«واحة الإحسان» تهدف إلى فتح أبواب الخير المستدام لجميع أفراد المجتمع مرتكزةً على وقف النخيل. من المصدر

تدشين أول نخلة في «واحة الإحسان»

دشنت بلدية دبي، ومركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف، أول نخلة وقفية في حديقة واحة الإحسان الخيرية للوقف الجماعي، تماشياً مع توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بإعلان عام 2017 عاماً للخير، ودعماً لمفهوم الوقف المبتكر، الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

منهجية مبتكرة

بدأت بلدية دبي بتنفيذ مشروع حديقة واحة الإحسان الخيرية للوقف الجماعي، بكلفة 10 ملايين درهم، بالتنسيق مع مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، حيث تتم زراعة الحديقة بمنهجية مبتكرة مبنية على التعهيد الجماعي، وستتاح الفرصة للأفراد - ولأول مرة - المشاركة في إنشاء الحديقة، من خلال تبرعهم بأشجار النخيل، لتكون وقفاً خيرياً باسم مجتمع الإمارات يعود ريع ثماره إلى المحتاجين.

وقال مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه: «الجميع يعرف أن دبي رائدة في الابتكار في المجالات المختلفة، وستكون (واحة الإحسان) أول حديقة خيرية للوقف الجماعي في العالم، لتكون وقفاً مستداماً باسم مجتمع الإمارات، وشاهداً على أعمال الخير الراسخة في الإمارات».

وتتبنى منهجية الحديقة الجديدة مفهوم التعهيد الجماعي، وهو مفهوم تم استخدامه بنجاح في كثير من المشروعات الاقتصادية، حيث يسهم أفراد المجتمع في تمويل المشروعات الاقتصادية بنسب صغيرة.

وتهدف «واحة الإحسان» إلى فتح أبواب الخير المستدام لجميع أفراد المجتمع، مرتكزةً على وقف النخيل، الذي يعدّ إحدى العادات المجتمعية الراسخة، التي تصب في عمل الخير، ويعود أقدم صك لوقف النخيل إلى ما يزيد على 125 عاماً، وهو صك لوقف النخيل في منطقة حتا، الذي يستخدم ريعه للمحتاجين. وتعمل الحديقة الجديدة على إعادة إحياء وقف النخيل، ولكن بمفهوم جماعي، يتيح عمل الخير لجميع أفراد المجتمع. وتقع «واحة الإحسان» على مساحة 15 هكتاراً بجانب حديقة مشرف في دبي، ومن المتوقع أن يصل إنتاجها إلى 150 طناً من الرطب سنوياً. وستعلن بلدية دبي عن فتح باب تلقي تبرعات وقف النخيل للحديقة فور الانتهاء من البنية التحتية لها خلال الفترة المقبلة، كما سيتم الإعلان عن الاشتراطات الواجب توافرها في كل نخلة وقفية، وذلك لضمان جودة الإنتاج الوقفي لـ«واحة الإحسان». وسيضم المشروع: موقف سيارات يتسع لـ200 سيارة، وموقف حافلات، ومبنى رئيساً يبلغ 320 متراً مربعاً، ومدخلاً رئيساً للمشروع، ومنطقة فعاليات، وساحة البلازا بمساحة 2000 متر مربع، ومنطقة الأفلاج، وممراً رئيساً. وأشار لوتاه إلى أنه «سيتم انتخاب أشجار النخيل من صنف جيد ومعروف، يمتاز بغزارة إنتاجه، وسرعة نموه، ويجب أن تكون الأشجار ناضجة وجيدة التكوين وذات مجموع جذري جيد، وطول جذعها من 0.5 -1 متر، وأن تكون من الأصناف المنتشرة في المنطقة التي تزرع فيها، وذلك حتى نضمن تجانس النمو، وعلى الأفراد التبرع بأصناف معروفة، مثل الأصناف المبكرة (النغال) والمتوسطة (الخلاص، الخنيزي، البرحي) والمتأخرة (الهلالي)».

وقال الأمين العام لمركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، الدكتور حمد الحمادي: «نعمل في المركز على الخروج بمبادرات مبتكرة، تتيح لجميع أفراد المجتمع المشاركة في أعمال الوقف»، مشيرا إلى أن «الحديقة الوقفية، وهي الأولى عالمياً بأسلوبها وفكرتها، ستكون علامة بارزة تؤكد أن مجتمع الإمارات هو مجتمع يتبنى الخير في جميع المجالات».

الأكثر مشاركة