توج أبطال تحدي القراءة العربي في دورته الثانية.. وأعلن تحويل التحدي إلى العالمية

محمـد بن راشــد: نحن أقــويـاء بالعلم والشباب واجتماع العرب على مشروعات حضارية

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «تحدي القراءة العربي لا يخص دولة معينة، بل يخص كل عربي حريص على لغته وعلى مستقبل أبنائه»، مضيفاً: «نحن أقوياء بالعلم والمعرفة، وأقوياء بالشباب العربي الذي يدرك أهمية القراءة، وأقوياء باجتماع العرب على مشروعات حضارية كتحدي القراءة العربي».

نائب رئيس الدولة:

«تحدي القراءة العربي أظهر لنا شغف أبنائنا بالمعرفة، وأن أمة اقرأ، تقرأ فعلياً».

«هؤلاء الشباب هم سيبنون مستقبل الأوطان، ويواصلون رحلة البناء على أساس معرفي متين».

«الفائز الحقيقي اليوم هو الوطن العربي، والشباب العربي المتسلح بقوة المعرفة والكتاب».

إعجاب الحضور

نالت عفاف شريف الفائزة بلقب «بطل تحدي القراءة العربي»، في دورته الثانية إعجاب الحضور في الحفل، من خلال الإجابة عن سؤال لجنة التحكيم النهائي بصورة عكست تمكناً وثقة بالنفس، وقدرة على التعبير عن أفكارها بوضوح، متحدثة عن قيمة القراءة، وكيف أنها تشكل بالنسبة لها حياة للعقل والروح، كما أكدت أنها بفضل القراءة أصبحت أكثر قدرة على الفهم والتحليل، لتحصد بذلك أعلى نسبة تصويت من جمهور القاعة، عززها تقييم لجنة التحكيم له الذي جاءت متوافقة مع اختيار الجمهور.

وأظهر المتنافسون الباقون حضوراً مميزاً، فقدمت الطالبة حفصة الظنحاني من الإمارات أداء مميزاً، مؤكدة أن القراءة بالنسبة لها شغف وحب وجمال، وأن القراءة هي الطريق إلى المستقبل وبناء شخصية الإنسان. كما فاجأت شذا الطويرقي (من السعودية) الحضور ولجنة التحكيم بعفويتها، خصوصاً حينما تحدثت عن إعجابها بكتاب «تأملات في السعادة والإيجابية»، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مرددة عدداً من المقولات فيه ببراعة لافتة.

إلى ذلك، أظهر شريف مصطفى (من مصر) قوة في الشخصية، متحدثاً عن التأثير البالغ الذي تركه تحدي القراءة العربي في حياته، مؤكداً أنه أصبح إنساناً منتجاً، وأكثر تفهماً لمشاعر الناس، وحريصاً على التمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية، أما الطالبة بشرى ميسوم (من الجزائر)، فتحدثت عن دور القراءة في تعزيز الثقة بالنفس، وصوغ آرائنا وبناء وعينا بطريقة معبرة.

اختبارات نهائية

كان الطلبة الخمسة قد بلغوا المراكز الأولى في التصفيات النهائية، التي عقدت في دبي، والتي خضع خلالها أوائل تحدي القراءة العربي من مختلف الدول المشاركة، لاختبارات نهائية على مدى يومين. وطرحت لجنة التحكيم في حفل تتويج أبطال التحدي أسئلة عدة على الطلبة المتأهلين، وسط تفاعل الجمهور داخل القاعة مع إجاباتهم. وتألفت اللجنة من كل من: الكاتب الإماراتي بلال البدور، والكاتبة والإعلامية السعودية بدرية البشر، وحنان الحرب الحائزة جائزة أفضل معلم في العالم عام 2016.

وتوج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الطالبة عفاف شريف (من فلسطين)، بطلة لتحدي القراءة العربي في دورته الثانية في حفل حاشد بدبي.

كما كرم سموه «مدارس الإيمان» من البحرين، التي نالت لقب «المدرسة الأولى» في تحدي القراءة العربي، وفازت بجائزة المليون دولار، فيما منح سموه الدكتورة حورية الظل (من المغرب) جائزة «المشرف المتميز» في التحدي، بعد منافسة قرائية ومعرفية شهدت مشاركة الملايين من الطلبة العرب، كما شهدت متابعة ودعم وتشجيع الملايين من الناس في مختلف أنحاء الوطن العربي، خلال العام الجاري.

حضر الحفل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية محمد بن عبدالله القرقاوي.

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ختام الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي، عن تحويل التحدي للعالمية، موجهاً سموه الدعوة بالقول: «ندعو الجاليات العربية في المهجر وفي كل بقعة من العالم، للانضمام لمسيرة القراءة وإحياء الكتاب العربي»، مؤكداً: «نريد أن نجمع كل العرب من كل العالم على تحدي القراءة العربي».

وقال سموه: «تحدي القراءة العربي أظهر لنا شغف أبنائنا بالمعرفة، وأن أمة اقرأ تقرأ فعلياً»، لافتاً إلى أن «هؤلاء الشباب هم الذين سيبنون مستقبل الأوطان، وهم الذين سيواصلون رحلة البناء على أساس معرفي أصيل ومتين»، مشيداً سموه بالنتائج بالقول: «فخور وسعيد ومتفائل بالنجاح الذي حققه تحدي القراءة العربي»، وقال: «عندما يجتمع أكثر من سبعة ملايين مشارك في مشروع عربي واحد، نعرف أننا في الطريق الحضاري الصحيح»، مضيفاً سموه: «الفائز الحقيقي اليوم هو الوطن العربي، والشباب العربي المتسلح بقوة المعرفة والكتاب».

وأكد سموه: «هناك قوة في الحرف والكتاب، وقوة في كلمة اقرأ التي بدأ بها التنزيل، قوة تصنع الحضارة»، مشيراً إلى أن «التسامح والانفتاح والوعي والاتزان في الفكر، والعمل يبدأ من الكتاب».

ولفت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن «تحدي القراءة العربي هو جزء من منظومة معرفية وحضارية ضمن مبادراتنا، ويستفيد من هذه المنظومة أكثر من 10 ملايين إنسان سنوياً».

وفازت الطالبة عفاف شريف (فلسطين) بالمركز الأول، من بين المتأهلين الخمسة للنهائيات، حيث نالت جائزة مالية مقدارها 150 ألف دولار، منتزعة لقب البطولة المعرفية الأكبر عربياً من كل من شريف مصطفى (مصر)، الذي جاء في الترتيب الثاني، وحفصة الظنحاني (الإمارات) التي احتلت المركز الثالث، وشذا الطويرقي (السعودية)، التي جاءت في الترتيب الرابع، تلتها بشرى ميسوم (الجزائر) في المركز الخامس.

وفازت «مدارس الإيمان - قسم البنات» من البحرين بلقب «المدرسة الأولى عربياً» وبمكافأة مليون دولار أميركي، متفوقة بذلك على «مدارس الحصاد التربوي» (الأردن)، التي حلت ثانية؛ و«مدارس الإمارات الوطنية» التي جاءت في الترتيب الثالث.

واستطاعت «مدارس الإيمان» أن تتميز خلال مسيرة التحدي، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات القرائية والمعرفية المتميزة، التي انخرطت فيها جميع الطالبات، إلى جانب إشراك المعلمات وأولياء الأمور ومختلف قطاعات المجتمع المحلي. ومن الأنشطة اللافتة، التي قامت بها المدرسة على مدار العام الدراسي تنظيم رحلات للطالبات المشاركات في التحدي إلى معارض الكتب، وعقد محاضرات دورية عن القراءة في المدرسة، تمت فيها استضافة عدد من الكتاب.

من جانبها، تميزت «مدارس الحصاد التربوي»، من خلال تصميم برنامج يغطي مختلف جوانب تحدي القراءة العربي.

وتبنت مدارس الإمارات الوطنية مشروع تحدي القراءة العربي كنهج متكامل، جنباً إلى جنب مع منظومتها التعليمية، مع وضع خطة متكاملة لضمان تحقيق طلبتها نتائج متميزة، من خلال إعداد مبادرات وفعاليات ومسابقات قرائية وثقافية متنوعة، لتحويل القراءة إلى ممارسة يومية للطلبة.

وكانت ست مدارس نجحت في بلوغ التصفيات النهائية للتحدي؛ فإلى جانب المدارس الثلاث التي احتلت المراكز الأولى، تنافست في النهائيات «مدرسة حسن أبوبكر الرسمية المتكاملة للغات» (مصر)، و«مدرسة بنات عرابة الأساسية» (فلسطين)، و«ثانوية عبدالحميد دار عبيد» (من الجزائر)، حيث قدمت هذه المدارس، من خلال أنشطتها وبرامجها الطلابية والمجتمعية، نموذجاً للبيئة التعليمية الجاذبة.

وأسهم الجمهور في اختيار المدرسة المتميزة في تحدي القراءة العربي، من بين المدارس الست التي بلغت النهائيات، من خلال التصويت الإلكتروني على موقع التحدي، قبل أسبوع من الحفل، وتفاعل أربعة ملايين شخص مع الحملة.. وتم احتساب تصويت الجمهور مع نتائج لجنة التحكيم المعنية بتقييم المدارس.

ونالت المشرفة الدكتورة حورية الظل (المغرب) جائزة «المشرفة المتميزة»، ومكافأة مالية 100 ألف دولار، وهي المرة الأولى التي يتم فيها منح هذه الجائزة، تقديراً لجهود المشرفين والمنسقين، من معلمي ومعلمات المدارس، في توجيه الطلبة ومساندتهم ومتابعتهم طيلة مراحل التحدي.

وشهد الحفل، الذي قدمه الإعلاميان مصطفى الآغا وبروين حبيب، حضور 2000 شخص، وشارك فيه الفنان المبدع حسين الجسمي، وقيصر الغناء العربي كاظم الساهر، والفنانة عبير نعمة.

وبلغ إجمالي جوائز تحدي القراءة العربي هذا العام ثلاثة ملايين دولار؛ وتم تكريم جميع الطلبة الذين وصلوا إلى نهائيات التحدي، فضلاً عن تكريم أوائل الطلبة المشاركين في التحدي على مستوى دولهم.


شهيدة القراءة

شهد الحفل، الذي استضافته «أوبرا دبي»، تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أسرة الطالبة الجزائرية فاطمة غولام (17 عاماً)، شهيدة القراءة، كما وصفها سموه حيث قلد سموه ذويها ميدالية الشرف. وكانت فاطمة قد تعرضت، في أبريل الماضي، لحادث أليم أودى بحياتها، بينما كانت في الطريق من بلدتها التي تبعد نحو 1800 كيلومتر عن العاصمة الجزائر، للمشاركة في التصفيات النهائية من تحدي القراءة العربي، على مستوى بلدها، ليتوقف حلمها قبل أن تواصله، وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أول المعزين في فاطمة، موجهاً سموه بتجهيز 10 مكتبات تحمل اسم الفقيدة. وأهدى والدا الشهيدة سموه دفتر مذكرات ابنتهما الذي كتبت فيه مجموعة من خواطرها وأفكارها، وهو ما بات من أغلى الأشياء التي تركتها فاطمة بعد رحيلها.

 

تويتر