عنصر من الشرطة النسائية تحقق في ملابسات حادث. من المصدر

مكتب شرطة نسائية للتحقيق مع مرتكبات الحوادث في أبوظبي

استحدثت مديرية المرور في أبوظبي مكتباً للتحقيق في الحوادث المرورية النسائية، ورفدته بعناصر من الشرطة النسائية للتحقيق في ملابسات الحوادث في الميدان، والمكتب مع المرأة التي تكون طرفاً في حدوثها بعد تبليغهن من قبل غرفة العمليات، والتحرك مباشرة إلى مكان الحادث لتدوين الأقوال بصورة مبدئية.

وتتولى الشرطيات التحقيق مع النساء اللواتي يرتكبن حوادث المرور، وتوفير الدعم النفسي لهن لامتصاص الصدمة التي يتعرضن لها عند وقوع الحوادث، وتدوين إفادتهن والحفاظ على خصوصيتهن والتعامل معهن بأريحية تمكنهن من الإدلاء بأقوالهن أثناء التحقيق.

وتحدثت شرطيات من المكتب عن طبيعة عملهن والخدمات التي يقدمنها، والتوفيق بين البيت والعمل بنظام الورديات، الذي يشكل تحدياً لهن باعتبارهن أمهات.

وقالت محقق في المرور والدوريات، قسم الحوادث الجسيمة، المساعد أول مستورة جمعان، إن التحقيق الميداني والمكتبي للحوادث المرورية التي تكون المرأة طرفاً في حدوثها، يتم من قبل العناصر النسائية المتخصصة، حسب الإجراءات المتبعة بهذا الشأن، بما يضمن كسر حاجز الخوف لديها عند وقوع الحادث، والحفاظ على خصوصيتها أثناء نقلها إلى المستشفى، خصوصاً أن بعض النساء يعانين حالة من الصدمة.

وأضافت جمعان أن العناصر النسائية تتوجه إلى موقع الحادث، في حال كان جسيماً، ويتم استدعاء المتسببة إلى مكتب التحقيقات لمنحها الأمان والثقة، ونوعاً من الخصوصية، وتهدئتها والاستماع إليها.

وأكدت أن حوادث النساء ليست بالضرورة أقل من الرجال، لكنها حوادث خفيفة في مجملها، وليست جسيمة كحوادث الرجال، ويكون السبب في الغالب عدم الانتباه، أو عدم ترك مسافة كافية بين المركبات، إضافة إلى الانشغال بغير الطريق.

وقالت المساعد أول رقية حسن الحوسني: «عند تلقي البلاغ من إدارة العمليات، يتم تزويدنا بإحداثيات، وموقع الحادث والحالة، وعدد المصابين في حال وجود عنصر نسائي، وبعد اكتمال التحقيق والتصوير في موقع الحادث، يتم أخذ الأقوال، وفي حال اختلاف الآراء يتم التحقق من المتسبب، إما بالرجوع إلى الكاميرا أو فتح بلاغ للفصل من قبل وكيل النيابة».

وحول المصاعب التي تواجه المحققات في موقع الحادث، أشارت الحوسني إلى قسوة المناخ في فصل الصيف، حيث ترتفع درجة حرارة الجو إلى أقصى درجة، أما بالنسبة لمرتكبات الحوادث، فقد يواجه المحققات بعض التعنت منهن، خصوصاً إذا كان الحادث جسيماً.

أما الرقيب روضة عبدالله آل علي، التي تعمل بنظام الورديات، فبينت أن فترة عملها التي تقع بين الفترة الصباحية والظهيرة والفترة المسائية، تتطلب منها تنظيم الوقت بين بيتها وعملها حتى لا يتأثر أبناؤها خلال غيابها عنهم في الفترات المسائية، خصوصاً أن الوردية المسائية تبدأ من الثامنة والنصف مساء، وتستمر حتى الخامسة والنصف صباحاً. ولفتت إلى أن حوادث النساء تقل نسبتها عن تلك التي يكون الجنس الآخر طرفاً فيها في الأوقات المتأخرة من الليل، أما الفترة الصباحية فالنسبة متساوية.

وعن كيفية التصرف إذا كانت المتسببة في الحادث في حالة غير طبيعية، بسبب الصدمة أو لأي سبب من الأسباب، قالت إن التعامل معها في هذه الحالة يكون مختلفاً، ولابد من منحها الثقة وإشعارها بالأمان، وتهيئة الجو المناسب لأخد أقوالها، خصوصاً أن صدمة الحادث تحدث ردة فعل قوية لدى بعض النساء، ما يدفعنا إلى إعادتهن إلى بيوتهن والتحقيق معهن في وقت لاحق.

وقالت إنها تحاول بقدر الإمكان الإيفاء بالتزاماتها المنزلية على الوجه الأكمل، ولو كان ذلك على حساب راحتها، لا غرو أنها قد اختارت مجالاً يتطلب التضحية ونكران الذات.

الأكثر مشاركة