تختصر الوقت والجهد وتطيل العمر الافتراضي للمباني 3 أضعاف

«السويدي» يبني منازل صديقة للبيئة دون طابوق

صورة

أسّس حميد راشد السويدي، شركة «السويدي إف تي إس»، للبناء باستخدام نظام جديد يستغني عن الطابوق ويطيل العمر الافتراضي للمنزل من 25 عاماً إلى 75 عاماً، «أي ثلاثة أضعاف»، وينجز البناء خلال مدة لا تتجاوز خمسة أشهر.

الوصول إلى النجاح

قال صاحب شركة «السويدي إف تي إس» للمقاولات، حميد راشد السويدي، إن عدداً من شركات المقاولات في دبي حاولت شراء الوكالة منه قبل افتتاح شركته في أكتوبر العام الماضي، موضحاً «عرضت عليّ إحدى الشركات شراء الوكالة بثلاثة أضعاف المبلغ الذي دفعته، في حين أكدت شركة أخرى أنني إن نجحت في المشروع فإنني سأتمكن من السيطرة على السوق والاستغناء عن مصانع الطابوق في الدولة، أو الخسارة والخروج من المنافسة، ما دفعني إلى العمل أكثر والمنافسة لأتمكن من النجاح».

وقال السويدي إنه تعاقد مع شركة في الهند تستخدم أنظمة حديثة في البناء، في أكتوبر الماضي، وتمكن خلال هذه الفترة من بناء منزلين وتأسيس ملاحق تابعة لإسكان مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للإسكان، ويفكر حالياً في التوسع ليشمل مناطق الدولة كافة، والحصول على الحقوق الحصرية على مستوى الخليج لتوريد المواد الأولية للبناء.

وتفصيلاً، روى السويدي قصة إنشاء شركته لـ«الإمارات اليوم» قائلاً إنه تعرف الى الشركة المصنّعة في الهند من خلال مشروع أراد بناءه في أرضه في دولة جورجيا على مساحة 500 ألف متر مربع، في وقت قصير بأفضل أداء، موضحاً «أردت الاستعانة بشركة جديدة في الدولة تبني المنازل باستخدام مادة الـ«فايبر غلاس»، المستخدمة في صناعة اليخوت، إلا أن العمر الافتراضي للمنزل أقل من العمر العادي»، مضيفاً أن شريكه في العمل أرشده إلى شركة أخرى تقدم حلولاً للبناء باستخدام مادة جديدة تختصر العمالة والوقت في بناء المنزل.

وأضاف أن شريكه أبلغه أن الشركة عملت على مشروعات عدة في دول إفريقية والهند والفلبين، وتبني منازل صديقة للبيئة، مضيفاً «لم يكتمل مشروع جورجيا، إلا أن عملهم أعجبني وأردت بناء أرضي في دبي باستخدام التقنيات التي يملكونها»، موضحاً أنهم عرضوا عليه البناء في وقت أقل من المعتاد وبسعر مناسب نظراً لحجم العمل.

وتابع السويدي أنه أراد للشركة العمل بشكل دائم في الدولة، إلا أنهم لم يريدوا التوجه إلى المقاولات بل تزويدهم بالمعدات، موضحاً «زرنا شركات عدة للمقاولات إلا أنهم تخوفوا من المشروع، لأنه الوحيد في السوق ولم يجربوه من قبل، ما استدعاني للبدء في شركة مقاولات لبناء المنازل بهذه المادة الجديدة التي تختصر الوقت والجهد».

وشرح السويدي أن الشركة الأم متخصصة في بناء المختبرات الطبية، والمستشفيات ومصانع الأدوية، ويحتاجون إلى مواد مناسبة لبنائها، مضيفاً أنها تعمل منذ ست سنوات في الأنظمة الحديثة للبناء، والذي يستعيض بالألواح الأسمنتية والعازل الحراري ومكعب بلاستيكي لتثبيت الألواح، بدلاً من الطابوق والحديد.

وأوضح «اشتريت حقوق الامتياز منهم على مستوى الدولة وسلطنة عمان، وقريباً في قطر لبناء منازل صديقة للبيئة في نحو خمسة أشهر، والاستغناء عن المواد الأولية، مثل الأسمنت والطابوق والحديد»، مضيفاً أنهم بدأوا منذ ثلاثة أشهر في الشركة بعد محادثات استغرقت ثلاث سنوات للحصول على الامتياز الحصري.

وأضاف أنهم عملوا على بناء ملاحق للمنازل الحكومية التي بنتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للإسكان، مضيفاً «شرحنا للمؤسسة الاختلاف بين البناء التقليدي والبناء الجديد، إذ إن المقاول يمكن أن يختصر الوقت من 18 شهراً في البناء إلى خمسة أشهر تقريباً، واختصار 15% من كلفة المواد الأولية لأنه لن يستخدمها في البناء، مؤكداً «النظام الجديد يعد مستقبل البناء لأنه صديق للبيئة».

وأكمل السويدي أنهم تمكنوا من بناء ملحقين كاملين في دبي خلال 45 يوماً فقط، وتمكنوا من بناء منزلين خلال فترة عملهم التي استغرقت ثلاثة أشهر منذ تأسيس الشركة، متابعاً «تمكنّا من الحصول على الاعتراف الكامل من البلديات المحلية في أبوظبي، والشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة للبناء من دون إشراف، كما حصلنا على اعتراف مقيد من دبي، إذ إنهم يريدون مراقبة عملنا ومعرفة كيفية الخروج من البناء التقليدي إلى البناء بالنظام الجديد، ودراسة المشروعات التي ننفذها».

وقارن السويدي بين البناء التقليدي والبناء بالنظام الجديد، موضحاً أن شركات المقاولات الموجودة في الدولة تحمل المتعامل رواتب العمالة لمدة 18 شهراً، والذين يتنوعون بين نجارين وحدادين للتعامل مع الحديد المستخدم، وعمال لصف الطابوق وتغطيته بمادة أسمنتية، ما يختصر العمالة من 30 عاملاً إلى خمسة عمال في المنزل وإنجازه خلال خمسة أشهر.

وأوضح أن المنزل بالنظام الجديد سيزيد من عمره الافتراضي من 25 عاماً إلى 75 عاماً، ولا يحتاج إلى صيانة دورية كل ثلاثة أعوام لمعالجة التشققات والتصدعات في البناء، بل بعد 25 عاماً من بنائه، «إذ إنه مبني على الطريقة التي تبنى بها الجسور، يحوي عازلاً للحرارة، والبرودة والصوت، والمنزل صديق للبيئة، وسليم من حدوث التشققات بنسبة 100%.

وأضاف «حتى إن بناء المنزل يختلف عن المنازل التقليدية، إذ إنه لا يحتاج إلى طرق أو تكسير، بل جمع المواد الأساسية المكونة من ثلاثة ألواح أسمنتية، وعازل حراري، و(سبيسر)، وهو مكعب بلاستيكي أسود يثبت الحديد بالشكل العمودي والأفقي مصنوع من إعادة تدوير المواد البلاستيكية، ولا توجد مخلفات للبناء بعد الانتهاء من المنزل»، مفيداً أن المنزل عند بنائه لا يصدر ضوضاء تزعج القاطنين في المنطقة، ويمكن التغيير في البناء في ما بعد، وإضافة توصيلات الكهرباء والمياه دون الحاجة إلى إعادة تكسير للجدران.

وأوضح أنه تمكن من إدارة شركته بسبب خبرته التي اكتسبها في إدارة الأعمال الحرة التي يملكها من إدارة مطاعم ومقاهٍ على مستوى دبي وشركة تجارة عامة متخصصة في المواد الغذائية، كما أنه تخصص في إدارة الأعمال في المحاسبة والمراجعة المالية، ويعمل في جهة حكومية منذ 24 عاماً.

وأكد السويدي أنه ينوي التوسع على مستوى الدولة وافتتاح فروع للشركة، بعد التركيز على فرعها في دبي، مضيفاً أنه ينوي أولاً العمل في مشروعات البناء في أبوظبي، ومن ثم المناطق الشمالية، مضيفاً أنه سيتفرغ في ما بعد لإدارة أعماله وترتيب أموره، ليتمكن من التوسع على مستوى الخليج.

تويتر