بسبب الحاجة إلى ملامسة هموم الناس واهتماماتهم

الحاجة إلى الصحافي المهني مستمرة رغم «الروبوت»

الصايغ وأوهانيان خلال الجلسة. من المصدر

ناقشت جلسة كيفية صناعة الخبر في الإعلام الجديد، التي استضاف فيها الرئيس التنفيذي لـ«الصايغ ميديا»، عبداللطيف الصايغ، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لموقع «ريديت» الإخباري، ألكيسيس أوهانيان، الإشكاليات والظواهر المحيطة بعملية صناعة الخبر في ظل التغيرات التي طرأت على صناعة الإعلام نتيجة الثورات الرقمية والتكنولوجيا الحديثة.

ويعرف عن موقع reddit.com سلاسة تجميع الأخبار، ومناقشتها عبر صفحاته المتنوعة، ما أسهم في نموه السريع، حيث يستطيع المشاركون في الموقع إضافة الأخبار أو التصويت عليها لجعلها تتقدم أو تتراجع في الترتيب. وقد حصد الموقع في عام 2013 ما يزيد على 56 مليار زيارة لصفحاته، بزيادة بلغت 19 مليار زيارة على عام 2012.

وبلغ عدد زوار الموقع 731 مليوناً، أي أكثر من ضعف الزوار في العام الذي سبقه.

وأفاد أوهانيان بأنه «مهما شهد الإعلام من تغييرات في الشكل والأدوات، ومهما حمل المستقبل من الطفرات التكنولوجية التي يمكن أن تحدث نقلات نوعية في كيفية صناعة الخبر، فإن ذلك لن يلغي حاجتنا إلى الشيء الأهم والأساسي في صناعة الخبر، وهو الصحافي المهني الذي يستطيع ملامسة اهتمامات الناس، وهمومهم، وصنع محتوى متميز يفرض وجوده عبر أي قناة أو وسيلة إعلامية تقليدية أو حديثة».

وأكد في الوقت نفسه ضرورة إعادة النظر في أسلوب تناول الأخبار الصحافية، وصياغتها وفق مفهوم جديد خارج الإطار التقليدي، في ظل الزيادة في عدد المراسلين في عصر التواصل الاجتماعي، فأي شخص يمتلك هاتفاً ذكياً يستطيع أن يكون مراسلاً صحافياً يبث وينقل الأخبار على خلاف المعهود في مهنة الصحافة المحترفة، وما تحتاج إليه من توافر كثير من المتطلبات والمقومات التقنية واللوجستية.

وقال أوهانيان إن الصحافة ليست كتابة تقارير، وإن الكتابة التقريرية جزء من العمل الصحافي المكون من أجزاء عدة. كما أنه عمل متواصل وممتد وتفاعلي، موضحاً أن موقع «ريديت» مصمم ليمنح متابعيه قوة تمكنهم من خلق المجتمع الذي يرون أن يكونوا جزءاً منه وأن يعملوا من أجله.

ولم يستبعد أوهانيان إمكانية قيام الروبوتات بدور الصحافي، إذ «يمكن للروبوت كتابة الخبر العادي، الذي تكون معلوماته محددة، لكن بالنسبة للموضوعات التي تحتاج إلى استكشاف وتقصٍّ فإنها تتطلب العقل البشري الذكي، القادر على التقاط التفاصيل التي تهم الناس»، وأكد أهمية توافر مصممين قادرين على وضع تكنولوجيا حديثة للجيل المقبل من الصحافيين، بهدف تحسين مستوى العمل.

وعن حرية الرأي، قال أوهانيان إن «كل ما كان يظنه الأميركيون لسنوات عن تمتعهم بالحرية كان وهماً، لأن أكثر من 90% من العمل الإعلامي والصحافي كان يخضع لرقابة وسيطرة مراكز الثقل والقوة بأنواعها في معظم الوقت». وحول ضرورة وجود تشريعات وقوانين تضبط نقل الأخبار، أشار إلى عدم وجود ثقة في بلد مثل الولايات المتحدة الأميركية ببعض المنصات الفردية التي توفر الأخبار، لذلك لاتزال هناك حاجة إلى الصحافيين القادرين على صياغة كل هذا الكم الهائل من المعلومات.

وأكد أوهانيان أن الإعلام اليوم تمتلكه الجهة التي تستطيع جذب انتباه ومتابعة أكبر حجم ممكن من الجمهور، بفعل ما صنعته التكنولوجيا الحديثة من أدوات وتسهيلات أحدثت التغيير، وليس بسبب قدرات فردية أو جماعية. وأوضح أنه من الصعب الإجابة عن سؤال: لماذا يقضي الناس عشرات الساعات من المشاركة والتفاعل عبر الإنترنت؟ إلا أنه جزم بأن الحاجة إلى الانتماء والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية يمثلان دافعاً أساسياً وراء رغبتهم في المشاركة.

تويتر