي يدفعهم إلى استخدام المطهرات والمنظفات كلما لمست يده الأجسام المحيطة، الأمر الذي يتحول إلى عادة سيئة، تصيب أصحابها بإكزيما اليدين»، حسبما أكد الحمادي.

وشرح أن البكتيريا الحميدة التي خلقها الله في الجلد، تقوم بمهام دفاعية ضد الكثير من البكتيريا الضارة.

تويتر