المرشد الأسري
تقول فتاة: تقدم لي شاب ذو دين ومال وخُلق، لكن صديقتي المقربة نصحتني برفضه، لأنه لا يناسبني، مع محاولة منها لإظهار عيوبه الواهية، على الرغم من موافقة أهلي عليه، وأقنعتني بأنني مازلت صغيرة، وفي السنة الأولى في الجامعة، وأستحق أفضل منه، وأنا مترددة بين الرفض والقبول؟
يجيب عن السؤال المستشار الأسري، عيسى المسكري، قائلاً: «ما إن يتقدم شاب بهذه المواصفات النادرة الراقية إلى فتاة من أجل الزواج إلا وجبهة المهاجمة تظهر، وجهات الرفض تتدخل، سواء كانت قريبة منها أو بعيدة، والفتاة بطبيعتها تتأثر بصديقاتها بنسبة عالية تصل إلى 60%، فكيف إذا كانت إحداهن قوية في الإقناع، إذا تكلمت فالكل يسمع منها، وإذا قالت فلا أحد يستطيع أن يعارض قولها، وما إن ترفض الفتاة الزواج إلا وتظهر الحقائق صريحة، فتكتشف زيف العلاقات، فتندم بعد أن يغادر ذلك الشاب، فتجد نفسها مخدوعة خاسرة، كانت تمشي مع فتاة أوهمتها بأن قرار الرفض صائب، كانت في صحبة من تدعي الخير وتكتم الحسد، تقدم النصح وتضمر الشر، تظهر الحب وتستر الضغينة، قد تأتي النصيحة برفض الزواج لا من أجل مصلحة الفتاة المخطوبة، بل من أجل المحافظة على الزمالة أو الصداقة، وكأن هذا الشاب المتقدم للزواج عدو جاء يهدد علاقتها بها، ويفسد الود بينهما، وهناك من تنصحها بالرفض لأنها تتمناه لنفسها حسداً، بعدما ظهرت محاسن ذلك الشاب جلية واضحة.
نصيحتي لكل فتاة تقدم خاطب إليها بعدم التسرع في اتخاذ القرار، إلا إذا كان الشاب المتقدم متميزاً بالدين والخلق، خصوصاً أن الأهل أعلنوا الموافقة، فالرفض في مثل هذه الحالة خسارة لها ولأهلها، والتسرع المنطقي في القَبول فضيلة، وجمع المعلومات عنه واجب، وتيسير الزواج بركة، وكتمان الأمر في بداية الخطوبة حكمة، وسؤال أهل الذكر بصيرة.
فالتأخر في الرد أفضل من التسرع في الرفض، وأخذ النصائح من أهل الدراية والخبرة أفضل من أخذ التوجيهات من الأصحاب والأصدقاء، وقبل التسرع في القرار اقتربي أختي السائلة من الله بصلاة الاستخارة، فاللّه يعلم الغيب، وهو ألطف بعباده، ييسر الأمر، ويوسع في الرزق، ويفتح أبواب الخير، ويُقرب البعيد، ويلم الشمل، ويشرح الصدر، فما خاب من استعان بالله، وما ندم من أخذ بالأسباب وتوكل عليه.
المستشار الأسري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news