شهد حفل «الابتكارات الحكومية» وكرّم الفائزين بمسابقة «أفكاري»

محمد بن راشد: نريد الموظــف مبتكراً والجهة الحكومية حاضنة مثالية للابـــتكار

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الابتكار قيمة أساسية، وسمة مميزة لمجتمعات المستقبل، نجحت دولة الإمارات في تحويله إلى ثقافة مجتمعية وظفتها في خدمة وتطوير جميع القطاعات الحيوية.

وقال سموه: «الإمارات بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، غيّرت الفكر السائد حول العمل الحكومي، ووظفت الابتكار منهجاً وثقافة، وأسست لاقتصاد تنافسي قائم على المعرفة، ما أسهم في الارتقاء بالخدمات والمشروعات الهادفة لخدمة المجتمع، وتحقيق سعادته ورفاهه».

جاء ذلك، خلال رعاية سموه حفل الابتكارات الحكومية، الذي نظمه مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، أمس، ضمن فعاليات الدورة الثانية لأسبوع الإمارات للابتكار، الذي انطلق في 20 نوفمبر ويختتم فعالياته غداً.

نائب رئيس الدولة:

• «مازال أمامنا الكثير لننجزه في خدمة شعبنا ووطننا والارتقاء بدولتنا إلى مصاف أفضل دول العالم.. وواثقون بمستقبل زاهر يقوده المبتكرون».

• «راضون عما حققناه حتى الآن لكننا نطمح بإنجازات أكبر وأوسع تأثيراً.. نريد تحويل الابتكار إلى ممارسة يومية وثقافة مجتمعية مستدامة».

• «متفائلون بالمستقبل الذي ترسمه أفكار أبناء الإمارات وتنفذه سواعدهم الفتية التي سلكت مساربه في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا».


4 معايير

- قُيمت الأفكار المبتكرة من خلال تطبيق أربعة معايير، الأول:

مستوى حداثة الابتكار واختلافه عن الحلول الموجودة، واعتماده على الممارسات العصرية والتكنولوجيا الحديثة.

والثاني: مدى التطبيق بالنظر إلى مستوى انتشار التحدي عالمياً، وقابلية الابتكار للتطبيق في نطاقات جغرافية مختلفة.

والثالث: الأثر المتوقع الذي يتم تقييمه من خلال النظر إلى حجم التحدي ومدى نجاح الابتكار في حله.

والرابع: نسبة الإنجاز في المشروع المبتكر ومدى الالتزام بالميزانية المحددة للتطبيق.

وكرّم سموه، خلال الحفل، الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى في سباق الأفكار المبتكرة «أفكاري»، حيث فازت بالمركز الأول شيخة الرايحي عن مشروع «خدمتي»، بينما جاء في المركز الثاني الشيخ خالد القاسمي، عن مشروع «طائرات من دون طيار للكشف عن المتفجرات»، وحلت الدكتورة هدى العبدولي في المركز الثالث عن مشروع «عيادة العناية بالقدم السكري».

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بجهود أبناء الإمارات، ومشروعاتهم المبتكرة التي عرضت في السباق.

وقال: «نفتخر بجهودكم ومشاركاتكم، ونعتبر كل مشروع دخل المنافسة قيمة تستحق التقدير، كلها ثمار طيبة لأفكار خلاقة طورها نخبة من أبناء الوطن، نريد من كل موظف حكومي أن يكون مبتكراً وألا يتردد في عرض رؤاه وأفكاره، فكل فكرة مهما كانت بسيطة يمكن أن تتحول إلى مشروع بناء يسهم بتطوير العمل والأداء الحكومي لما فيه خير وسعادة المجتمع».

ووجّه سموه الجهات الحكومية بأن تشجع موظفيها على اقتراح وتقديم الأفكار، وأن تتبناها وتطورها لتصبح مشروعات ذات جدوى تسهم في تحسين بيئة العمل ورفع الإنتاجية والارتقاء بمستوى الخدمات.

وقال: «نريد من كل جهة حكومية أن تتحول إلى حاضنة مثالية للابتكار وداعمة للمبتكرين ورائدة في تحويل أفكارهم إلى واقع يوظف في خدمة المجتمع». وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن متفائلون بالمستقبل الذي ترسمه أفكار أبناء الإمارات وتنفذه سواعدهم الفتية الشابة التي تبنت الابتكار وسلكت مساربه، في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الحكومية، ما يجعلنا مطمئنين وواثقين بمستقبل زاهر لدولة الإمارات يقوده المبتكرون».

وقال سموه: «أدركنا مبكراً أن الانتقال إلى المستقبل يتطلب بناء مجتمع الابتكار والمعرفة، عملنا على تهيئة البيئة الجاذبة للعقول والمبتكرين، وأطلقنا المبادرات والمشروعات، وعملنا على تشجيع الجهات الحكومية والخاصة والأفراد على الاستثمار في مجال الابتكار لبناء أجيال متمكنة في علوم وتقنيات المستقبل، وعززنا ذلك بالاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تتضمن مبادرات وتشريعات لدعم حاضنات الابتكار وبناء القدرات الوطنية والشراكات العالمية البحثية وتغيير منظومة العمل الحكومي».

وأضاف صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الابتكار لم يعد أفكاراً فلسفية ونظريات، بل حاجة حيوية إلى المجتمعات التي تتهيأ لعبور المستقبل، مؤكداً ضرورة الشراكة الفاعلة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث العلمي والأفراد، لتعزيز الابتكار من أجل المجتمع، وتحفيزهم على ابتكار الحلول للتحديات التي تواجههم وتقديم الاقتراحات والأفكار التي تسهم في تحسين مستويات الحياة الإنسانية. وقال سموه: «حددنا وجهتنا.. هدفنا واضح.. راضون عما حققناه حتى الآن.. لكننا نطمح بإنجازات أكبر وأوسع تأثيراً.. نريد تسريع العمل على تحويل الابتكار إلى ممارسة يومية وثقافة مجتمعية مستدامة.. مازال أمامنا الكثير لننجزه في خدمة شعبنا ووطننا والارتقاء بدولتنا إلى مصاف أفضل دول العالم». وخاطب سموه الحضور في الحفل، والفائزين في مسابقة «أفكاري» وأصحاب الأفكار المبتكرة ومنتسبي دبلوم الابتكار الحكومي، بالقول: «هذه بداية طيبة ومشجعة، نتطلع منكم ومن أقرانكم للمزيد، نريد منكم أن تكونوا الدافع والمحرك في الجهات التي تعملون بها لخدمة دولتكم ومجتمعكم، ونحن مستعدون لدعم تطبيق أفكاركم وابتكاراتكم».

حضر الحفل، إلى جانب سموه، كل من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس اللجنة الوطنية للابتكار والعلوم والتكنولوجيا، محمد عبدالله القرقاوي، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الجهات الحكومية، والرؤساء التنفيذيين للشركات الرائدة في القطاع الخاص، ورؤساء ومديري أبرز المؤسسات الإعلامية في الدولة، وعدد من موظفي الحكومة ومنتسبي الدفعتين الأولى والثانية لدبلوم خبير الابتكار الحكومي. واستعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أفضل الأفكار المشاركة في مبادرة «أفكاري»، التي تم تنظيم معرض لها في شرفة أبراج الإمارات، وتضمنت الأفكار الـ30 المتأهلة للنهائيات. كما شهد سموه عرضاً لمنتسبي الدفعة الثانية من دبلوم الابتكار الحكومي، الذين تم تقسيمهم إلى ستة فرق طورت مشروعات مبتكرة تتمحور حول السعادة، هي: مفاتيح السعادة، وفرحة، وتطبيق السعادة، ومسار السعادة، وهابيثون، وموطن السعادة، ضمن معرض برنامج دبلوم الابتكار الحكومي الذي ينظم في إطار فعاليات أسبوع الإمارات للابتكار.

وشهدت المرحلة النهائية اختيار الأفكار الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى بعد تقييمها على أيدي أعضاء لجنة خبراء مكونة من وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، نورة بنت محمد الكعبي، والمؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة «أرامكس»، فادي غندور، والإعلامي السعودي البارز أحمد الشقيري، الذين استعرضوا المشروعات الستة المتأهلة بتصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني لمبادرة «أفكاري».


 6 أفكار تستحوذ على اهتمام الجمهور

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/567255.jpg

وصلت إلى المرحلة النهائية ست أفكار حصلت على أعلى معدلات تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني لمبادرة «أفكاري»، وتالياً نبذة مختصرة عن كل منها:

«الاستشارات الأسرية الذكية»

قدم الموظف في وزارة العدل، القاضي عبدالناصر الشحي، مشروع الاستشارات الأسرية الذكية، وهو تطبيق ذكي للهاتف المحمول يمثل نظاماً متكاملاً لخدمات الاستشارات الأسرية، ويقدم خدمات للفئات كافة؛ الزوج، والزوجة، وذوي الإعاقة، والمسنين.

ويتيح طلب استشارة أسرية عن طريق اختيار اسم المحكمة والإمارة ونوع الاستشارة وموضوعها، وبعد إتمام البيانات تصل الاستشارة مباشرة إلى القسم المعني ويتم الرد عليها. ويعمل المشروع على توفير الوقت والمال ورفع عناء الحرج، وتخفيف الازدحام عن أورقة المحاكم.

«خدمتي»

قدمت الموظفة في هيئة الإمارات للهوية، شيخة الرايحي، فكرة تركز على تحقيق سعادة المتعاملين من خلال تقليص الوقت والجهد باستخدام الأنظمة والبرامج الذكية، تتمحور حول استخدام «خرائط غوغل» لتوفير مؤشرات تتيح للمتعامل معرفة حالة مراكز سعادة المتعاملين من حيث عدد المتعاملين فيها، ومستوى الازدحام، أو إن كانت تواجه مشكلات تقنية، إضافة إلى وظيفة الخريطة الأساسية المتمثلة في تحديد مواقع المراكز.

وتسهم هذه الفكرة في توفير الوقت والجهد ورفع كفاءة تقديم الخدمات وتحقيق السعادة للمتعاملين.

«الحديقة المنزلية»

قدم غريب المطوع، من وزارة التغير المناخي والبيئة، فكرة الحديقة المنزلية «غرس»، الهادفة إلى تعزيز حس المسؤولية تجاه البيئة والموارد الطبيعية على المستوى الشخصي، عن طريق نشر وتطبيق تقنية الزراعة المائية في الحدائق المنزلية باستخدام مصادر طاقة طبيعية وصديقة للبيئة.

ويتميز المشروع بملاءمته للحدائق المنزلية، إذ يتيح الزراعة في أي مكان ولا يحتاج إلى تربة، ويوفر استهلاك الماء بنسبة تصل إلى 70%، ويقلل استخدام الأسمدة والمبيدات، ويضمن أعلى إنتاجية ممكنة.

«عيادة العناية بالقدم السكري»

قدمت الدكتورة هدى العبدولي، من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فكرة استحداث عيادة للعناية بالقدم السكرية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، لتقييم حالة أقدام مرضى السكري، والإسهام في حمايتهم من الآثار السلبية للمرض، ووقايتهم من أخطار الجروح، بهدف التقليل من الإصابة بالقدم السكرية، والبتر، وتقديم خدمة نادرة وغير متوافرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية.

«طائرات بدون طيار للكشف عن المتفجرات»

قدم الشيخ خالد القاسمي، من وزارة الداخلية، فكرة استخدام الطائرات بدون طيار للكشف عن المواد المتفجرة، وقد تم ابتكار الطائرة بدون طيار (PM4)، التي تبدأ مهمتها عند ورود أي بلاغ بوجود أجسام يشتبه في كونها تحوي مواد متفجرة، فيتم إرسالها لفحصها وتحديد آلية التعامل معها، سواء بالنقل إلى مكان آمن أو التعامل مع الجسم مباشرة وإبطال مفعوله، إضافة إلى مهام كشف الألغام وتحديد مواقعها.

«حاويات النفايات المتفاعلة»

قدمت الموظفة في وزارة التربية والتعليم، المعلمة فاطمة محمد رحمة الشامسي، فكرة تصميم حلقة بحساسات وصور تصدر صوتاً مثل كلمة «شكراً» أو موسيقى، وصورة وجه يبتسم أو يد تصفق، تركب على حاويات القمامة، خصوصاً في المدارس، لغرس حب النظافة في نفوس الطلاب.

وقد تأهلت للنهائيات 10 أفكار مبتكرة في مجالات متنوعة من العمل الحكومي، هي، إضافة إلى الأفكار الست المتنافسة على المراكز الأولى: «تذاكر السعادة»، التي قدمها علاء البدري، من وزارة الموارد البشرية والتوطين، و«شباك السعادة» التي قدمتها أماني إبراهيم الحمادي، من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، و«اقرأ لتستمتع»، التي قدمتها المعلمة حنان محمد القاضي، الموظفة في وزارة التربية والتعليم، و«بنك السعادة» من آمنة البدواوي، الموظفة في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات.

وتم اختيار الأفكار الـ10 المتأهلة بعد عمليات تقييم مكثفة، شملت تصفية 750 فكرة إلى 140 فكرة، ثم عرضت المشروعات أمام لجان تحكيم متخصصة ضمت نخبة من الخبراء الذين تم اختيارهم وفقاً لأسس الخبرة والكفاءة المهنية والعلمية. وناقشت اللجان أصحاب الأفكار المتأهلة في جوانب الابتكار وإمكان التنفيذ خلال ثلاثة أشهر، هي المهلة المحددة لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس في الجهات، وبنهاية هذه المرحلة تم اختيار أفضل 30 فكرة.

وقسمت الأفكار الـ30 إلى فئتين، هما «المبتكرون القياديون» وهم الـ10 الأوائل في التقييم الذين تم رصد مبلغ مالي لتغطية تكاليف تنفيذ أفكارهم، و«مبتكرو المستقبل» وهم أصحاب الأفكار المتبقية، الذين قرر مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي دعمهم مادياً لتطبيق أفكارهم.

وضم معرض برنامج دبلوم الابتكار الحكومي الذي نظمه مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ستة مشروعات طورها منتسبو الدفعة الثانية من الدبلوم، هي: «مفاتيح السعادة» وهو مشروع وطني يستهدف أفراد المجتمع، ويعمل على تحديد مفاهيم السعادة وممارساتها.

وتتلخص فكرة المشروع في إطلاق مسابقة أفلام قصيرة ترصد مفاتيح السعادة لدى مختلف شرائح المجتمع. ومشروع «فرحة»، وهو عبارة عن منصة رقمية سيتم توفيرها كتطبيق للهاتف المحمول، وعلى الإنترنت، للشركات التي تشجع الموظفين على القيام بأعمال الخير التي ترفع مستويات السعادة والتواصل وتعزز روح الفريق في بيئة العمل وخارجها. ومشروع «تطبيق السعادة» الذي يخدم الأفراد وصناع القرار ومصممي السياسات المجتمعية والقطاع الخاص، بما يعزز من قيمة السعادة في دولة الإمارات، ويسهم في نشر الوعي بمفهوم السعادة. ومشروع «مسار السعادة» وهو تجربة تتمحور حول اختبار تأثير الفصول الأربعة في مستوى سعادة الأفراد، من خلال محاكاة عناصر الطبيعة.

وقدم أحد فرق دبلوم الابتكار مشروع «هابيثون»، وهو مسابقة هاكاثون موضوعها الرئيس السعادة، وتهدف إلى جعل الناس في الإمارات سعداء بشكل مبتكر. وتركز على أن نشر رسالة إيجابية مبتكرة يمكن أن يغير الناس بشكل إيجابي. و«موطن السعادة» وهو عبارة عن خارطة تفاعلية يتم تشكيلها من خلال أفراد المجتمع، تمثل قاعدة بيانات موطن السعادة التي ستمكن الحكومة من رصد المواقع والأشخاص الأكثر إسعاداً للناس. ويعد أسبوع الإمارات للابتكار الحدث الأكبر من نوعه وركيزة أساسية في عمل الحكومة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتطوير العمل الحكومي على أسس مبتكرة، تنسجم مع أهداف الأجندة الوطنية لتحقيق رؤية الإمارات 2021.

ويشهد أسبوع الإمارات للابتكار، في دورته الثانية، تفاعلاً كبيراً ومشاركات مكثفة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشركات الرائدة في القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والمجتمعية في مختلف إمارات الدولة، وقد تجاوز عدد الفعاليات المبتكرة التي تنظم خلاله 1200 فعالية ومبادرة ومشروع.

تويتر