أكّد أن الارتباط بين المال والسعادة يتعلق بالكيف لا الكم
وينر: المال مفتاح إسعاد الحكومات لشعوبها
إيريك وينر : الكاتب المتخصص في فلسفة السعادة والصحافي. تصوير: أحمد عرديتي
أكد الكاتب المتخصص في فلسفة السعادة والصحافي، إيريك وينر، خلال جلسة صباحية بعنوان «رحلة إلى السعادة في 45 دقيقة»، أن هناك ارتباطاً بين المال والسعادة، خصوصاً عندما تستغل الحكومات المال في إسعاد شعوبها، مشيراً إلى أن «بعض حكومات العالم تشعر بالسعادة عندما تنفق ثروتها على شعوبها».
كما أكد أن السعادة لا تعني فقط أن تشعر بأنك جيد، لكن هي أن تشعر أيضاً أنك بخير، لافتاً إلى أن السعادة مسعى الجميع، وتهم الحكومات كما تهم الأفراد، وهي مفهوم ليس مرتبطاً بإحساس داخلي فقط، بل هي رابط بين الإنسان وجغرافيته، والأماكن التي يقطنها، لهذا نجد بلداناً سعيدة وأخرى ليست كذلك.
وأشار إلى أن «قائمة الدول الأقل سعادة تشمل معظم الدول الإفريقية، والدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي، وكوريا الجنوبية، واليابان، وقد يعتقد كثر أن الولايات المتحدة الأميركية تتصدر قائمة الدول السعيدة، لكنها في الواقع في المرتبة 18، أما الدول السعيدة فهي سويسرا وأيسلندا وبوتان، ويرجع ذلك ــ في بعضه ــ إلى الرخاء المادي، والطبيعة الخلابة، والعلاقات الأسرية القوية».
وتابع وينر: «التساؤل الذي يطرحه الجميع خلال حياتهم، هو: هل السعادة مرتبطة بالمال؟ والإجابة هي: نعم ولا، فالمفهوم الشائع عبر العالم أن (الفقراء سعداء) هو غير صحيح مطلقاً، فكلما ازداد ثراء الأفراد والدول ازدادت سعادتهم، إلى حد معين، لأن علاقة السعادة بالمال لا تتعلق بمقدار المال بل بكيفية إنفاقه، وهذا ما يحدث فرقاً ويعطي المرء السعادة».
وأكد توجه كثير من الدول لقياس السعادة وإطلاق مؤشرات لذلك، ومنها فرنسا وبريطانيا، منوهاً بالمنصب الوزاري الجديد الذي استحدثته الإمارات، وهو وزير السعادة، معتبراً ذلك «بداية جيدة ومثيرة للاهتمام، ويدل على أن هذه الدول تبذل جهداً من شأنه أن يحقق سعادة الأفراد».
وعرض وينر الدروس التي استخلصها من زيارته للدول المتقدمة في السعادة، قائلاً: «لن أقول لكم إن عليكم العيش في تلك الدول لتشعروا بالسعادة، بل عليكم أن تتحكموا بالحسد ولا تستعرضوا ما لديكم وتتباهوا به، واجعلوا ثقتكم بمن حولكم وبالمجتمع أكبر، وعليكم فهم ماضيكم وتراثكم، واعلموا أن السعادة لا يمكن مطلقاً أن تكون فردية بل هي مشتركة تفاعلية مع من حولكم، والأهم: لا تجعلوا السعادة هوساً لكم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news