اعتمد التصميم النهائي لـ «مسبار الأمل» ووضع القطعة الأساسية لأول قمر اصطناعي عربي بأيدٍ إماراتية

محمــد بـن راشــد: الإمــــــارات تمتلك القدرات الكاملة لبناء وتصنيع الأقمــار الاصطناعية

صورة

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «دولة الإمارات تمتلك اليوم القدرات الكاملة لبناء وتصنيع الأقمار الاصطناعية من دون أي مساعدة تقنية خارجية، ونسعى لأن نكون مركزاً رئيساً للصناعة الفضائية في المنطقة».

واعتمد سموه تصاميم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، المخطط له أن يصل إلى كوكب المريخ بحلول عام 2021، بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ50.

نائب رئيس الدولة:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/556911.jpg

• «طموحات الإمارات هي الفضاء.. ونستثمر في كوادرنا الوطنية لخلق إضافة للمعرفة البشرية حول كوكب المريخ».

• «(مسبار الأمل) أول خطوة في العالم العربي نحو المساهمة في خدمة البشرية».

• «أول أحرف عربية ستصل لكوكب المريخ سيكون عنوانها (مسبار الأمل)».


أول منزل يعمل بالكامل بالطاقة الذاتية

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول منزل من نوعه في المنطقة، يعمل بالكامل بالطاقة الذاتية المستمدة من الشمس، والمستلهمة من التكنولوجيا الفضائية، مستخدماً حلولاً تقنية وهندسة ذكية تناسب المناخ الحار والرطب.

وتشمل الحلول تقنية التبريد بالمياه المبردة، وتقنية العزل التام للهواء والحرارة في الاتجاهين، حيث تتم تهوية المنزل باستمرار بالهواء النقي عبر نظام تهوية ميكانيكي، إضافة إلى توافر نظام إدارة وتحكم ذكي يعمل بشكل تلقائي.

وتم استخدام طبقات عدة من الخشب المعالج في بناء البيت، وتجنب استعمال الأعمدة الحديدية التي تمتص الحرارة، والمواد الموصلة للحرارة في النوافذ والجدران والأرضيات.

ويهدف استخدام هذه التقنيات إلى تقليل الحاجة إلى استهلاك الطاقة، إذ يتميز البيت بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة بين 22 و25 درجة مئوية طيلة أيام السنة، الأمر الذي يؤدي إلى الاستغناء عن أي جهاز تبريد تلقائي، وهو ما يعني تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 75%.

ويعد المنزل نموذجاً حديثاً للبيوت التي تحافظ على البيئة وتراعي أعلى معايير الصحة العامة، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وفلترة الهواء من الجراثيم والغبار والأتربة، والحفاظ على درجة حرارة ثابتة للبيئة المحيطة لجسم الإنسان.


الفريق الإماراتي الأصغر سناً

يعتبر «مسبار الأمل» أول مسبار من نوعه يدرس المناخ على كوكب المريخ، على مدار اليوم وعبر الفصول والمواسم كافة، بشكل مستمر، خلافاً للمسابير السابقة التي درست الغلاف الجوي في أوقات محددة في اليوم أو فصول معينة أو مدة زمنية محددة.

يشار إلى أن «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» هو بقيادة فريق من العلماء والمهندسين والخبراء الإماراتيين، ويعد الفريق الإماراتي الأصغر في السن على مستوى العالم، بمعدل عمري 27 عاماً، وما يميز المشروع أن 40% من فريق العمل من النساء، مقارنة بـ15% متوسطاً عالمياً للمرأة في مجال الفضاء.

ووجّه سموه ببدء مرحلة تصنيع النماذج الأولية للمسبار، الذي يعد الأول من نوعه عربياً وإسلامياً، لتكون الإمارات من بين تسع دول في العالم تطمح إلى استكشاف المريخ.

وأكد سموه أن «طموحات الإمارات هي الفضاء، ونستثمر في كوادرنا الوطنية لخلق إضافة للمعرفة البشرية حول كوكب المريخ»، مضيفاً سموه أن «(مسبار الأمل) يمثل قفزة نوعية في مسيرة الإمارات العلمية، وهو أول خطوة في العالم العربي نحو المساهمة في خدمة البشرية».

وأشار سموه إلى أن «أول أحرف عربية ستصل لكوكب المريخ سيكون عنوانها (مسبار الأمل)».

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، وافتتح سموه المرحلة الثانية من المبنى المخصص لتصنيع وتجميع وتركيب الأقمار الاصطناعية في الإمارات، الذي يستطيع احتضان مشروعات فضائية عدة في الوقت نفسه.

ويُستخدم هذا المرفق لتركيب وتجميع أقمار اصطناعية مختلفة الأحجام والمهام، ومصممة بأعلى المعايير والمواصفات العالمية الخاصة بمرافق تصنيع الأقمار الاصطناعية، وتم تجهيزه بأنظمة للقياسات الدقيقة، وأجهزة لمحاكاة الحرارة الفضائية، إضافة إلى رافعة مخصصة لحمل الأقمار الاصطناعية خلال عمليات التركيب وتجارب فتح الألواح الشمسية من دون جاذبية.

وكانت المرحلة الأولى من مبنى تصنيع الأقمار الاصطناعية، تضم غرفة أولية لتصنيع الأقمار الاصطناعية، ومختبراً مخصصاً للهندسة الكهربائية، ومختبراً للهندسة الميكانيكية، حيث أنجزت المراحل السابقة من تصميم وبناء «خليفة سات».

وقام سموه بتثبيت أول قطعة على الهيكل النهائي لـ«خليفة سات»، الذي يعد القمر الاصطناعي الأول عربياً الذي يصنع بأيدٍ عربية بالكامل على يد المهندسين الإماراتيين، وهذه الوحدة هي وحدة إرسال البيانات والصور إلى الأرض «XAPM»، المسؤولة عن توجيه معدات الإرسال بشكل تلقائي إلى المحطات الأرضية في أي منطقة بالعالم.

وينتج عن البيانات المرسلة صور فضائية لكل المناطق في دولة الإمارات، التي تستخدم في المجالات التطويرية والتنموية والأبحاث البيئية والعلمية في الدولة.

وعمل على تصميم وتصنيع هذه القطعة وبقية الأجهزة التي يتألف منها القمر، نخبة من المهندسين الإماراتيين في مختبرات المركز، على أن يطلق إلى الفضاء الخارجي في عام 2018.

وأبرز ما يميز «خليفة سات» عن القمرين السابقين، الكاميرا التي تلتقط صوراً بدقة 70 سنتيمتراً مقارنة بـ2.5 متر لـ«دبي سات - 1» ومتر واحد لـ«دبي سات - 2»، وهذه الميزة تمكن المؤسسات الحكومية من الوصول إلى نتائج أدق في الدراسات التي تجريها، كل في اختصاصه، وبالتالي تقديم دعماً أكبر للمشروعات التي تخدم البيئة والبنية التحتية والإنسان.

ويتميز قمر «خليفة سات» بسعة تخزين أكبر وسرعة أعلى في تنزيل الصور، ما يتيح التقاط عدد أكبر من الصور في وقت أقل، وتوفير صور إلى المؤسسات بوتيرة أسرع مما هي عليه الآن.

ورافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في الزيارة، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، المشرف العام على جميع مشروعاته وخططه الاستراتيجية والتطويرية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان.

وكان في استقبال سموه، رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات، الفريق محمد ضاعن القمزي، ورئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، والمدير العام، يوسف حمد الشيباني، وعدد كبير من المسؤولين التنفيذيين ومديري المشروعات.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، عن فخره بالقمر الاصطناعي «خليفة سات»، أول قمر اصطناعي يتم بناؤه في الإمارات بالكامل، كما أنه أول قمر اصطناعي يتم تطويره بأيدي مهندسين إماراتيين.

وأشاد سموه بمنجز العلماء الإماراتيين قائلاً: «دولة الإمارات تمتلك اليوم القدرات الكاملة لبناء وتصنيع الأقمار الاصطناعية من دون أي مساعدة تقنية خارجية، ونسعى لأن نكون مركزاً رئيساً للصناعة الفضائية في المنطقة»، مؤكداً سموه «سوف نواصل الاستثمار في بناء كفاءات إماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء لنصبح مصدراً للخبرات المتميزة في العالم».

ولفت سموه إلى أهمية الاستثمار في علوم الفضاء والتكنولوجيا الحديثة، كتوجه استراتيجي لدولة الإمارات يدعم مصالحها الوطنية، ويعزز مسيرتها في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، مضيفاً «نسعى خلال الأعوام المقبلة لأن تكون دولة الإمارات مركزاً رئيساً في الصناعة الفضائية عالمياً».

رحلة الأمل

ينطلق «مسبار الأمل»، الذي تم تدشينه عام 2015، خلال النصف الأول من 2020، قاطعاً مسافة 600 مليون كيلومتر، قبل أن يصل إلى وجهته النهائية بعد 200 يوم من بدء رحلته، بالتزامن مع احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها.

ويهدف إلى فهم التغيرات المناخية على المريخ، واكتشاف أسباب تآكل الغلاف الجوي له، ما أدى إلى عدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه.

ويوفر المسبار أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن الكوكب، وسيقوم فريق من الباحثين والعلماء الإماراتيين بدراستها ونشرها لأكثر من 200 مركز بحثي.

تويتر