شهد ملتقى «أوائل صندوق الوطن».. وكرَّم الداعمين

محمد بن زايد: العطاء نهج راسخ وثابت يعكسه أبناء الإمارات بقيمهم الأصيلة

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن نهج العطاء الذي أرسى دعائمه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، نهج راسخ وثابت، يعكسه أبناء الإمارات بقيمهم الأصيلة في البذل والتعاون والتلاحم والتفاني لأجل خدمة الوطن.

ولي عهد أبوظبي:

- المعنى الكامن في «صندوق الوطن» هو أن كل فرد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه مجتمعه.

- قيم العطاء والتكافل ليست غريبة على مجتمعنا، وإنما هي مترسخة وأصيلة فيه.

جاء ذلك خلال مشاركة سموه في «ملتقى الأوائـل»، الذي ينظمه «صندوق الوطن» لتكريم داعمي الصندوق من الأفراد والمؤسسات، منذ انطلاقه وحتى انتهاء «عام الخير».

حضر الملتقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين، ولفيف من رجال الأعمال.

وقال سموه: «ونحن إذ نكرِّم اليوم أوائل (صندوق الوطن) إنما نكرم فيهم، ومن خلالهم، القدوة الحسنة في البذل والعطاء، والشعور العميق بالمسؤولية المجتمعية، وحب الوطن، والوفاء له، والمواطنة الصالحة والإيجابية»، منوهاً إلى أن حب الوطن ليس بالكلام والشعارات فقط، وإنما بالعطاء والتضحية، هكذا تعلمنا من زايد، رحمه الله.

وذكر سموه أن تكريم أوائل الإمارات في «عام زايد» يحمل دلالة رمزية مهمة، لأن الشيخ زايد، رحمه الله، هو رمز خالد في العطاء والتضحية وحب الوطن والتفاني في خدمته، ومصدر إلهام لكل الذين يريدون الخير والتقدم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطالما استمرت هذه القيم في مجتمعنا، فنحن بخير، ونسير على الطريق الصحيح.

«واحة صندوق الوطن للابتكار»

يعكف صندوق الوطن على إنشاء «واحة صندوق الوطن للابتكار»، تحت مظلة مركز خليفة للابتكار، على مساحة إجمالية تصل إلى 1200 متر مربع، وقدرة استيعابية تصل إلى نحو 120 من رواد الأعمال. ويهدف المركز، الذي يتم إنشاؤه بالشراكة مع صندوق خليفة، وجامعة خليفة، وشركة مبادلة، وشركة توازن، إلى خلق شركات إماراتية ابتكارية عالمية، على غرار شركة «جوجل»، التي ستوفر عائداً اقتصادياً كبيراً، ووظائف عديدة للشباب الإماراتيين.

وسيعمل المركز على تقديم الدعم للمخترعين الإماراتيين، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى شركات ناجحة، تدعم مسيرة التنمية المستدامة، وذلك من خلال توفير التمويل، وربطهم بشبكة واسعة من المستثمرين، على الصعيدين المحلي والعالمي، إلى جانب صقل مهاراتهم من خلال مجموعة من الدورات التدريبية، وتهيئة البيئة المناسبة، التي تمكنهم من الاستفادة من خدمات الاستشارات القانونية، وغيرها.

مبادرة رواد القصر

تعاون «صندوق الوطن» مع صندوق خليفة في إطلاقه لمبادرة رواد القصر، وهي المبادرة التي تهدف إلى دعم المبتكرين ورواد الأعمال الناشئين. وتلقى البرنامج أكثر من 80 طلباً للمشاركة، تم اختيار 12 منهم لعرض أعمالهم أمام 500 شخص، وذلك بعد تدريبهم وتوفير منصة لهم تمكنهم من الوصول إلى شبكة واسعة من التجار والشركات. وأظهرت النتائج الأولية نسبة رضا عالية عن البرنامج، وأثراً إيجابياً على المشاركين، ويعتزم الصندوق العمل على العديد من البرنامج الأخرى، التي سيتم الإعلان عنها في المستقبل.

وأضاف سموه أن دعم الصندوق يجسد إحساس صاحبه بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، والمعنى الكامن في مبادرة ««صندوق الوطن»» هو أن كل فرد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه مجتمعه، ويمكنه الوفاء بها، بصرف النظر عن إمكاناته أو مجال عمله، لأن خدمة الوطن مجال فسيح يتسع للجميع.

وأشار سموه إلى أن قيم العطاء والتكافل ليست غريبة على مجتمعنا، وإنما هي مترسخة وأصيلة فيه، ويزخر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بنماذج مضيئة من أبناء الوطن، هؤلاء لن تنسى دولة الإمارات العربية المتحدة وقفاتهم، والدور الذي قاموا به، لأن الوطن لا ينسى أبداً أبناءه المخلصين.

وأكد سموه أن مبادرة «صندوق الوطن» تكتسب ريادتها وتميزها من أنها تحوّل المسؤولية المجتمعية إلى ثقافة وعمل مؤسسي منظم، له أهداف محددة، وتؤكد الدور الذي يمكن أن يقوم به رجال الأعمال والقطاع الخاص وأفراد المجتمع في دعم التنمية المستدامة، ومساندة جهود الحكومة في الارتقاء بالوطن، وأن الجميع شركاء في صنع التنمية، وصنع مستقبل دولة الإمارات.

وأضاف سموه أن مجالات عمل «صندوق الوطن» تعكس وعي أصحاب هذه المبادرة والقائمين عليها بطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها الوطن في استعداده لعصر ما بعد النفط، ولذلك يركز الصندوق على الابتكار، وتنمية الموارد البشرية، ودعم البحث العلمي، وهي مجالات أساسية تعمل الدولة عليها لتحقيق التنوع الاقتصادي واستدامة التنمية، بعيداً عن الاعتماد على النفط.

وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتكريم كبار داعمي «صندوق الوطن»، فقد كرّم سموه على مستوى الأفراد الفريق مصبح بن راشد الفتان، وعلى مستوى المؤسسات والشركات كرّم سموه شركة إعمار العقارية، ممثلة برئيس مجلس إدارة الشركة، محمد علي العبار.

وكان الملتقى قد شهد جلسة ضمت رئيس مجلس إدارة «صندوق الوطن»، الفريق ضاحي خلفان تميم، وعضوي الصندوق محمد علي العبار وعيسى محمد السويدي، الذين تحدثوا عن تجربة «صندوق الوطن»، وإسهاماته ومشروعاته ومبادراته المختلفة في إطلاق عدد من المشروعات والبرامج التنموية، وبشكل خاص في دعم مراكز الأبحاث والمبتكرين والمتميزين.

وتحدثت المخترعة الإماراتية، فاطمة الكعبي، عن مشروعاتها وابتكاراتها واختراعاتها، خصوصاً ما يتعلق باختراع الروبوت المدرسي، وطابعة مخصصة للمكفوفين، وغيرها من الاختراعات، إضافة إلى الجوائز التي حصدتها على مستوى العالم، وهي 24 جائزة عالمية، كما حصلت على رخصة تدريب في مجال الاختراع والابتكار، مكّنتها حتى الآن من تدريب 1500 طالب من المواهب الوطنية.

وتحدثت مدير مركز أبحاث التكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، وعضو مجلس علماء الإمارات، الدكتورة حبيبة الصفار، عن الإسهام الكبير لـ«صندوق الوطن» في دعم جهود البحث العلمي والأكاديمي، عبر مركز خليفة للابتكار، والتي تصب في إطار دعم مشروع الجينوم، والأبحاث المرتبطة به، والتي تحمل بصمة إماراتية ستسهم في مساعدة الإنسانية أجمع.

وأوضحت الفوائد الكبيرة لهذا المشروع المهم في مجال تقصي الأمراض الوراثية عند الأشخاص، وتحديد الجينات المسببة لها، للوقاية منها مستقبلاً. بعدها أقيمت جلسة حوارية مع العبار، أدارتها العنود ماضي، تحدث فيها العبار عن قيمة العطاء الإنساني ودوره في المجتمع، مشيراً إلى أن لأبناء الإمارات إسهامات عديدة، سواء من خلال الصندوق أو غيره من القنوات، التي تصب في مصلحة المجتمع والوطن، ونوه إلى أن ما يقدم لرد الجميل للوطن شيء ضئيل، قياساً بما قدمته القيادة الحكيمة للشعب من صحة وتعليم وبنية تحتية وسمعة عالمية نفخر بها جميعاً.

وفي مستهل حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اطلع سموه، من خلال المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة، على أهم البرامج والمشروعات والإنجازات التي حققها «صندوق الوطن»، من خلال أهدافه ورسالته، حيث تلقى منذ تأسيسه إسهامات بقيمة 667 مليون درهم إماراتي، من أصل مليار درهم يسعى الصندوق إلى جمعها بحلول عام 2020، وتوزعت على إسهامات نقدية بقيمة وصلت إلى 485 مليون درهم، وإسهامات عقارية بقيمة 23 مليون درهم، إلى جانب إسهامات بقيمة 159 مليوناً، تلقى الصندوق وعوداً بها على السنوات الخمس المقبلة.

ووصل عدد الجهات المانحة إلى نحو 70 جهة، استحوذت شركة إعمار العقارية على المركز الأول كأكبر المسهمين بقيمة 144 مليون درهم، تشكل ما نسبته 28% من إجمالي الإسهامات، ثم تلتها شركة الدار العقارية بقيمة 48 مليون درهم، بنسبة 9%، ثم بنك الاتحاد الوطني بقيمة 30 مليون درهم، تشكل 6% من الإجمالي، ثم نادي الضباط في أبوظبي بإسهام وصل إلى 25 مليون درهم، تشكل 5% من الإجمالي، ثم «جمعية أبوظبي التعاونية»، والمجموعة الذهبية الدولية، بـ20 مليون درهم لكل منهما.

وحل الفريق مصبح بن راشد الفتان في المرتبة الأولى على صعيد الإسهامات الفردية التي تلقاها «صندوق الوطن»، حيث تبرع بمساهمة بلغت قيمتها 50 مليون درهم، تلاه في المرتبة الثانية نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس لجنة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، أحمد جمعة الزعابي، بمساهمة بلغت قيمتها 12 مليوناً، ثم في المرتبة الثالثة سلطان راشد الظاهري بمساهمة بلغت قيمتها 12 مليوناً، ثم خلف الحبتور وناجي حسن الحارثي في المرتبتين الرابعة والخامسة، بمساهمات بلغت 10 ملايين درهم للفرد الواحد.

وتعرّف سموه على أبرز مبادرات الصندوق، ومنها مبادرة «المبرمج الإماراتي»، التي تهدف إلى إعداد جيل إماراتي قادر على معاصرة التقدم التكنولوجي، وتجهيز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وتستهدف في مرحلتها الأولى تعليم 200 طالب إماراتي تحت سن 14 سنة، من عجمان والعين، علم برمجة الحاسوب، وذلك من خلال دورات تدريبية تقام لمدة 12 أسبوعاً.

وفي المرحلة الثانية يعتزم الصندوق توسعة البرنامج الذي يقام بدعم تقني من جامعة الإمارات، وشركة دارك ماتر، وسيستفيد منه 1000 طالب في أبوظبي، والشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة.

وأطلق «صندوق الوطن»، خلال العام الماضي، أيضاً، منصة «باحث»، التي تهدف إلى تحقيق اختراعات وتكنولوجيات متقدمة محلية، تحرك الابتكار والنمو الاقتصادي، وتزيد من تنافسية الدولة.

واستقطبت المنصة 600 باحث، واستفاد منها حتى الآن أكثر من 20 إماراتياً، في وقت يعتزم الصندوق زيادة هذا العدد ليصل إلى 50 باحثاً إماراتياً خلال العام الجاري.

وتم الاتفاق مع أكثر من 14 مؤسسة أكاديمية رائدة، وخمس شركات خاصة، لدعم المنصة التي من المقرر أن يتم بدء العمل في المرحلة الثانية منها في شهر أبريل.

وأطلق الصندوق برنامج «المبتكر الإماراتي»، لدعم رواد الأعمال المبتكرين في مجال التكنولوجيا، في الشارقة، والإمارات الشمالية، بالتعاون مع مركز شراع، وصندوق خليفة، بهدف الإسهام في صقل المهارات، وتحويل الأفكار إلى مشروعات.

وأظهرت النتائج الأولية نجاح برنامج جسور، وهو البرنامج الذي يهدف إلى تشجيع وتحفيز المواطنين على العمل في القطاع الخاص.

تويتر