«الداخلية» لاتزال تدرس تفاصيل خفض سنّ الحصول على رخصة إلى 17 عاماً

شباب مواطنون يطالبون برخص قيادة مؤقتة

شباب دون سنّ 18 عاماً خضعوا إلى تدريبات مكثفة في معاهد تعليم القيادة. الإمارات اليوم

طالب شباب دون سنّ 18 عاماً (اجتازوا اختبارات القيادة) بالحصول على رخص مؤقتة لحين بلوغهم السنّ القانونية (18 عاماً)، لافتين إلى أنهم يضطرون إلى قيادة مركبات ذويهم للذهاب إلى الجامعة والعمل. وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أنهم خضعوا إلى تدريبات مكثفة في معاهد تعليم القيادة في الجانبين النظري والعملي بساعات أكثر، لافتين إلى أن مسؤولي معهد القيادة طلبوا منهم بعد اجتيازهم الاختبار النهائي الصبر لحين بلوغهم سنّ الـ18 عاماً لاستخراج رخصة القيادة.

السفر المستمر

قال سعيد علي، إنه يضطر إلى إعطاء ابنه، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، مركبته للذهاب إلى الجامعة، نظراً لعدم توافر حافلة تقلّه إلى المنطقة التي يقطن فيها، لافتاً إلى أنه لا يكون موجوداً في الدولة لأشهر في رحلة علاج لابنته التي تعاني أمراضاً وراثية، ويتعين عليه السفر بشكل مستمر لتوفير العلاج اللازم، مشيراً إلى أن ابنه يضطر أحياناً إلى الذهاب إلى الجامعة مع أقاربه أو جيرانه، وعندما لا يجد أحداً يضطر إلى السير بمركبته.

وأضاف أن ابنه اجتاز اختبار مركز تعليم القيادة، لافتاً إلى أنه يتعين على الجهات المعنية في الدولة النظر في تلك الحالات التي هي بحاجة إلى قيادة المركبة لضرورة خارجة عن الإرادة، لافتاً إلى أن سنّ 16 أو 17عاماً مناسبة لمنح رخصة قيادة، مطالباً الجهات المعنية بإنشاء آلية تسمح لمثل حالات ابنه بقيادة المركبة بعد الخضوع إلى التدريبات اللازمة في معاهد تعليم القيادة. وأشار إلى أن هناك دولاً عمدت إلى خفض سنّ القيادة، وكانت الآثار الإيجابية أكثر من السلبية، موضحاً أن قيادة المركبة تعتمد بشكل أساسي على الثقافة والتربية.

فيما أفاد مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي العميد مهندس حسين أحمد الحارثي، بأن هناك دراسة قيد التنفيذ لخفض سنّ الحصول على رخصة القيادة من 18 إلى 17 عاماً، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية في الدولة، بهدف دراسة جميع جوانب الموضوع والنظر إلى إمكانية تنفيذه على أرض الواقع على فئة المواطنين فقط.

وأضاف أن ثقافة القيادة في الدولة لاتزال ضعيفة وبحاجة إلى توعية بضرورة القيادة بطريقة آمنة، خصوصاً الشباب الذين يتسببون في وقوع وفيات وحوادث متوسطة وخطرة، مؤكداً أن الدراسة ستركز على جوانب عدة منها الاجتماعية والسلوكية.

ولفت إلى أن الدراسة تناولت الفترات المسموح بها بالقيادة والشوارع التي يجوز فيها القيادة وغيرها من الجوانب، مشيراً إلى أن فور انتهاء الدراسة ستعرض على أصحاب القرار لاعتمادها أو تخاذ القرار اللازم، مؤكداً أن الوزارة تنظر إلى تجارب دول خفضت سنّ الحصول على رخصة القيادة إلى 17 عاماً.

وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة تراخيص المركبات والقيادة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أحمد بهروزيان، أن الهيئة لا تمنح أي تصريح لقيادة المركبة دون السنّ القانونية (18 عاماً)، لافتاً إلى أن الهيئة تطبق القانون الاتحادي الذي ينص على منح رخصة القيادة لمن يكمل سنّ الـ18 من عمره، لكن يمكنه التدرب في أي من معاهد تعليم القيادة إلى أن يكمل السنّ القانونية وبعدها يتم استخراج رخصة القيادة.

وأضاف أن الهيئة لا تمنح رخصاً مؤقتة كما يتداول بعض الشباب، مؤكداً أن الهيئة حريصة على تطبيق قوانين وزارة الداخلية المعنية بالمرور في الدولة.

فيما قال المواطن عبدالله سعيد، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، إنه يعاني صعوبة التوجه إلى الجامعة، نظراً إلى أن ذويه خارج الدولة في رحلة علاج تستمر لأشهر، لافتاً إلى أنه يضطر في بعض الأحيان إلى طلب سيارة أجرة للتوجه إلى المدرسة، في حين أنه انتهى من دروس تعليم قيادة المركبة، ونجح في الاختبار النهائي، مشيراً إلى أنه يتوجه إلى المدرسة بسيارة والده الخاصة أحياناً من دون رخصة قيادة.

وأضاف أن توفير رخصة قيادة مؤقتة لمن هم دون سنّ 18 عاماً ممن نجحوا في اختبارات معاهد التعليم سيسهم في حل مشكلات كثيرة، منها عدم توافر وسيلة مواصلات إلى الجامعة، لافتاً إلى أنه في غياب ذويه هو المعيل لأسرته التي تتكوّن من جدته وجده، وهو بحاجة إلى سيارة ليوفر احتياجاتهما، مطالباً الجهات المعنية بتوفير رخص قيادة مؤقتة لمن هم دون سنّ 18 عاماً.

وأيده المواطن عيسى محمد، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، مؤكداً أنه يقود مركبة والده دون رخصة قيادة للذهاب إلى المدرسة، نظراً إلى عمل والده في احدى الإمارات المجاورة ولا يمكنه اصطحابه إلى الجامعة، لافتاً إلى أن المسألة بسيطة يمكن تنظيمها إذا تكاتفت جهود مؤسسات الدولة، مؤكداً أن هناك شباباً كثيرين يقودون مركبات من دون رخصة، ويتعين على الجهات المعنية التدخل لإيجاد حلول جذرية.

وأشار إلى أنه خضع إلى تدريبات مكثفة عن القيادة الآمنة، واجتاز الاختبار النهائي، إلا أن مسؤول مركز التعليم طلب منه أن يكمل سنّ 18 عاماً، وبعد ذلك يراجع المعهد ليحصل على الرخصة، مضيفاً أنه يمكن للجهات المعنية وضع شروط تضمن حصولهم على الرخصة في سنّ مبكرة ودراسة حاجة كل شخص للرخصة قبل حصوله عليها.

وطالب المواطن محمد الدوخي، بسرعة الانتهاء من دراسة كل الجوانب التي يمكنها السماح للفئة العمرية التي دون سنّ 18 عاماً بقيادة مركبة على الطريق، لافتاً إلى أن والده اضطر إلى شراء مركبة له ليتوجه بها إلى العمل، نظراً لانشغاله في تجارته التي تتطلب سفره بشكل مستمر.

وأضاف أنه تدرب في أحد معاهد تعليم القيادة في الدولة، ونجح في جميع اختباراته، مؤكداً أنه يتعين عليه انتظار ثمانية أشهر لكي يكمل السنّ القانونية ويحصل على الرخصة، ما يجعله يقود مركبة من دون رخصة.

وكان مساعد القائد العام لشؤون العمليات، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، طالب في وقت سابق بخفض سنّ الحصول على الرخصة من 18 إلى 16 عاماً، مستنداً إلى إحصاءات حديثة تؤكد انخفاض معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المتسبب فيها صغار السنّ في دبي، مقارنة بالسائقين الأكبر سنّاً.

 

أحمد بن درويش ـــ دبي

تويتر