سيف بن زايد يطلق مبادرتي «علمني زايد» و«الإمارات أرض التسامح»

«درء المخاطر» يدعو إلى مواجهة التطرف بالوسطية والحوار

سيف بن زايد ونهيان بن مبارك خلال تدشين «الإمارات أرض التسامح». من المصدر

افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، «مؤتمر الإمارات الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر 2018»، تحت عنوان «التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف».

التسامح والعدل والمساواة

تناول العالم والمفكر الإسلامي، الدكتور محمد حبش، وجهة نظر دينية إسلامية، وأكد أن كل الأديان حثت على التسامح والعدل والمساواة ونبذ التفرقة والقبول بالآخر.

وأشار إلى أهمية دور المؤسسات التربوية والمناهج لتعكس هذه النظرة، وغرسها عند النشء، خصوصاً نشر ثقافة قبول الآخر مهما كانت ديانته أو جنسه.

تعزيز التسامح والسعادة

أفاد المدير التنفيذي لمركز هداية، الدكتور مقصود كروز، بأن الدولة تعد مثالاً واضحاً على تبني استراتيجية وطنية، تأخذ بعين الاعتبار تطوير البنية التحتية القانونية لمواجهة التطرف، وأهمية دور التعليم وتعزيز التسامح والسعادة، بجانب مشاركة الشباب، والدور الإيجابي للأسرة والمرأة والثقافة والوسطية الدينية.

وأضاف أن التعامل مع ظاهرة التعصب والكراهية يجب أن يتم في إطار استراتيجية متعددة الأبعاد، تتضافر فيها كل الجهود، بدءاً من الأسرة والمؤسسات المجتمعية والتربوية والمنظمات غير الحكومية، مروراً بالجهود الحكومية، لتحصين الشباب من أفكار التعصب والكراهية. وأكد أن للشباب دوراً كبيراً في مجال تعزيز التسامح، عبر تقديم أفكارهم المبدعة والأفضل لمستقبل متسامح ومبتكر، مؤكداً أن التقارير والدراسات تشير إلى أن التعليم الصحيح أساس مقاومة التطرف.

ودشّن سموه مبادرة «الإمارات أرض التسامح»، التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع الأرشيف الوطني في وزارة شؤون الرئاسة، تقديراً وعرفاناً لما قدمه مؤسّس الدولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودوره في بناء الدولة وتأسيس نهضتها، كما دشن وزير الداخلية مبادرة «علمني_زايد» الرقمية، التي تتيح التعبير الإلكتروني عن حب القائد المؤسّس.

وحضر سموه أولى جلسات المؤتمر، حيث قدم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، ورقة رئيسة بعنوان «الإمارات كنموذج رائد في نشر التسامح وتعزيز ثقافة الحوار»، استعرض فيها جهود الدولة في تعزيز قيم التسامح والمساواة والعدل، وأعلن عن مبادرة «جمعية الإمارات للتسامح».

وأكد أن المؤتمر يوفر قنوات مهمة وفاعلة للحوار وتبادل الآراء والخبرات، حول قضايا الأمن ودرء المخاطر، التي تمسّ جوانب الحياة في العالم كله، مشيراً إلى أن المؤتمر يعرض مقترحات وتوصيات مهمة، تسهم في نشر الأمان والخير والسلام في العالَم، الذي تتداخل فيه الشؤون والمصالح، وأصبح في الواقع قرية عالمية صغيرة.

وأشار إلى المخاطر التي تمثلها ظواهر التطرف والعنف والإرهاب، وتلك التي تهدد السكان الآمنين وتؤدي إلى آثار هدّامة، في بنية المجتمعات البشرية، لافتاً إلى أن هذه الظواهر البغيضة بدرجة أو بأخرى، في معظم بلدان العالم، لا تقتصر على جنسية معينة أو على أتباع دين بعينه أو على سكان منطقة دون غيرها، إذ إن العنف والإرهاب ظاهرتان عالميتان تهددان الأمن والسلام في ربوع العالم كله.

وقال: «نلاحظ أن المتطرفين، والإرهابيين، يلجؤون دائماً، إلى أسباب واهية: سياسية، أو دينية، أو اقتصادية، أو مجتمعية، لتبرير أعمالهم القبيحة»، داعياً المشاركين في المؤتمر إلى الإعلان بكل قوة، أن العالم كلّه، يرفض رفضاً قاطعاً، أن يكون العنف أو الإرهاب، وسيلة لفرض الرأي، أو لإجبار المجتمع والعالم، على الأخذ بوجهات نظر متطرفة، أو اعتماد فكر هدّام غير سويّ، والتركيز على سبل التعاون والعمل المشترك، على مستوى العالم كله، من أجل القضاء على الإرهاب، وتحقيق التقدم والنماء، في المجتمعات البشرية، لتكون دائماً، مجتمعات متسامحة وسعيدة ومتجدّدة».

وأكد وزير التسامح، أن تجربة الإمارات الناجحة هي دليل واضح على أن التعامل الذكي مع ظاهرة التنوع والتعددية في السكان، وانتشار التسامح والتعايش السلمي في المجتمع، يسهم في نجاح الدولة وتحقيق السلام والرخاء في كل ربوعها، وفي الوقت نفسه، نرى أن المجتمعات غير القادرة على التأقلم مع ظاهرة التنوع والتعددية هي مجتمعات تعاني انتشار العنف والتشدد والإرهاب.

وأكد أن الإمارات، باعتبارها مجتمعاً متسامحاً، هي أَكثر قدرة وقوة على التعامل الفعال مع ظواهر التطرف والعنف والإرهاب، وذلك في ظل منظومة متكاملة، تتضمن جهوداً أمنية، وثقافية، واقتصادية، واجتماعية، وتعاوناً وتنسيقاً دولياً أيضاً، ونحن في الإمارات، على قناعة تامّة، بأن المجتمع المتسامح، هو وبالضرورة، مجتمع ناجح، تتوافر فيه الشروط والمواصفات اللازمة، لتحقيق الامتياز والتميز، في جميع مجالات الحياة.

وناقش المؤتمر، الذي تنتهي فعالياته اليوم، المفاهيم والتحديات والاستراتيجيات المتعلقة بمكافحة التطرف، عن طريق اعتماد منهجيات التسامح والوسطية والحوار، للوصول إلى رؤى وتوصيات، تسهم في تجفيف منابعه المختلفة، وبناء جبهة داخلية صلبة ومتماسكة، قادرة على تحصين المجتمع ضد محاولات جماعات التطرف والإرهاب لاختراق نسيجه المتماسك.

ويشارك في المؤتمر مسؤولون حكوميون وصنّاع قرار وسياسات، وأكاديميون وخبراء، وممثلون عن المنظمات الحكومية وغير الحكومية، ويمثل المؤتمر من خلال محاوره النقاشية وجلساته الحوارية وورشه المصاحبة، حلقة وصل ونقطة اتصال وتفاعل بين مختلف الفئات والشرائح من صنّاع قرار وسياسات ومنظمات حكومية وغير حكومية وصولاً إلى الأفراد.

تويتر