المستشار الأسري

صورة

يشكو قارئ من أنه لا يجد وقتاً يجلس فيه مع أبنائه لانشغاله بتجارته ووظيفته، ويشعر بضيق تجاههم.. فما الحل؟

 

يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، على القارئ قائلاً: الأبناء أمانة، وتربيتهم مسؤولية، والحرص على متابعة شؤونهم غنيمة، وتنشئتهم على القيم والأخلاق فضيلة، فحاجة أبنائك إليك عاطفياً وجسدياً أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب، فمن اقترب إلى أبنائه الصغار حباً اقتربوا إليه عند الكبر براً، ومن أحسن إليهم تربيةً وجد منهم مزيداً من العطف والإحسان.

وليست العبرة بوجود الآباء في المنزل جسدياً وشكلياً، وإنما وجود الحب في القلب، والبسمة على الوجه، والمرح في السلوك، والعطف في القول، والرفق في المعاملة، والقدوة في الأخلاق، والآباء تجاه أبنائهم ينقسمون إلى ثلاثة أصناف، أولهم من إذا دخل على أبنائه لم يجد منهم إلا الإهمال وعدم المبالاة، لأنه أهملهم صغاراً حتى أصبح وجوده في المنزل مثل عدمه، والثاني من لا يجد من أبنائه إلا الخوف منه، والفرار عند رؤيته بسبب غلظة قوله وشدة معاملته، والثالث وهو أفضلهم من إذا دخل على أبنائه وجد منهم الشوق والحنين والبادرة منهم بالتقبيل والعناق.

فوجوده ولو لحظات قليلة يزود بطارية قلوبهم بالحب والأمن والاشتياق، وليس ما تم ذكره مبرراً عن تغيبك عن بيتك، فوجودك له دوره، ولو لم تتكلم بكلمة، شعوراً منهم بكيانك وهيبتك، وحساً منهم بظلك ونسمتك، وسكناً منهم باحتوائك لهم تغشاهم بروحك وطيفك، فوجودك بقربهم مصدر للسكن والأمن، في يقظتهم ونومهم.

وحتى يزول ما تجده في صدرك، كن مع أبنائك كريماً في العطاء التربوي والأخلاقي، مجتهداً في تعليمهم وتوجيههم، صبوراً على تلبية احتياجاتهم العاطفية والنفسية، تستمع إليهم وتحاورهم وتلاعبهم وتداعبهم، فالأموال التي تجمعها هي لهم، سيرثونها منك وينتظرك الحساب، وتربيتهم على العلم والإيمان والأخلاق باقية في ميزان حسناتك، يوم لا ينفعك إلا ما قدمته لك ولأبنائك، فأبناؤك في قلوبهم ذكرى لا تنسى، وفي حياتهم بصمة باقية لا تمحى، سيذكرونك بعد موتك بالصدقة والدعاء والذكر الحسن رداً منهم على جميل فضلك ولطف أخلاقك ورفق تربيتك.

تويتر