المستشار الأسري

صورة

تشكو القارئة (أم سعيد) من أن ابنها الصغير يتلفظ بألفاظ سيئة بذيئة.. فما الحل؟

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

لا تحل هذه المشكلة بالصراخ والتهديد، هذا الأسلوب يعزز فيه سلوكاً جديداً يعتبره وسيلة مثيرة للالتفات إليه، أو أسلوباً دفاعياً للرد على من يخالفه في الرأي أو الوجهة، وقديماً قالوا: كل ممنوع مرغوب، فقد ثبت علمياً أن عبارة (لا تدخن) دعوة للتدخين، فعقله الباطن يبرمج قولك «لا تقل هذه الكلمة»، فيلغي «لا تقل» ويبقي الكلمة البذيئة في عقله الباطن مبرمجة، وتظهر فصيحة في المواقف والأحداث أو عند الزعل والغضب، وهكذا يلتقط الطفل الألفاظ السيئة بهذه الطريقة، أو بحاسة السمع عبر القنوات الفضائية، أو عن طريق الوسائل الاجتماعية المختلفة، وتعد مجالسة رفقاء السوء بيئة سيئة لكل خصلة سيئة.

والأسرة لها تأثيرها السلبي، فعلى حسب ما يسمع الطفل يقلد، وعلى حسب ما يرى يطبق، فإن كانت التربية راقية سهل التخلص من أي خصلة سلبية دخيلة بقليل من الحكمة واللين والتوجيه، وأفضل طريقة في حل أي مشكلة معرفة أسبابها ودوافعها ومصدر تعلمها بعيداً عن الحلول التعسفية القاسية التقليدية، وهناك توجيهات نافعة شافية مختلفة عما يستخدمها الآباء والأمهات، فذكر بعص الآيات القرآنية للطفل، على حسب فهمه، بأسلوب ميسر، توضح فيه عاقبة هذا السلوك يوم القيامة، والأجر الذي أعده الله لمن أمسك لسانه عن الشتائم وفحش القول، يعد منهجاً متكاملاً في تهذيب السلوك وتربية الأخلاق، وفي السنّة أحاديث بها من الترغيب والترهيب ما يعلم الطفل مفاهيم الحلال والحرام، كما أن ذكر بعض القصص التعليمية التربوية، قبل النوم، له دور في الردع والمنع.

فالكلمات الإيجابية التي يتعلمها الطفل تُظهر جمال الطفل، فيجد التحفيز من الأسرة والمدرسة والمجتمع، أما السلبية منها فلن يجد في حياته إلا الصراعات الاجتماعية أو الاضطرابات النفسية، خصوصاً إذا أصبحت هذه الكلمات عادة لا يستطيع التخلص منها، وفي الخاتمة نقول: «وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه».

تويتر