المستشار الأسري

صورة

• تشكو أمّ من عدم برّ ابنها لها حتى خلال شهر رمضان، إذ لم يقم بزيارتها أو مشاركتها الإفطار.

-- يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن هذا الشهر الفضيل تتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وشهر رمضان فرصة عظيمة وغنيمة كبيرة ومساحة واسعة للمنافسة على فعل الخيرات، والأم بحاجة في هذا الشهر الفضيل إلى أن تجد أبناءها بجوارها، تقرّ عينها بهم، وتأنس برؤيتهم، وتزيد فرحتها وسعادتها عندما تجد البسمة والفرحة في قلوب أبنائها.

ورمضان روضة نشتمّ فيه رياحين الخير، وتنضج فيه أزهار الود وصلة الأرحام، وفرحة أي أمّ عند الإفطار لا تكتمل إلا بوجود أبنائها وأحفادها حول مائدتها ومشاركتها فرحة الإفطار، وهي فرحة عامة عند كل صائم أن يجد من يشاركه إفطاره، فما بالنا بهذه الأم، في مثل هذه اللحظات التي لم تجد أحداً من أبنائها يشاركها إفطارها، تحبس دمعتها وتكظم ألمها وتحاول أن تصرف عن نفسها الضيق.

ولو علم الأبناء بأن قربهم من آبائهم وأمهاتهم، خصوصاً في هذا الشهر الفضيل، سيكون سبباً في إدخال السعادة إلى نفسيهما، فوجب عليهم ألا يفطروا إلا معهما، ويقال في الأثر، إن برّ الأم ومشاركتها فرحتها، وإدخال السعادة إلى قلبها، حتى تشعر بالهدوء والطمأنينة والراحة، لحظة ثمينة، قد تكون عند الله أفضل من قيام الليل أو أداء كثير من النوافل، وتكون سبباً في دخول العبد الجنة.

وإذا كانت أجسادنا في حاجة إلى الماء والغذاء والهواء، فالأم حاجتها أعظم إلى اللمسة الحانية من قبل أبنائها، والنظرة المليئة بالرحمة، والزيارة الدائمة من الأبناء، ولا أبالغ إن قلت إن على الأبناء زيارة أمهاتهم مرة في الصباح ومثلها في المساء وثالثة قبل النوم، فما بال الذي هجر أمه أو أبيه، سنة أو سنتين، وماذا يرجو هذا الابن من الخير أو البركة، وهو قاطع رحم والديه، خصوصاً في شهر رمضان، فلا تكن أيها الابن وأيتها الابنة من العاقين للوالدين.

المستشار الأسري

تويتر