قوات الشرعية تكافح «المستوحثين».. وانتصار في الضالع.. وتواصل الاغتيالات

بدء ساعة الحسم لعمليـــات تحرير تعز وسط انهيار للمتمردين

قوات المقاومة الشعبية على جبهة مريس في محافظة الضالع. الإمارات اليوم

تواصلت العمليات العسكرية التحررية في اليمن ضد الميليشيات الانقلابية في أكثر من جبهة قتال، حيث حققت قوات الشرعية مزيداً من الانتصارات والتقدم في الضالع، لتبدأ ساعة الحسم العسكري لتحرير مدينة تعز وسط وساطات وانهيار للمتمردين، كما واصلت مكافحة «المستوحثين» في تعز وبقية المحافظات الأخرى.

 

ففي تعز كشف القيادي في المقاومة الشعبية الشيخ شوقي المخلافي، لـ «الإمارات اليوم»، عن «بدء ساعة الحسم لتحرير تعز وفك الحصار عنها، وقد بدأ المتمردون يفرون من المحافظة، ونحن ننتظر قدوم قائد المقاومة الشيخ حمود المخلافي وزملائه من القيادات العسكرية للقدوم من الجنوب على رأس جيش التحرير، وأن الأيام المقبلة ستسمعون أخباراً سارة».

كما كشف المخلافي عن وجود وساطات تدفع بها ميليشيات الانقلاب في سبيل الحصول على خروج آمن من المحافظة، وإنهاء المواجهات بين الجانبين، مشيراً الى ان المقاومة كان لها طلب وحيد وهو تقدم المسؤولين عن سفك دماء ابناء تعز للمحاكمة مقابل ذلك، باعتبار دماء ابناء تعز غالية، حسب وصفه.

 

وقال المخلافي، إن معظم قيادات الانقلاب وقوات المخلوع صالح، قد غادرت المدينة فيما تواجه قوات الشرعية «المستوحثين» من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى، وأضاف أن هناك حالة من الرعب والهلع والانهيار في صفوف الانقلابيين عقب سماعهم قيام السلطات الشرعية بتجهيز قوات ضخمة مع كامل عتادها لتحرير المدينة.

وأضاف «حاول الانقلابيون، عقب سماعهم بتلك الأنباء، السعي لعمليات توسط والدفع بأنصارهم من أبناء تعز لإيجاد حلول لإنهاء المواجهات التي سفكوا من خلالها دماء أبناء المدينة ودمروها خلال الشهور الماضية، مقابل الانسحاب إلا أن المقاومة والجيش الوطني كان لهما شرط وحيد وهو الذهاب بهم نحو المحاكمة لنيل جزائهم الرادع العادل».

وقال إنه خلال سعي الانقلابيين إلى إيجاد حلول قاموا بعمليات قتل وقصف عشوائي في المدينة، في حين قاموا باستخدام أسلحة محرمة دولياً في قصفهم لأحياء سكنية وعلى المعابر التي تؤدي إلى المدينة والأحياء المحاصرة، لافتاً إلى أن تلك الأسلحة كانت عبارة عن قنابل حارقة وانشطارية تقوم بعمليات تدمير وإحراق لمسافات واسعة في المنطقة التي تستخدم فيها، ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.

وبالنسبة للأوضاع في تعز، كان هناك اشتباكات في المحاور الشرقية والشمالية والغربية وفي المقوات، كما شهدت المحافظة عمليات تسلل للمتمردين في جبهات عدة، إلا أن شباب المقاومة وقوات الجيش الوطني كانوا لهم بالمرصاد وصدوهم وكشفوهم.

وتم دحرهم في الجبهة الغربية في البعرارة ووادي عيسي حيث تم قتل خمسة من المتمردين، فضلاً عن قيام مقاتلات التحالف بقصف مناطق محددة في تلك المناطق، وتم تدمير مدفعية ودبابات في مريزقان بالجبهة الشمالية، كما تم قتل اكثر من 20 متمرداً في الغارات الجوية للتحالف خصوصاً في الجبهة الغربية.

 

في الأثناء، سقط خمسة شهداء في تعز، ثلاثة مدنيين واثنان من قوات الشرعية، جراء استمرار القصف العشوائي للمتمردين، كما أصيب أكثر من 12 آخرين خصوصاً في وادي الدحي حيث معبر المواد الغذائية للسكان المحاصرين، في حين تمكنت قوات الشرعية من قتل ثلاثة من عناصر الميليشيات غرب المدينة.

 

وكانت عناصر الميليشيات قامت خلال اليومين الماضيين بعمليات حفر خنادق وزرع مئات الألغام على مداخل المدينة وفي الطرق المؤدية الى تعز، في إطار استعدادها لما يتم التحضير له من قبل قوات الشرعية لتحرير المدينة منهم.

 

وذكر الناطق باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني، لـ «الإمارات اليوم» أن تلك الميليشيات تقوم بعمليات حفر للخنادق على طريق المخاء - البرح – تعز من الجهة الغربية، كما تقوم بزرع مئات الألغام على الطرق المؤدية الى المدينة من تلك الجبهة، التي يتوقع ان تقوم قوات الشرعية بعمليات التحرير منها باعتبارها جبهة مفتوحة حتى الساحل الغربي. وكشف الحساني حالة من الذعر تصيب الميليشيات التي تقوم بعمليات اعتقال واسعة على الهوية في مداخل المدينة.

وفي محافظة الحديدة، قامت ميليشيا التمرد وقوات المخلوع صالح بعمليات مماثلة بزرع مئات الألغام في حقول كبيرة وصغيرة في المنطقة الساحلية جنوب مدينة الحديدة، فيما تنتشر الميليشيات في المنطقة بكثافة تحسباً لأي عمليات انزال بحري يعتقد ان تقوم بها قوات التحالف في سبيل تحرير الساحل الغربي لليمن.وفي محافظة الضالع، تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، من السيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي المطل على مدينة دمت التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، لتحقق بذلك انتصاراً جديداً في طريق التقدم نحو تحرير مدينة دمت الخاضعة لسيطرة الانقلابيين منذ أسابيع.وقال مصدر عسكري لـ «الإمارات اليوم» إن الجيش والمقاومة تمكنا من قطع طريق الإمدادات على جبل ناصة أحد أهم المواقع التابعة لميليشيات الحوثي، الذي كان مركزاً لقصف مدن مريس وقطعبة شمال محافظة الضالع، لافتاً الى ان السيطرة على الجبل جاءت بعد غارة جوية نفذتها مقاتلات التحالف على موقع الانقلابيين، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وفرار آخرين باتجاه مدينة دمت.

وأوضح المصدر أن الجيش والمقاومة حققا، أول من أمس، نصراً كبيراً من خلال سيطرتهما وتحريرهما لجبل المضرح والجبال المحيطة كونها تطل على المناطق الجنوبية لمدينة دمت، مؤكداً أنه من خلال السيطرة على هذا الجبل والجبال المحيطة به تعتبر المقاومة والجيش قد سيطرا على المدخل الرئيس الشمالي لمدينة دمت.وقال المصدر إن الميليشيات عقب هذا التقدم فقدت أهم مواقعها وأصبحت في وضع لا تستطيع تأمين أنفسها، لافتاً إلى بداية تقهقر تلك الميليشيات التي انسحبت باتجاه مدينة دمت الخاضعة لسيطرتها ويسعى الجيش لاستعادة السيطرة عليها.وشهدت العاصمة اليمنية أيضاً غارات مكثفة لمقاتلات التحالف استهدفت دار الرئاسة ومعسكر النهدين جنوب العاصمة، ومعسكر اللوية الصواريخ بفج عطان غرب العاصمة، إلى جانب استهداف تبة التلفزيون وموقع للحوثيين في منطقة ذهبان شمال صنعاء.

وفي محافظة مأرب، تواصلت المعارك في محيط مديرية صرواح غرب المحافظة، المعقل الأخير للمتمردين فيها، في حين تواصل قوات الشرعية عملياتها لاستكمال تطهير جبال هيلان المطلة على صرواح. وتقدمت المقاومة في الجزأين الشرقي والشمالي الشرقي من الجبل، فيما قتل 24 مسلحاً حوثياً وستة من رجال المقاومة والجيش.

تويتر