"بيئة أبوظبي" تشترط الحصول على موافقة مسبقة لزراعة القرم

أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي عن بدء تطبيق إجراء جديد قبل تنفيذ مشاريع جديدة لزراعة أشجار القرم بالإمارة، وذلك لضمان إدارة هذه الموائل بشكل أفضل في أبوظبي والتأكد من أن المناطق الجديدة المزروعة ستعود بالنفع بيئياً دون أن تؤثر سلبا على أنواع الموائل الأخرى.

فقد أدخلت هيئة البيئة في أبوظبي مطلباً جديداً للشركات والمؤسسات التي ترغب بتنفيذ مشاريع لزراعة أشجار القرم ينص على ضرورة التقدم بطلب للحصول على شهادة عدم ممانعة لزراعة أشجار القرم في أبوظبي، ويمكن التقدم بالطلب إلكترونيا عبر مراسلة خدمة العملاء، على أن يتم إرفاق خطة إدارة زراعة أشجار القرم مما يسمح للخبراء بالهيئة بحماية الموائل الموجودة، وتقديم المشورة لمقدمي الطلب بشأن كيفية ضمان أفضل نسبة من النجاح وتوفير فرصة أفضل للاستفادة من هذه الاشجار بما يعود بالفائدة على البيئة والأنسان.

وقالت مدير التنوع البيولوجي البحري بالهيئة عائشة البلوشي: "إن استعادة الموائل، أو إيجاد موائل جديدة ليست دائما عملية سهلة ونحن نريد أن نؤكد على أن أولويتنا تركز على حماية الموائل البحرية الحرجة القائمة وتجنب خسارة أي من هذه الموائل فقد أنعم الله على أبوظبي بمجموعة واسعة من الميزات الساحلية الطبيعية التي تدعم الحياة الفطرية الفريدة من نوعها لهذه الموائل القيمة، والتي يجب أن يتم حمايتها. فالسهول الطينية، والطحالب العائمة وسبخات المياه المالحة في بيئتنا لا تقل أهمية عن  أشجار القرم لدينا وجميعها تلعب دوراً رئيسياً في توازن بيئتنا بشكل أفضل".

وعلى مدى السنوات الـ 14 الماضية، أجرت الهيئة دراسات تفصيلية حول موائل أشجار القرم والنظم البيئية الأخرى للكربون الأزرق، الذي يشير إلى قدرة الموائل الساحلية على تخزين وامتصاص الكربون من البيئة، وبالتالي يلعب دوراً هاماً في التخفيف من آثار تغير المناخ، ولقد أظهرت الدراسات أن أشجار القرم الطبيعية لها القدرة على تخزين وعزل الكربون على نحو أكبر مقارنةً بأشجار القرم المزروعة حديثاً. وعلاوة على ذلك، فإن المجموعات الطبيعية والناضجة من أشجار القرم ذات قيمة أكبر بكثير من الشتلات المزروعة حديثا، في توفير المأوى للحياة الفطرية.

وتعتبر زراعة أشجار القرم أسلوباً شائعاً ومعروفاً لدى المطورين لتعويض الآثار البيئية للمشاريع التنموية، ويشمل ذلك زراعة المسطحات الطينية على طول الساحل، أو زيادة كثافة الأشجار في المنطقة التي توجد فيها أشجار القرم. ويشار إلى أن العديد من المناطق التي تغطيها أشجار القرم والتي يمكننا رؤيتها في مختلف أنحاء أبوظبي اليوم هي من المناطق المزروعة.

وتمثل أشجار القرم عنصراً هاماً من المنظومة البيئية في الإمارة، حيث توفر ملاذاً طبيعياً للحياة الفطرية - كما أنها تعد من "المصادر المستهلكة" التي تمتص الغازات الدفيئة (بالوعة الكربون)، وتعد موطناً لأنواع عديدة من طيور الخواضة والأسماك والسرطانات الصغيرة والرخويات، وعند زراعتها بشكل صحيح، يمكن لأشجار القرم المزروعة أن تكون مأوى للحياة الفطرية، بالإضافة إلى قيمتها الجمالية حيث أنها توفر مناظر خلابة خضراء في جميع أنحاء المدينة. ومع ذلك، فأنه في حال تم زراعة أشجار القرم بشكل غير صحيح أو مدروس، فأنها قد تؤثر سلبًا على الموائل الهامة الأخرى الموجودة سلفًا، وخاصة الطينية التي تقدم خدمات بيئية مماثلة، حيث تجذب أنواع مختلفة من الطيور الهامة وتتمتع بنفس القدر من الأهمية التي تتمتع بها أشجار القرم. وتشير الدراسات في مختلف أنحاء العالم إلى أنه في بعض الحالات، تؤدي زراعة أشجار القرم إلى تحويل الموائل: أي فقدان نوع من الموائل أثناء السعي لإيجاد موئل آخر.

تويتر