شرطة دبي خلال الإعلان عن اعتماد المواصفة القياسية الإماراتية. من المصدر

إطلاق «آيزو إماراتي» للابتكار

أطلقت شرطة دبي أول مواصفة قياسية للابتكار، تمثل دليلاً إرشادياً لجميع المؤسسات في الدولة حول كيفية إدارة الإبداع، وفق مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون الجودة، اللواء عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، الذي أشار إلى أنها بمثابة شهادة «آيزو» إماراتية للابتكار، وحصلت، أخيراً، على الاعتماد من قبل هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، بعد ثلاث سنوات من العمل الشاق على إعدادها.

الطاقة الإيجابية

أكد مساعد القائد العام لشرط دبي لشؤون الجودة، اللواء عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، أن شرطة دبي تولي الابتكار اهتماماً كبيراً وذلك من خلال اقتناص الطاقة الإيجابية لكل موظف من موظفيها، ما يضمن تحقيق أهدافها الاستراتيجية، حتى أضحى الابتكار والتميز من سمات أدائها العملي، لافتاً إلى أن حرصت من خلال المواصفة على رفد المستقبل بمنظومة عمل متطورة تتسم بالابتكار وتتكامل فيها أسباب النجاح.

وتفصيلاً، قال العبيدلي إن المشروع بدأ بفكرة اقترحها أحد موظفي شرطة دبي في 2011، بأن تصدر شرطة دبي مواصفة «آيزو» في مجال الابتكار، وبعد دراسة المقترح في الإدارة العامة للجودة الشاملة حظي بالموافقة، وعقد اجتماع تنسيقي مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس في العام التالي، لعرض المشروع ودراسة كيفية تنفيذه.

وأضاف أنه تم تشكيل فريق عمل مشترك من شرطة دبي، وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، لإعداد وإصدار المواصفة، وبدأ الفريق رحلة عمل شاقة، تمثلت في دراسة المراجع المتوافرة عالمياً في مجال إدارة الابتكار في المؤسسات، كوسيلة للتطوير والتحديث للمنتجات والخدمات، واتفق فريق العمل على اعتبار المواصفة البريطانية الخاصة بدليل إدارة الابتكار، والتي تعد الوحيدة من نوعها على مستوى العالم في كيفية إدارة الإبداع المؤسسات الإنتاجية، مرجعاً في إعداد المواصفة القياسية الإماراتية في هذا المجال.

وأشار إلى أن فريق العمل عقد أكثر من 25 اجتماعاً، لإعداد مسودة مشروع أولي لهذه المواصفة القياسية، وتم توزيعها على عدد من الجهات المعنية في الدولة، لدراستها وإبداء الرأي والملاحظات فيها، وبعدها عدّل الفريق المشروع الأولي للمواصفة على ضوء الآراء والملاحظات الواردة ووضعها بالشكل النهائي.

وأوضح أن المواصفة تتضمن بنود المؤشرات القياسية المرجعية والتعاريف والمصطلحات، وأساسيات إدارة الابتكار، وإدارة الإبداع على مستوى المؤسسة، وأدوات إدارة الابتكار والتقنيات المرتبطة بإدارتها، وأخيراً القياس.

وأكد أن أهمية المواصفة تكمن في تمكين القيادات في المؤسسات من استخدام الابتكار في التخطيط الاستراتيجي، لإعداد أجيال من المبتكرين على المدى القصير وكذلك الطويل، كما تسهم في توفير بيئة عمل أكثر ثراء وتصميماً، من خلال تطوير الأساليب والإجراءات المؤسسية، وتمكن المؤسسات من استغلال مواردها البشرية الاستغلال الأمثل، وتبني أفكارهم لاستخدامها في بلورة الاستراتيجيات.

وشرح أن شرطة دبي ستكون الجهة المانحة للمواصفة، باعتبارها الجهة التي بادرت إلى إعدادها، وكذلك الشركات الأخرى التي لديها ترخيص من هيئة الإمارات للمواصفات، ويمكنها منح «آيزو»، وغيرها من المواصفات.

وأشار إلى أن إطلاق المواصفة القياسية الأولى من نوعها يأتي ضمن أسبوع الإمارات للابتكار، وتتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بإقرار مجلس الوزراء إعلان 2015 عاماً للابتكار في الدولة، وتكثيف الجهود وتعزيز التنسيق بهدف إيجاد بيئة محفزة للابتكار، تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً في هذا المجال.

وأوضح أن كثيراً من الجهات تتحدث عن امتلاكها أدوات الابتكار، لكن لا يوجد معيار علمي واضح على ذلك، مشيراً إلى أن المواصفة تحل هذه الإشكالية، إذ صار بإمكان أي دائرة حكومية أو مؤسسة خاصة الحصول عليها، ومراجعة إجراءاتها وأسلوبها في الإدارة، لتحديد ما إذا كنت تلتزم فعلياً بأسس إدارة الابتكار، ومن ثم يمكنها التقدم للجهة المانحة والخضوع لتقييم قبل أن يتم منحها شهادة المواصفة من عدمه.

وقال العبيدلي إن الابتكار علم واسع وله قواعد واشتراطات، تتجاوز كثيراً الجوانب النظرية، وباعتماد هذه المواصفة أصبح بالإمكان تقييم المؤسسات، وتحليل بيئتها، وتحديد ما إذا كانت حاضنة للمبتكرين أم طاردة لهم.

الأكثر مشاركة