زوجة الشهيد «أبوبكر»: كل قطرة دم تشهد على ولائه لوطنه وقيادته

عمار النعيمي: إمارات الحق والخير لن تنسى تضحيات شهدائها

صورة

أدى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، في مسجد الشيخ زايد بعجمان، عقب صلاة المغرب، أمس، صلاة الجنازة على جثمان شهيد الوطن، الوكيل سمير محمد مراد أبوبكر، أحد أبناء القوات المسلحة البواسل، الذي استشهد مع رفاقه أثناء تأديتهم مهمتهم الاعتيادية في محافظة شبوة باليمن، بعد تعرض طائرتهم المروحية لخلل فني أدى إلى هبوطها اضطرارياً وارتطامها بالأرض، وذلك في إطار عملية «إعادة الأمل»، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن.

وقدّم سموه تعازيه لأسرة الشهيد الذي قدم، مع عدد من زملائه، حياته ثمناً لرفعة وحماية تراب الإمارات، مؤكداً أنهم ضربوا أروع الأمثلة في التضحية بدمائهم وأرواحهم لتبقى الإمارات وطن العزة والكرامة.

وأعرب سموه، عن فخره واعتزازه بما قدمه شهداؤنا البواسل في سبيل نصرة الشرعية، والوقوف إلى جانب الشقيق، مشيراً إلى أن إمارات الحق والخير لن تنسى تضحياتهم، وستبقى أسماؤهم راسخة في ذاكرة كل مواطن.

ودعا الجميع المولى، عز وجل، أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

إلى ذلك، استقبلت عائلة الشهيد نبأ استشهاد ابنها البار أثناء أدائه واجبه الوطني، ضمن عملية «إعادة الأمل» في اليمن، بنفوس راضية، وقلوب مطمئنة.

وقالت زوجة الشهيد إنها لن تحزن على رحيل زوجها، لأنها تدرك أنه حي عند ربه، مضيفة أن «كل قطرة دم نزفت من جسده، تشهد على صدق ولائه لوطنه وقيادته»، وأنه «كان يأمل أن يرى ابنه شهاب يكبر، حتى يلقنه محبة الوطن، كما تلقاها هو من والده».

وكانت طائرة مروحية تقل سمير، مع عدد من المجندين، قد تعرضت لخلل فني أثناء أدائها مهمة اعتيادية في محافظة شبوة، ما أدى إلى هبوطها اضطرارياً، وارتطامها بالأرض.

وبدا على أسرة الشهيد الصبر والصمود أمام نبأ استشهاد سمير، إذ قالت والدته: «ابني سيوارى الثرى اليوم، وهو راضٍ عما قدمه، كان يتمنى دائماً في كل مهمة عسكرية له أن يلحق بركب الشهداء الأبرار، فأكرمه الله وأعطاه ما أراد، فكيف لي أن أحزن».

وأضافت والدته: «في آخر لقاء لي مع ابني، قبل نحو أسبوعين، ربت على كتفي، وأنا أودعه عند باب المنزل، ورجاني أن أعود إلى سريري سريعاً بحكم مرضي، وحتى لا أبقى طويلاً تحت أشعة الشمس الحارقة».

وأشارت إلى أن ترتيب الشهيد هو العاشر بين إخوته، البالغ عددهم 17 ذكراً و11 أنثى، من أربع زوجات. ولفتت إلى أنه كان باراً بها وبوالده، مجيباً لكل ما تأمره به، مرحاً، وصاحب ضحكة صادقة، ما جعله محبوباً من الجميع، مضيفة: «أسعده الله في جنته، كما أسعدنا في حياته».

وقالت زوجة الشهيد (أم شهاب)، إن سمير كان يترقب ابنه شهاب، الذي يبلغ عاماً واحداً، منتظراً أن يتعلم النطق ليلقنه العبارات الوطنية التي يرددها هو دائماً، إلا أنه رحل قبل أن يسمعها. وأكدت أنها ستكون حريصة على أن تكمل ما بدأه والد زوجها معه في طفولته، مشيرة إلى أنها لن تتوانى في ترسيخ قيم حب الوطن في نفس ابنها. وذكرت أن «سمير كان سيعود من مهمته العسكرية بعد أسبوع، إلا أن الله اختاره شهيداً مع رفاقه قبل أن يحين موعد عودته، فلا حزن على شهيد خدم وطنه في كل نفس كان يتنفسه، ولا دموع على من كانت روحه معلقة بكل مهمة عسكرية كان يؤديها، ولا حزن على من تشهد قطرات دمه على حبه وولائه لوطنه وقيادته».

وقال سليمان محمد مراد أبوبكر، وهو شقيق الشهيد، إن سمير التحق بالخدمة العسكرية قبل 13 عاماً، وقد اختار أن يكون مع ركب البواسل في عملية «إعادة الأمل»، في اليمن الشقيق، فاختاره الله شهيداً، مضيفاً أن شقيقه رفع رأس كل فرد في عائلته.

تويتر