نائب رئيس الدولة حضر جلسة «دور الحكومات في بناء رأس المال البشري»

رئيس البنك الدولي: رؤى محمد بن راشد ومحمد بن زايد تغيّر العالم

صورة

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جلسة رئيسة بعنوان «دور الحكومات في بناء رأس المال البشري»، أمس، ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، وتحدث فيها رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم.

مهارات أساسية

أشار رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم، إلى المهارات التي يجب أن يُزوَّد بها الأطفال، والقيم التي يجب أن يتربوا عليها مثل التعاطف والتركيز، ليصبحوا أصحاب أداء أفضل في اقتصاد المستقبل، خصوصاً أننا ــ للمرة الأولى ــ في تاريخنا كجنس بشري، أصبحنا نحسب قيمة رأس المال البشري، الذي يعتمد في تكوينه على ما يحصل عليه الأفراد من تربية وتعليم، وهو ما لا تدركه دول كثيرة، علماً بأن الدول التي حققت أفضل النتائج، مثل دول شرق آسيا، استثمرت في العنصر البشري، ما أدى إلى دعم زيادة نموها، واستعرض جانباً من التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا السياق، مثل سلطنة عمان، وبيرو، وفيتنام.

وأكد كيم، خلال كلمته، أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائدان من أصحاب الرؤى التي تغيّر وجه العالم»، منوهاً بجهود دولة الإمارات واستثمارها في العنصر البشري، وهو الاستثمار الذي يترابط بشكل وثيق مع سياسات تحسين الاقتصاد وجودة الحياة.

وأشاد برؤية القيادة الإماراتية التي تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم، وتحرص على تطوير منظومة متكاملة من المبادرات، التي تدعم الابتكار وريادة الأعمال والعلوم المتقدمة.

حضر الجلسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي.

وتحدّث رئيس البنك الدولي عن دور الحكومات في بناء رأس المال البشري، قائلاً إن «الاستثمار في البشر هو الأهم من بين أنواع الاستثمار الأخرى، وإن أموراً كثيرة ومستجدات طرأت على واقع التكنولوجيا، وثمة أسئلة كثيرة عما إذا كان التنافس سيكون متاحاً أمام الدول الأقل تنمية ودخلاً».

وأشار كيم إلى أن «أسواق العمل ستشهد تغيرات كبيرة، إذ ستكون لدينا فجوة عمالة تقدر بنحو 300 مليون شخص في عام 2050، نتيجة دخول 450 مليون شخص إلى أسواق العمل ومغادرة 150 مليوناً، بينما سيحتاج العالم بحلول عام 2020 إلى 139 مليون وظيفة، تزيد في عام 2030 إلى 180 مليون وظيفة».

65 %

من طلاب المرحلة

الابتدائية، في يومنا

هذا، سيمارسون

وظائف ليست موجودة

اليوم.

وأكد جيم يونغ كيم أن «التحدي لا يقتصر على عدد الوظائف التي يحتاجها العالم بل يشمل جودة الحياة، بعد أن تصبح الإنترنت متاحة لثمانية مليارات شخص»، مشيراً إلى أن «المقارنة لن تكون بين أجر إنسان وآخر، بل بين ما يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت، وتالياً ستزداد الرغبات والآمال وستكون الطموحات كبيرة، لأن ثقافة وطبيعة العمل ستختلفان جذرياً».

واستعرض كيم أمثلة لعدد من الدول التي تحاول توظيف التكنولوجيا لتحسين مستويات المعيشة، كما في رواندا التي تستخدم طائرات بدون طيار، لتوفير بعض الخدمات الطبية، وتحديداً لإيصال أكياس الدم إلى من يحتاجونه في المناطق النائية، موضحاً أن «هذا التقدم في مجال توظيف التكنولوجيا يخلق تحديات ناجمة عن تعطيل وظائف كثيرة، كانت متضمنة في تلك المجالات».

وأضاف أن «دراسات تشير إلى أن 15% من الوظائف الحالية ستختفي مستقبلاً بسبب الأتمتة، في حين أن 65% من طلاب المرحلة الابتدائية في يومنا هذا سيمارسون وظائف ليست موجودة اليوم».

وأشار إلى أن المستقبل سيغير طبيعة التعليم ونوعيته، كما سيغير نمط حياتنا الغذائي، وتطرق إلى دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عن مقاييس النمو المطلوبة، خصوصاً خلال العامين الأولين من العمر، ومشكلة «التقزّم» التي تؤثر في الدماغ، ومستوى الذكاء، مع طرح بعض الإحصاءات عن بعض المناطق التي تعاني سوء تغذية، إذ تبلغ أكثر من 30%، في إندونيسيا والهند وباكستان.

وأوضح كيم أن الأطفال، الذين يعيشون في ظروف غير صحية، لن يكسبوا المال حتى لو توافر لهم التعليم، وأكد أن هذه الظاهرة الصحية قد تتسبب في آثار نفسية خطرة، مثل الإحباط والغضب والخوف والضعف والتطرف والإرهاب، مشدداً على ضرورة التصدي لهذه التحديات، ومعالجة قضية التعليم في عالم يضم 250 مليون طفل يعانون الأمية، ومثلهم لا يحظون بتعليم مدرسي، في حين أن آخرين يتأثر مستوى تحصيلهم بحسب جودة مخرجات التعليم التي تتفاوت بين بلد وآخر، إلى حد أن الفجوة قد تبلغ خمس سنوات بين الطالب الذي وصل إلى الصف 12 في سنغافورة، وزملائه في دول مثل اليمن ومالاوي.

تويتر