أكد بمناسبة «يوم البيئة الوطني الـ21» أن استهلاكها المفرط هدر صريح لحق أبنائنا وأحفادنا

رئيس الدولة: الحفاظ على استدامة مواردنا باب مهم للخير وواجب وطني

أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن «تحسين الأنماط الاستهلاكية والاستفادة من موارد المياه والطاقة والغذاء الثمينة التي حبانا الله بها بشكل سليم، والحفاظ على استدامتها لتنعم بها أجيالنا القادمة، هي باب مهم من أبواب الخير وواجب وطني»، مضيفاً سموه «نتطلع إلى أن يصل المجتمع بكل فئاته وأفراده إلى قناعة راسخة، بأن الاستهلاك المسؤول والرشيد لا يتعارض إطلاقاً مع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي الذي حققناه، بل هو وسيلة تمكننا من انتهاج أسلوب حياة مستدام والاستمرار في تعزيزه، وأن الاستهلاك المفرط للموارد ــ أياً كان نوعها ـ هو هدر صريح لحق أبنائنا وأحفادنا في الاستفادة من هذه الموارد».

جاء ذلك، في كلمة لسموه بمناسبة «يوم البيئة الوطني الـ21» الذي يصادف اليوم.

وتفصيلاً، قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: «نحتفي للعام الـ21 على التوالي بيوم البيئة الوطني، الذي يُعد مناسبة مهمة نجدد من خلالها، حكومة وشعباً، التزامنا الوطني والأخلاقي بالمحافظة على مواردنا الطبيعية وتنميتها، ونستعرض ما حققناه من إنجازات في السنوات الماضية، ونؤكد عزمنا على بذل المزيد من العمل والجهد لتعزيزها وتطويرها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفق رؤية (الإمارات 2021)، وضمان بيئة نظيفة وآمنة تسهم في توفير الرخاء والسعادة لنا جميعاً ولأجيالنا القادمة».

خليفة بن زايد:

• «الشيخ زايد حرص منذ تأسيس الدولة على غرس ثقافة وسلوك حماية البيئة والموارد الطبيعية، في نفوس وعقول أبنائنا».

• «القائد المؤسس وجهنا بأن نأخذ من بيئتنا قدر حاجتنا، وأن نحافظ على توازنها، ونترك فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء».

• «الاستهلاك المسؤول والرشيد لا يتعارض إطلاقاً مع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي».

وأضاف سموه أن «احتفاءنا هذا العام بيوم البيئة الوطني، يتزامن مع (عام زايد) الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، ورجل البيئة الأول الذي حرص منذ تأسيس الدولة على غرس ثقافة وسلوك حماية البيئة والموارد الطبيعية، في نفوس وعقول أبنائنا».

وذكر سموه «تأتي مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجهاتها المستقبلية نحو ضمان الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية، امتداداً لإرث أجدادنا وآبائنا، الذين تعاملوا مع هذه الموارد بحكمة بالغة، وفي مقدمتهم القائد المؤسس، رجل البيئة والإنماء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وجهنا بأن نأخذ من بيئتنا قدر حاجتنا، وأن نحافظ على توازنها، ونترك فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء».

وزاد سموه «تماشياً مع هذا التوجه أولينا الدورة الجديدة ليوم البيئة الوطني، التي تُقام تحت شعار: (الإنتاج والاستهلاك المستدامان)، الذي اعتمدناه خلال دورة 2017 لثلاث سنوات، الكثير من اهتمامنا ورعايتنا، وذلك لتسليط الضوء على مساهمة الممارسات البيئية السليمة، وترشيد استهلاك الموارد في تحقيق الاستدامة».

وتابع سموه أن «تحسين الأنماط الاستهلاكية والاستفادة من موارد المياه والطاقة والغذاء الثمينة التي حبانا الله بها بشكل سليم، والحفاظ على استدامتها لتنعم بها أجيالنا القادمة، هي باب مهم من أبواب الخير وواجب وطني».

وأكمل سموه: «لايزال أمامنا مستقبل حافل بالعمل، وكلنا أمل في أن نتوّج جهودنا بتغييرات كبيرة وجوهرية ليس فقط في مستوى وعي أفراد المجتمع، بل وفي أنماط استهلاكهم للموارد، ونتطلع إلى أن يصل المجتمع بكل فئاته وأفراده إلى قناعة راسخة، بأن الاستهلاك المسؤول والرشيد لا يتعارض إطلاقاً مع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي الذي حققناه، بل هو وسيلة تمكننا من انتهاج أسلوب حياة مستدام والاستمرار في تعزيزه، وأن الاستهلاك المفرط للموارد ــ أياً كان نوعها ـ هو هدر صريح لحق أبنائنا وأحفادنا في الاستفادة من هذه الموارد».

وقال سموه، إن «الدولة بذلت في السنوات السابقة جهوداً كبيرة من أجل المحافظة على مواردها في البر والبحر، فلقد أصدرنا العديد من التشريعات التي تضمن سلامة هذه الموارد واستدامتها، واعتمدنا العديد من الاستراتيجيات الوطنية الطموحة لتحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر يولي البيئة والحفاظ على مواردها اهتماماً كبيراً، وعملنا على تطوير قطاع المياه للمحافظة على المخزون الجوفي وقطاع الزراعة، من خلال تشجيع ودعم المزارعين على اتباع الأنماط الزراعية الحديثة والمناسبة للبيئة والمناخ، وحرصنا على إقامة المزيد من المحميات الطبيعية، وتأسيس برامج لحماية الأنواع المهددة بالانقراض داخل الإمارات وخارجها، ووجهنا باتخاذ التدابير اللازمة كافة للمحافظة على الثروة السمكية والحيوانية».

وأضاف سموه «سنستمر ــ بإذن الله ــ في بذل المزيد من الجهود في هذا الاتجاه للمحافظة على إرثنا الحضاري ومكانتنا الدولية، مستعينين في ذلك بخبرات شبابنا في توظيف أحدث التقنيات والنظم وتطبيق أفضل الممارسات التي نطورها من خلال استراتيجياتنا الوطنية، خصوصاً في مجال الابتكار واستشراف المستقبل».

وجدّد سموه، الدعوة للمؤسسات الحكومية «لبذل المزيد من الجهد من أجل استكمال الأطر التشريعية والمؤسسية، وتنفيذ البرامج التي تحقق الأهداف الوطنية وترفع مستوى وعي أفراد المجتمع، خصوصاً طلاب المدارس والجامعات بمسؤولياتهم وأدوارهم الوطنية والبيئية والإنسانية».

ودعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في الوقت نفسه «القطاع الخاص إلى القيام بدوره المأمول في تحمل مسؤولياته المجتمعية والبيئية، وكذلك أفراد المجتمع كافة عبر اتباع السلوك السليم تجاه البيئة وتبني أنماط استهلاكية رشيدة لمواردها بما يضمن استمرارها».

ووجه سموه، الشكر إلى الجهات والمؤسسات والأفراد كافة على اهتمامهم بالبيئة، وحرصهم على المشاركة الفاعلة في الجهود التي نبذلها لحمايتها واستدامتها، مضيفاً سموه «نحن على ثقة بأن دورة يوم البيئة الوطني الحالية، تُشكل نقطة تحوّل مهمة في تعاملنا مع مواردنا البيئية بقدر أكبر من المسؤولية».

تويتر