بدأ تجارته بصفحة على «إنستغرام» وأســـس محلاً في الشارقة

سيارة كلاسيـــــــكية تقود «الشيبة» إلى عالم التحـــــف القديمة

صورة

«سيارة كلاسيكية» كانت بداية تحول حياة سعود الشيبة، إذ فتحت له باب اقتناء التحف القديمة الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ما جعله يبحث عن هذه التحف خلال أسفاره إلى مختلف دول العالم، وعبر الإنترنت، ليزيد من مجموعته الخاصة، التي عرضها في ما بعد، لتبدأ رحلته التجارية في بيع التحف النادرة والقديمة، من خلال محله (عكاس) للهدايا والتحف.

وروى الشيبة قصة تعلقه بالسلع القديمة والكلاسيكية، لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «الهواية بدأت معي عندما شاهدت سيارة كلاسيكية من طراز (شيفروليه إمبالا)، تم تصنيعها في عام 1973، وأعجبت بها، وبعد شرائها حاولت البحث عن مستلزماتها الأصلية، إذ لم أكن أريد الاعتماد على مستلزمات جديدة، لذا بحثت عن الأشياء القديمة التي كانت تستخدم في سنة تصنيعها».

وأضاف: «خلال رحلة البحث عن مستلزمات السيارة، وجدت أشياء أخرى تصنف على أنها تحف قديمة، ومنها الكاميرات بمختلف أنواعها وأشكالها، نظراً لأنني من محبي مجال التصوير، ومن بين الكاميرات التي اقتنيتها ما يعود عام تصنيعها إلى القرن الماضي».

وتابع: «مع الوقت وصل عدد الكاميرات القديمة التي أقتنيها إلى 130 كاميرا، استخدمت بعضها، والبعض الآخر حافظت عليه في زاوية خاصة». وأكمل الشيبة «في بادئ الأمر اعترضت والدتي على هوايتي الجديدة، نظراً لأنها كانت تأخذ جل وقتي، وأيضاً لأنني أنفق مبالغ طائلة لاقتناء أشياء تخلص منها أصحابها لقدمها».

وثائق الاتحاد

قال صاحب محل «عكاس» للتحف والهدايا، سعود الشيبة، إن «أفضل قطعة اقتناها هي نسخ طبق الأصل عن أولى الوثائق التي أصدرت في الدولة عند قيام الاتحاد، التي تبين فيها دور الدولة، وهذه الوثائق عزيزة على قلبي، وأحاول الاعتناء بها، لذا خصصت لها زاوية صغيرة في منزلي».

وبيّن أن والدته بدأت تقتنع بالأمر مع مرور الأيام، بل بدأت تعجب بأشياء اشتراها، لاسيما حقيبة نسائية كانت تستخدم سابقاً من نوع «سامسونايت»، إذ طلبت أن يبقيها في المنزل، وبعدها أصبحت تحرص على الاطلاع على ما يشتريه من تحف قديمة، كما كانت تبحث عن الأشياء التي كانت تستخدمها في الماضي ومازالت بحوزتها، وبدأت تسأل عن تحف بعينها، وتحثه على البحث عنها وشرائها، ومن جانبه حرص على إهدائها قطعاً من الماضي.

وقال: «بعد أن جمعت كميات مناسبة من المقتنيات في المنزل، عرضتها للبيع على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام)، ولاقت إقبالاً كبيراً، خصوصاً الكاميرات القديمة، وقد بعت أكثر من قطعة خلال يوم واحد من عرضها، ما دفعني إلى عرض عدد أكبر، وبعدها بأسبوعين فقط، خصصت صفحة عبر (إنستغرام) لمقتنياتي، سميتها (عكاس)».

وأضاف: «عندما وجدت أن الإقبال كبير على الصفحة، قررت التوسع في مقتنياتي، وتوجهت إلى الفضيات والمسكوكات، ومن ثم الآلات الكاتبة، والطوابع التي تخص الإمارات وغيرها من الدول، إلا أنني في ذلك الوقت لم أفكر أبداً في افتتاح محل خاص بي، ولم أفكر في تحويل الهواية إلى عمل مستمر، إلى أن سافرت مع مجموعة من أصدقائي إلى دولة الكويت، وزرت (سوق الجمعة) هناك، ورأيت أعداداً كبيرة من المقتنيات القديمة، التي كان بعضها من أربعينات القرن الماضي، وبعضها الآخر كان مستعملاً، وحينها أشار عليّ أصدقائي بافتتاح محل خاص لأتمكن من بيع مقتنياتي التي جمعتها خلال الأعوام الماضية».

وواصل الشيبة: «استبعدت الفكرة، لأنني لم أمتلك الخبرة الكافية في افتتاح محل لبيع المقتنيات، لكن أحد

أصدقائي أصر عليّ لأحول هوايتي إلى عمل منفصل كي أتمكن من متابعته بصورة أفضل، فوافقته، وقد ساعدني في البحث عن محل صغير في الشارقة، وإنهاء إجراءات استخراج الرخص التجارية، وترك لي مهمة اختيار المقتنيات التي ستعرض في المحل الجديد، وكيفية تسويقها».

وذكر: «بدأت فعلياً منذ ثمانية أشهر في تشغيل المحل الذي حمل اسم (عكاس) للتحف والهدايا، ولاحظت الإقبال المتزايد على شراء التحف، سواء عبر الإنترنت أو بزيارة المحل».

وأوضح أن «عرض المقتنيات على مواقع التواصل الاجتماعي يظل الأكثر رواجاً، خصوصاً أن الزبائن ليسوا فقط من الشارقة، ومعظمهم من إمارة أبوظبي، ومناطق أخرى داخل الدولة وخارجها، كما أن هذه المواقع تسهل على الزبائن طلب هذه المقتنيات إلكترونياً».

وأكد الشيبة «واجهت صعوبات عدة عند افتتاح المحل، إذ قضيت وقتاً طويلاً في البحث عن المقتنيات وشرائها، وأهم ما حزنت على بيعه سيارتي الكلاسيكية الأولى (إمبالا)، التي استغنيت عنها كي أشتري سيارات أخرى أردت تجربتها، إلى أن اقتنيت سيارتي الحالية من طراز (كاديلاك)، التي صنعت في 1968».

وأشار إلى أن «من الصعوبات الأخرى عدم معرفته بالإجراءات الصحيحة لافتتاح محل تجاري، لذا كان لابد له من الاستعانة بصديقه في هذه الأمور، إلا أنه تمكن خلال هذه الفترة من تعلم أمور جديدة في ما يتعلق بالتجارة، ولديه خطط مستقبلية كثيرة لكي يتمكن من التوسع والنجاح».

وأضاف أنه تعرف إلى عدد كبير من الأشخاص من خارج الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يحبون جمع المقتنيات الكلاسيكية «ولاحظت أن معظمهم من دول أوروبا وأميركا، ما أتاح لي فتح مجال للتبادل التجاري مع معارفي خارج الدولة».

وأشار إلى أنه يفكر مستقبلاً في التوسع في المجال التجاري، ويخطط ليفتتح مقهى يعرض من خلاله المقتنيات القديمة، ويقدم المشروبات والمأكولات التقليدية في الدولة، لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الزبائن الذين يحبون هذه التجربة.

تويتر