أكدوا أن جنودنا البواسل أثبتوا للعالم أنهم على قدر المسؤولية

دعاة شرعيون: شهداء الوطن حموا المنطقة من فتن طائفية

أكد دعاة شرعيون، أن شهداء الوطن الذين استشهدوا ضمن قوات التحالف العربي في عملية «إعادة الأمل» في اليمن، حموا الدولة والمنطقة العربية من فتن وكوارث طائفية كانت ستهدد المنطقة في حالة سيطرة الجماعات الإرهابية على اليمن، مشيرين إلى أن جنود دولة الإمارات والدول المشاركة، أثبتوا للعالم أنهم على قدر المسؤولية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/47476_sup_01-12-2015_p13.jpg

وأكد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، أن الإسلام جعل للأخوة الإسلامية رابطة عظيمة، أوجب فيها التناصر والتآزر، لافتاً إلى أن منهج الإسلام مبني على نصرة المظلوم عموماً، فكيف به إذا كان الظلم على أمة، فإن ظلم الفرد قد يتحمله المرء، ويحتسب أجره، لكن أن يكون على أمة، ومصير شعب، وإبادة ثقافة، وإحلال ظلام وجهل وتخلف، وولاء لأهل الأهواء والزيغ، فذلك أمره كبير وخطره أكبر، ليس فقط على الأمة بل على الجوار والجزيرة.

وأضاف أن واجب المسلم أن يقف مع أخيه المسلم في الضراء، كما في السراء، وهذا ما سعت إليه دول التحالف العربي للأشقاء في اليمن، فإن ارتباط «الظالمين» بجهات وأجندة خارجية، وتدمير مقدرات بلدهم واستضعاف إخوانهم، يقتضي منعهم من ذلك، حماية لهم من الظلم الذي سيحملونه في الدنيا قبل الآخرة، لأن الله تعالى حرمه على نفسه، وجعله محرماً بين عباده، وأعد للظالمين نكالاً أليماً في الدنيا والآخرة، فكان على إخوانهم أن يحموهم من هذا المصير السيئ الذي أخبر عنه الله تعالى.

وأكد أن شعب الإمارات مسلم عربي أصيل، يعرف معاني النجدة والنخوة والشهامة، فهو يستبق المكرمات حيثما وجد سبيلاً إلى الوصول إليها، لافتاً إلى أنه ليس هناك أكرم من نجدة الأخ ونصرته عند محنته، فكما وقفت الدولة مع الكويت حينما ظلمت واستبيح أرضها، ووقفت مع مصر في حروبها مع العدو الصهيوني، ووقفت مع مملكة البحرين حينما تعرضت للخطر، ووقفت مع الشعب البوسني حينما تعرض للإبادة، ووقفت مع الشعوب المبتلاة بالحروب والكوارث أينما كانت، فلا يبعد أن تقف مع الشعب اليمني الشقيق الذي هو مهد العروبة والحضارة، لاسيما إذا كان الخطر لا يقف عليه، بل يتعداه لغيره فكرياً وأيديولوجياً، ومطامع سياسية وشعوبية، فإن عدم تلافي ذلك يعني الاستسلام للواقع، وهو ما كان يفكر به أمثال أولئك المغرر بهم، فكان من الحكمة والحنكة والنظرة المستقبلية الفاحصة أن تكون الإمارات سباقة لوأد ذلك الشر والخطر.

وأوضح الحداد، أن منزلة الشهيد عظيمة جليلة، بينها الله تعالى في محكم كتابه، ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في سنته، لافتاً إلى أن ذوي الشهداء يفاخرون الناس بتضحياتهم، فقد نالوا أوسمة الفخر والعزة، حيث جادوا بفلذات أكبادهم وإخوانهم وآبائهم، فلا يحتاجون إلى مواساة بل إشادة واغتباط.

من جهته، قال مدير إدارة مراكز مكتوم لتحفيظ القرآن، الدكتور عبدالله الكمالي، إن أعظم صفات المسلم والعرب عموماً نصر المظلوم، بل كان أهل الجاهلية يعدون نصرة المظلوم من الشرف والحسب، الذي يحرصون عليه، فجاء نبينا صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق بالحث والحض على نصرة المظلوم.

وتابع أنه لولا أن الله سخر الإمارات وقوات التحالف لنصرة المظلومين في اليمن، لكان هذا البلد ممزقاً من قبل عدو معاد متربص، وتالياً تمزيق الشعب اليمني على وضع طائفي مقيت.

وأضاف أن من أعظم هذه الواجبات أن يُنصر هذا الشقيق بدحر عدوه وعودة الأمن والأمان إليه، فإذا رجعت الشرعية الحاكمة لأي بلد يسهل جداً إعمال البلد وإنقاذه من الهلاك، لذا يسعى الأعداء إلى زج البلدان في حروب ومحن وفتن، فنصرة الشقيق تكون بعودة الشرعية الحاكمة إليه ورجوع البلد إلى الأمن والأمان والاستقرار. وأكد أن مشاركة الإمارات في نصرة الأشقاء في اليمن، مع قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حمت المنطقة من فتن وكوارث طائفية لا يعلم مداها إلا الله.

وتابع الكمالي، أن «الدولة لم تقتصر على العمل العسكري فحسب، بل قدمت المساعدات المادية والمعنوية لشرائح المجتمع اليمني كافة، كما لم تنسَ أطفال اليمن من هدايا ومساعدات قيمة، ونحن نرى المدارس التي قامت الدولة بإعادة تأهيلها بعد أن أرجع العابثون اليمن السعيد إلى الوراء قروناً عديدة، وساعدت الدولة في إعادة فتح المستشفيات وزودتها بأحدث التجهيزات العالمية».

وأكد أن «منازل الشهداء عالية في الجنة، لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل الله، وجنودنا الأبطال أثبتوا للعالم أنهم على قدر المسؤولية، وبينوا للعالم أنهم رهن إشارة أولياء الأمر، فشبابنا على قدر كبير من المسؤولية والقوة والرجولة والبطولة، وشهداؤنا الأبطال قدموا أرواحهم في سبيل الحق».

وأوضح الكمالي أن «شعب الإمارات ينظر تجاه الشهداء، نظرة فخر واعتزاز، فهنيئاً لهم هذا الفضل»، مضيفاً: «رأينا من ذوي الشهداء صبراً عظيماً وثباتاً منقطع النظير، لأن الإيمان متمكن في قلوبهم، وكلنا معهم في ما أصابهم».

إلى ذلك، أشار أستاذ الثقافة الإسلامية والمجتمع في الجامعة الكندية في دبي، الدكتور سيف الجابري، إلى أن القيم الإسلامية السمحة مبنية على نصرة المظلوم ونصرة الحق، وما قامت به الدولة بمؤازرة الأشقاء في اليمن، كان من منطلق واجب عون الجار، وإحلال الحق.

وأضاف أن الجهاد تحت قيادة الدولة لنصرة الحق، يحفز المجتمع على التكاتف ويظهر اللحمة الوطنية لنصرة المظلوم، لافتاً إلى أن احتفال الدولة بيوم الشهيد واليوم الوطني معاً يدل على أهمية الحدثين في حياة المواطن الإماراتي، مؤكداً أن سياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه أشقائها مبنية على نصرة الأشقاء والأصدقاء وتثبيت الحق والمحافظة على الجوار واستمرار الشرعية التي اخل بها الجماعات الإرهابية في اليمن.

تويتر