طالبت بتشريع يجرم تداولها على المواقع الإلكترونية

دراسة مرورية تحذر من تأثير «المخدرات الرقمية» في القيادة

«الدراسة»: الاستماع إلى المخدرات الرقمية قد يؤدي إلى حالة من الاسترخاء أو من النشاط الزائد أو حالة من الهدوء العميق وغيرها من التأثيرات. غيتي

حذرت دراسة مرورية من مخاطر تأثير المخدرات الرقمية في القيادة، موضحة أنها عبارة عن ملفات موسيقية تعطي عند استماعها إيحاءات وتأثيرات مشابهة لما يحدث عند تعاطي المخدرات الحقيقية، ما يجعلها وسيلة للتغييب العقلي أو الاختلال الذهني بما يؤثر في درجة تركيز السائق إذا ما كان يستمع إلى تلك الملفات الموسيقية أثناء القيادة أو حتى بعدها وخلال سريان الأثر التخديري لها في الرأس.

سوء استخدام التقنيات الرقمية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/256741.jpg

حذرت دراسة مرورية من مخاطر تأثير المخدرات الرقمية في القيادة، من سوء استخدام التقنيات الرقمية في مجال قيادة المركبات، خصوصاً الهواتف الذكية التي احتوت على إمكانات تقنية كبيرة، مثل إمكانية الاتصال بشبكة المعلومات العنكبوتية، أو شبكات التواصل الاجتماعي أو طلب المكالمات أو الرد عليها، استلزم كل ذلك ضرورة استخدام السائق لأصابع اليد على أقل تقدير، حيث تعمل معظم هذه الهواتف الذكية بنظام اللمس، ومن ثم فإن انصراف السائق عن التركيز في عملية القيادة ومخاطر الطريق إلى تحديد الاختيار الذي يريده على شاشة الهاتف الذكي، فضلاً عن انتشار ظاهرة الرد على الرسائل القصيرة أو كتابتها أثناء القيادة قد أدت إلى انصراف جزئي يصل في بعض الأحيان إلى الانصراف التام عن مقتضيات التركيز في استخدام أدوات القيادة، ومن ثم يجد السائق نفسه متورطاً في حادث سير.

وأشارت إلى نتائج إحصاءات رسمية حول مخالفات استخدام الهاتف أثناء القيادة في 2011، بلغت 84 ألفاً و944 مخالفة، وانخفضت بقدر قليل عام 2012 لتبلغ 79 ألفاً و740 مخالفة، قبل أن تعاود الارتفاع عام 2013 لتصل إلى 85 ألفاً و110 مخالفات.

وطالبت الدراسة التي أعدها الباحث محمود عبدالقادر، من مركز اتخاذ القرار في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بعنوان «ترشيد استخدام التقنيات الرقمية في تحقيق معدلات أعلى للسلامة المرورية»، وقدمها خلال مؤتمر عقد أخيراً في أبوظبي حول السلامة المرورية، بالتوسع في إجراء دراسات مستفيضة ومتعمقة لتحديد الأضرار أو المخاطر المتعلقة بما يسمى المخدرات الرقمية، التي شاع استخدامها أخيراً بسبب رخص ثمنها وتعطي أثر المخدرات التقليدية.

وأوصت الدراسة بإصدار تشريعات تجرم بشكل واضح بث المواقع الإلكترونية لكل ما يمكن أن يهدد السلامة المرورية، مثل ملفات المخدرات الرقمية أو برامج تحديد مواقع الرادار، لتأثيرها المباشر في معدلات السلامة المرورية، محذرة من تأثير المخدرات الرقمية على انتباه وتركيز السائقين على الطريق، ما قد يتسبب في حوادث خطرة، موضحة أن الاستماع إليها قد يؤدي الى حالة من الاسترخاء أو من النشاط الزائد أو حالة من الهدوء العميق وغيرها من التأثيرات.

وبينت أن المخدرات الرقمية تطلق على استخدام نوع معين من الموسيقى التي يتم الحصول عليها بواسطة التقنيات الرقمية من مواقع متعددة على شبكة المعلومات العنكبوتية، لتحدث عند الاستماع إليها بصورة معينة كل الآثار أو بعضها التي تحدثها أنواع المخدرات المختلفة المعروفة.

ورأت أن المخدرات الرقمية والمعروفة بأسم «binaural beats»، هي أحدث وسائل الإدمان التي يتم الترويج لها وتعتمد على التأثير في العقل والحواس عبر دخولها الأذن في صورة نغمات موسيقية، وتحدث تأثيراً سلبياً في ذبذبات المخ الطبيعية، ولها تأثير المخدرات نفسه، ولكنها تتميز بتعدد الاستجابات وفقاً للطلب، فقد تؤدي الى حالة من الاسترخاء أو من النشاط الزائد أو حالة من الهدوء العميق وغيرها من التأثيرات.

ورصدت الدراسة أن تجارة المخدرات الرقمية على الإنترنت تتخذ منتجاتها شكل ملفات موسيقية من نوعية «mp3»، التي تستخدم على وسائل الاتصال الذكية مثل الهاتف والـ«آي باد» والتابلت، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، وتسوّق بأسعار زهيدة في حدود ثلاثة دولارات للملف الموسيقي، وتقوم بعض المواقع بتحميلها مجاناً كنسخة تجريبية، وبعد ضمان المستخدم لتأثيرها بعد التجربة سيكون عليه شراؤها.

وأشارت إلى أن هناك تقارير متضاربة من الأطباء والمختصين حول هذه الظاهرة، حيث يرى البعض أن المخدرات الرقمية قد يكون لها آثار ضارة على بعض مستخدميها، بينما يدعي آخرون أنها قد تحقق بعض الفوائد، وتعتمد هذه المخدرات على الإيقاعات الموسيقية كوسيلة لتحقيق المزاج المطلوب، باستخدام تقنية تنطوي على التلاعب باثنين من النغمات المختلفة في الوقت نفسه من أجل تغيير الموجات الدماغية.

ووفقاً للموقع المنتج والمسوق الرئيس لملفات التخدير الموسيقية على الإنترنت، فإنه عند عزف الموسيقى بترددات مختلفة قليلاً عبر كل أذن، فإن الدماغ يدرك بعداً موسيقياً ثالثاً «وهمياً»، ما يبدل الإحساس والاستجابات، وحتى تتم عملية التخدير والإدمان من خلال هذه النغمات، يتم تشغيل الملف الموسيقي بحيث يزود طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية، ويكون الفارق ضئيلاً يقدّر بنحو 30 هيرتز، لذلك يشدّد من صنعوا هذه المخدرات على أن تكون السماعات ذات جودة عالية من نوع «الستيريو» كي تحقق أعلى درجات الدقة والتأثير، وتوصل المخدر بطريقة صحيحة، فيدخل المدمن في حالة الاسترخاء وزوال العقل.

وأشارت الدراسة إلى أن الخطورة الكامنة وراء هذا النوع المستحدث من المخدرات أنه متاح للجميع من خلال المواقع الإلكترونية، ويكاد أن يكون مجانياً، أو بأسعار زهيدة لا تقارن بأسعار المخدرات الحقيقية التي تستخدم لإحداث الأثر نفسه لدى المدمن، فضلاً عن أنها غير خاضعة للتجريم القانوني شأن سائر المخدرات التقليدية الأخرى المعروفة، ما يغري فئة الشباب وهي الفئة الأكثر إقداماً وتحمساً لتجربتها، على الرغم مما فيها من آثار، أقل ما توصف به أنها آثار غير صحية على الإطلاق.

تويتر