اصطدمت طائرته بأخرى أثناء عرض عسكري

والد الشهيد العميمي: «الشيبة» كلّل مشواره العسكري بالشهادة

والد الشهيد: لضاحي 5 أشقاء.. كلهم من جنود الوطن البواسل. تصوير: نجيب محمد

زفّت أبوظبي قبل 40 عاماً «في 30 من أكتوبر 1975» ابنها الشهيد الطيار، ضاحي حاضر خميس العميمي، المعروف باسم (الشيبة)، والذي استشهد خلال التدريب في جمهورية باكستان الإسلامية، إذ تعرض لحادث تصادم لطائرته أثناء عرض عسكري.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/394109.jpg

الشهيد ضاحي العميمي . الإمارات اليوم

وقال والد الشهيد حاضر خميس العميمي لـ«الإمارات اليوم»، إن «أمن الإمارات لا يقدر بثمن، ونحن كأبناء لهذا الوطن، من واجبنا أن نحميه بأرواحنا»، مضيفاً أن ابنه ضاحي دخل الخدمة العسكرية بحب وشغف عام 1960، إذ كان مولعاً بحب الرماية، الى درجة أنه كان يلح عليه، منذ طفولته، حتى يعلمه فنونها. وكان يترقبه لينعم برحلة «قنيص» معه.

وأكد الأب أن «الشيبة» منذ التحق بالخدمة العسكرية كان يسجل التفوق تلو الآخر، ويتقدم بامتياز، ويجتاز الدورات العسكرية باقتدار، حتى أمضى في الخدمة نحو 16 عاماً، والنشاط يتولد لديه مع كل فجر يوم جديد. وأضاف: «خلال هذه السنوات كان ابني يحلم بأن يكون أحد الصقور الطيارين في سلاح الجو الأميري، وبقي على ذلك حتى أصبح واحداً منهم فعلاً».

وتابع: «قبل استشهاده بفترة سافر (الشيبة) إلى باكستان ضمن بعثة عسكرية لتلقي مزيد من التدريبات الخاصة بالسلاح الجوي، وخلال هذه الفترة كان يتصل بين الفينة والأخرى للاطمئنان على أحوال الأسرة. وذات مرة، اتصل بي وقد ملأ الأمل والعنفوان حديثه، وأخذ يتحدث عن التميز الذي يحققه أثناء التدريبات العسكرية هناك، وبناءً على ذلك اختير ليكون قائد الطيران الأميري في ذلك الوقت».

وأضاف أنه في عشية 30 أكتوبر من عام 1975 كلّل «الشيبة» مشواره العسكري في الدفاع عن أرض الوطن وصون ممتلكاته بأن نال الشهادة، حيث كان يؤدي عروضاً عسكرية ثنائية ضمن التدريبات قبل أن تصطدم طائرته بطائرة أخرى، حيث استشهد مع زميلين له، أحدهما من باكستان والثاني من الأردن.

وقال العميمي: «كنا نطلق على ضاحي لقب (الشيبة) بسبب رزانته وأخلاقه الحميدة التي كان يتمتع بها منذ صغره، إذ كان - رحمه الله - شاباً خلوقاً، يحبه الجميع من أهل وجيران وأصدقاء ومعارف. كما أنه تميز منذ صغره بالتفوق الدراسي».

وأضاف أن «(الشيبة) كان يردد على الدوام مقولة مازالت راسخة في الذهن، وهي (العلم أساس التميز، فالإنسان يرتقي بالعلم ويتسلح به، كما يتسلح الجندي بالسلاح ليدافع عن وطنه».

وأشار والد الشهيد الى أن ابنه ترك خلفه طفلين في مقتبل العمر (أحمد وعمر)، حيث قامت والدتهما وأسرة الشهيد بتربيتهما على خلق أبيهما الذي قضى حياته في سبيل خدمة الوطن وصون ترابه.

وقال العميمي إن شهادة ضاحي بمثابة دافع لإخوته كي يكونوا في طليعة من يخدمون الوطن، ويذودون عن ثراه الذي لا يقدر بثمن، حيث إن لضاحي خمسة إخوة كلهم من جنود الوطن البواسل.

وأكد أن القيادة الرشيدة ربّت أبناءها على حب الخير، ومنحتهم الكثير، حتى غدا حب هذه الأرض الطيبة يسير في عروقنا، موجهاً رسائل الشكر والعرفان إلى فرسان الحق في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الساهرين على راحة المواطن وأمنه.

تويتر