س.ج عن الزواج

المستشارة الأسرية عائشة الحويدي

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاماً، وتمت خطبتي منذ تسعة أشهر لشاب على خلق وعلم، ولكني خائفة من كثرة التجارب الزوجية الفاشلة من حولي، خصوصاً أن جميعها بدأ بالحب والتفاهم والاحترام، ولا أعرف كيف أبني حياة زوجية سليمة وأحافظ عليها في المستقبل.

 

لاشك في أن كل زوج وزوجة يطمحان إلى أن يكوّنا أسرة سعيدة، وإنجاح هذا الزواج يتوقف على مدى الانسجام والتفاهم بين الزوجين، ومدى شعورهما بأن ما يجمعهما من قواسم مشتركة ومحبة متبادلة أقوى من أن تفرقها مشكلات الحياة وهمومها، ربما يكون من أسباب تلك المشكلات غياب التخطيط الفعال لإدارة هذه المؤسسة الأسرية.

لقد جعل الله أنبل المشاعر وأنقاها تنجح في إطار الزواج، وتعد عملية تحقيق التفاهم والانسجام في الحياة الزوجية من أهم التحديات التي تواجه الشباب حديثي الزواج، لذلك فاعتماد مبدأ الصدق والصراحة بين الزوجين منذ البداية، يختصر الكثير من المسافات بينهما، كما أنه من الضروري على المقبلين على الزواج أن يكونا على قدر المسؤولية في تكوين أسرة، والحفاظ على الحب والتفاهم والاحترام بينهما، وأن يحرصا على حياتهما الزوجية.

والزوجة الحكيمة هي التي تجعل زوجها يفهم ويلاحظ من تلقاء نفسه الأمور التي تصدر عنه وتزعجها أو تثير حساسيتها، كما عليها أن تتأقلم مع زوجها ومع إمكاناته وطباعه، وأن تكون دائماً صبورة وصادقة، وأن تحافظ على مظهرها داخل منزلها، وأن تستمع لزوجها وتشاركه أفراحه وهمومه، وأن تخصص وقتاً للاهتمام بأهل زوجها وتحاول أن تشاركهم مناسباتهم السعيدة.

ومن الواجبات المفروضة على الزوج أن يتكلم دائماً بلهجة لطيفة، وأن يتفوه بكلمات إيجابية مصحوبة بالرقة والعطف، وأن يستمع إليها، ولا يسفه من رأيها، وأن يكثر مديحها والثناء عليها أمام أهله وأهلها.

وعلى الزوجين أن يبتعدا عن النقد والتنظير أو التذمر، وأن يقوما باستثمار خلافاتهما لمصلحتهما ويحولاها إلى تعاون، وأن يبذلا كل ما في وسعهما من أجل أن يجعلا حياتهما أسهل وأكثر مرحاً.

تويتر