أمل الصريدي: شعرت بأن زوجي يُولد من جديد

وليد الظنحاني يحمل اسم والده الشهيد

صورة

أنجبت أرملة الشهيد وليد أحمد علي الظنحاني، أمس، طفلها الثالث في مستشفى دبي، في غياب والده الذي ارتقى شهيداً، مطلع سبتمبر، ضمن كوكبة شهداء الواجب، الذين قضوا في اليمن خلال عملية «إعادة الأمل»، وسط سعادة غامرة منها ومن أسرتها، خصوصاً بعدما أطلقت الأسرة على المولود الجديد اسم (وليد) تيمناً باسم والده.

وقالت أمل ناصر الصريدي: «إنها ودّعت زوجها بمشاعر مختلطة بين الحزن الشديد وألم الفراق، وبين الفخر والاعتزاز بما قدمه من تضحية لأجل الوطن، وهي تجد نفسها بعد أقل من شهر تستقبل مولودها الثالث في غياب والده الشهيد، لتغمرها سعادة كبيرة، لأنها تشعر بأن (وليد) ليس ابنها وحدها، بل ابن الوطن كله، لأن الشهيد ورفاقه ألهبوا المشاعر الوطنية لدى كل الإماراتيين».

وللشهيد الظنحاني ابنان: (دانا - سبع سنوات) و(أحمد - ثلاث سنوات)، والرضيع (وليد).

وتقول الصريدي: «من خلّف ما مات»، وهو مثل قديم يرمز إلى دوام ذكرى من ينجب أبناء بعد وفاته، «فما بالك إذا كان الفقيد شهيداً، ارتبط اسمه بالوطن، وقد قضى وهو يدافع عن ترابه بكل عز وافتخار، إذ إن الشهيد وليد أحمد علي الظنحاني لم يمت، بل وُلد فجره من جديد».

وتروي زوجته قائلة: «رزقني الله، أمس، بمولود صار اسمه وليد وليد أحمد الظنحاني، وآمل أن يكون خير خلف لخير سلف، ولدي ثقة بأن الله سيعوضني به عن الإنسان الأغلى»، وتابعت: «كلي فخر واعتزاز بزوجي، الذي كان ضمن الكوكبة التي قدمت أرواحها فداءً للوطن العزيز، فكل قطرة دم سالت من أجسادهم، مكتوب عليها بكل فخر نحن فداء لهذا الوطن ولقادته».

وأضافت أن «زوجها استشهد وهي حامل في نهاية شهرها الثامن»، وقالت: «إن الشهيد كان سعيداً جداً بحملها، وحين ذهب إلى اليمن كان دائماً يتصل بي يسألني عن صحتي، وكيف أحوال مولودنا الجديد، علماً بأنه كان يرغب في أن يسمي المولود (فيصل)، على اسم شقيقها الذي توفي بحادث مروري، وبعد مرور أسبوع من استشهاده قررت أن المولود سيحمل اسم والده، لكي يرفع رأس بلاده عالياً وشامخاً، مثلما رفعه والده وشرّف أسرته وقبيلته ووطنه»، وتابعت: «صرت أنتظر ولادة الجنين بفارغ الصبر، وكنت أشعر بأن بولادته سيولد (وليد) من جديد، فكان في ذلك عزائي وسلواي، وحين اقترب موعد ولادتي دخلت مستشفى دبي، وقامت القوات المسلحة بتغطية كل تكاليف ولادتي في المستشفى، إذ تم إدخالي قسم كبار الشخصيات، إلى أن جاء (وليد)، الذي كلما أنظر في وجهه أرى وجه أبيه الشهيد، علماً أن القوات المسلحة أولتني كل اهتمام، ولم تتركني لحظة منذ استشهاد زوجي، فأي عطاء يقدمه هذا الوطن لمواطنيه لا نستطيع أن نوفيه حقه، ولو ضحينا بالغالي والنفيس لأجل هذا الوطن العزيز».

تويتر