أسس مركزاً لتعزيز المفاهيم الإيجابية في المجتمع

لشكري: التحديـــات ساعدتني على توصيل رسالتي في التنمية البشرية

صورة

الخبرة التي اكتسبها عبدالله لشكري خلال السنوات الـ11 الماضية، أثناء عمله في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، والتحديات التي واجهها، والرؤية التي تشكلت لديه، هي ما جعله يقرر فتح مركز خاص تحت مسمى «الإيجابية للتطوير والتدريب»، ليعمل من خلاله على تعزيز المفاهيم الإيجابية في المجتمع.

محطات وتجارب

ذكر مؤسس مركز «الإيجابية للتطوير والتدريب»، عبدالله لشكري، أنه اتجه إلى توثيق سيرة حياته وأهم المحطات فيها، من خلال كتابين، تحت عنوان «روعتك في طاقتك» و«محطات وتجارب واقعية»، نشرهما خلال العام الجاري في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب.

ويحوي الكتابان نصائح تسهم في جعل الإيجابية نهج حياة، وتحويل الصعوبات إلى تحديات صغيرة يمكن الاستفادة منها، إذ سرد فيهما تجارب عاشها في طفولته، استفاد منها خلال مسيرته العلمية. كما أنه يعمل حالياً على تأليف كتاب جديد يلخص تجاربه، يعتزم إطلاقه بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2018.


- جهات كثيرة سارت خلف الأسماء المبهرجة بناءً على مظاهر أصحابها دون النظر إلى سيرهم الذاتية ومؤهلاتهم.

- الإيجابية لا يمكن قصرها على مجال أو مفهوم محدد، فهي تنطبق على كل وجوه الحياة في كل الظروف والأمكنة.

وكما يقول لشكري، فقد أفاد كثيراً من الدروس التي يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يؤكد دوماً ضرورة أن يكون الإنسان إيجابياً، وأن يبذل أقصى ما يمكنه من جهود من أجل إسعاد الآخرين، ومساعدتهم على تطوير أنفسهم وبلوغ ما ينشدونه من طموحات.

وروى لشكري لـ«الإمارات اليوم» قصة تأسيسه مركز «الإيجابية للتطوير والتدريب»، قائلاً إن المركز الذي بدأ منذ عامين ما هو إلا نتاج الخبرات التراكمية والدورات التدريبية خلال 11 عاماً، قضاها في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، ودراسته على يد خبير التنمية البشرية، الدكتور إبراهيم الفقي، رحمه الله، في حقبة التسعينات، خصوصاً أنه حصل على دبلوم البرمجة اللغوية العصبية في ذلك الوقت، وتمكن من تنمية قدراته في مجالات التنمية البشرية.

وأوضح أنه تدرّب في عدد من المراكز في الدولة، واستطاع بناء قدراته الشخصية، لافتاً إلى وضعه منهجاً خاصاً به للإيجابية، في وقت كان فيه هذا المفهوم غير معروف على نطاق واسع في الدولة. كما أنه يحاضر ضمن برنامج الشيخ خليفة لتمكين الطلاب، ومبادرات «أقدر».

وأضاف: «قبل ثلاثة أعوام تقريباً، تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن الإيجابية، وأكد أهمية دورها في تطوير الإنسان والمجتمع. وقد أردت أن أشارك في تعزيز هذا التوجه، لإدراكي قوة تأثيره، وما له من نتائج تنموية، فقررت افتتاح مركز خاص بالتطوير والتدريب الإيجابي»، موضحاً أنه خطط لافتتاح مركز صغير في البداية، حتى يتمكن من تقديم استشارات في التنمية البشرية، فتواصل مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لبدء مشروعه.

وتابع أنه افتتح المركز فعلياً قبل عامين، بفكرة واحدة هي: «أن يكون للشخص هوية إيجابية يمكنه من خلالها مساعدة الآخرين»، مضيفاً أنه يلقي من خلال المركز محاضرات لعدد من الجهات الحكومية والخاصة، إضافة إلى المدارس الحكومية، منها «الإيجابية والسعادة من منظور قائد الإيجابية»، و«القيم الإماراتية»، و«الولاء والقيم»، و«مفاتيح السعادة الزوجية». كما أنه يلقي محاضرات تدريبية شهرياً، يراوح عددها ما بين ثلاث و10 محاضرات.

وأشار لشكري إلى أنه واجه تحديات كثيرة في بداية مشواره، خصوصاً أنه من أوائل المحاضرين في مجال السعادة والإيجابية في الدولة، إذ رأى كثيراً من الجهات تسير خلف أسماء مبهرجة بناءً على مظاهر أصحابها، دون النظر إلى سيرهم الذاتية ومؤهلاتهم، موضحاً أن هذا الأمر أزعجه كثيراً خلال السنوات الماضية «لأن معناه اكتساب معلومات قد تكون غير واضحة وغير دقيقة».

وأكمل أنه لم يحصل على دعم كبير من هذه الجهات، التي تعلي من شأن المظهر لا الجوهر، لذا كان دائماً يعاني قلة الدعم وقلة التشجيع منها، الأمر الذي دفعه إلى تطبيق مفاهيم جديدة في حياته، وهو ما مكنه من النجاح في توصيل رسالته الهادفة إلى التنمية البشرية.

وأكد لشكري أن «الإيجابية لا يمكن تطبيقها في مجال واحد أو بمفهوم واحد، فهي تنطبق على كل وجوه الحياة في كل الظروف والأمكنة، بطرح وأسلوب مختلف يتناسب مع المعوقات التي ينبغي مواجهتها»، موضحاً أنه تعلم في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خصوصاً خلال الأزمة الاقتصادية التي تأثر بها العالم في 2008، لكنه كان دائماً يفكر بإيجابية ولم يهتم بهذه الصعوبات، لأنها مؤقتة وستزول.

وأضاف أنه حاز ست دروع في عدد من البطولات المحلية، منها مسابقة الخطب الارتجالية، والخطب العالمية. كما حصل على شهادة الاعتماد الدولي من رابطة مدربي التنمية البشرية العرب، بمسمى رئيس لجنة التطوير الإيجابي، وشهادة الاعتماد من أكاديمية الجولة للتدريب والتطوير، باسم «استشاري التطوير الإيجابي»، إضافة إلى كونه «سفير السعادة لعام 2017»، وتم اختياره من قبل الرابطة الدولية للإبداع الفكري والفني والثقافي في الدولة.

وقال لشكري إنه يخطط خلال 2019 لإقامة مبنى مستقل لمركز «الإيجابية للتطوير والتدريب»، يقدم دورات تدريبية تخصصية، يهدف إلى تخريج مدربين معتمدين في السعادة والإيجابية.

تويتر